غزو إيراني لمعرض بيروت… والتقويم الفارسي لن ينتصر!

آية المصري
آية المصري

بيروت حرة وستبقى حرة أمام كل احتلال، ايرانياً كان أو غير إيراني، اذ يكفينا شرّ محور الممانعة وحقده، وتكفينا السياسات الحمقاء التي أخذتنا الى ما بعد جهنم، ويكفينا ما يقومون به يومياً في لبنان عبر حليفهم اللدود “حزب الله”.

فبعد السيطرة العسكرية وسوء العلاقات الاقتصادية والمعيشية والمالية، أراد جهابذة إيران ضرب آخر ما تبقى من بيروت، أرادوا قتل عاصمة الارث الثقافي، من خلال سيطرتهم على معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والستين، حيث وضعوا صوراً لقاسم سليماني وعلي خامنئي معتبرين أن من حقهم التعبير عن ثقافة بلادهم، فعن أي ثقافة يتحدثون؟ ثقافة الموت والدماء التي اشتهر بها سليماني وخامنئي؟ وهل تُعلّم هذه اللاثقافة في معرضنا؟.

وفي هذا السياق، لا يمكننا تناسي المقطوعة الموسيقية التي قدمتها الأوركسترا الايرانية والتي صدحت في قصر “الأونيسكو” منذ أيام، فهل باتت ايران تعبّر عن أوجاع اللبنانيين، أم باتت تعتبر نفسها شريكة علنية في لبنان؟

انجازات غير وهمية اشتهر بها العهد “القوي” ومن دون رئيس جمهوية كميشال عون لما كنا وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم، فهل الغزو الإيراني للثقافة بدا واضح المعالم؟ وهل بات لبنان في التقويم الفارسي الايراني؟ وما رأي الجهات المعنية والمسؤولة في معرض الكتاب؟ وماذا عن رأي النواب؟

فتفت: سنتصدى لمحاولات الهيمنة

أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب سامي فتفت لموقع “لبنان الكبير” أن “عنوان المعرض هذا العام (بيروت لا تنكسر) وما حدث يُعد قمة الإنكسار بالنسبة لنا، إذ انتقلنا من مرحلة الهيمنة العسكرية الى مرحلة الغزو الثقافي الإيراني وهذا يضر بسمعتنا كثيراً. واليوم مع كل المحاولات لإعادة إثبات هوانا العربي وثقافتنا العربية يحاولون اعادتنا الى المكان الذي يريدونه، ومن هذا المنطلق نحن سنبقى نحارب للمحافظة على هويتنا العربية الانتماء والهوية الواضحة جداً وسنتصدى لأي محاولة للهيمنة على ثقافتنا أو تغييرها في البلد”.

حنكش: الاحتلال الثقافي هو الأخطر

ولفت نائب كتلة “الكتائب” المستقيل الياس حنكش الى أن “الاحتلال يملك وجوها عدة ولا يقتصر على قوة السلاح أو الهيمنة على كل مفاصل الدولة والأجهزة والادارات والقرارات الخارجية. وهناك احتلال سيغيّر وجه لبنان الاقتصادي من خلال ما نعيشه على صعيد التجارة وكل التغييرات التي تنقل وجهة لبنان الاقتصادية، وبالتالي الاحتلال الأخطر هو تغيير الثقافة والهوية وصورة لبنان في وقت يضعونه في مواجهات ثقافية”.

أضاف: “لبنان عمره ٦٠٠٠ سنة، ويملك هويته وثقافته. لبنان هو جبران خليل جبران، أمين معلوف، الأخطل الصغير، لبنان فيروز وماجدة الرومي ووديع الصافي. وهذا التغيير القسري والاغتصاب السافر لهويتنا وثقافتنا يتجلى في ما شهدناه البارحة في معرض بيروت الدولي للكتاب. مشهد مستفز جداً، ومع احترامنا لجميع الآراء لكن لا يمكن لمعرض بهذه العراقة وفي دورته الثالثة والستين أن يتدهور مستواه الثقافي، وكل هذا نتيجة النكايات السياسية المستفزة للشعب بهدف تأكيدهم على احتضار بيروت وفرضهم أمراً واقعاً معيناً، إذ بدأنا بالهمينة العسكرية والسياسية والمالية والاجتماعية ووصلنا في هذه الفترة الى الاحتلال الثقافي وبالتالي هذا أخطر ما يتعرض له لبنان”.

إسحق: غزو عسكري ايراني وليس بثقافي

وأشار عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب جوزف إسحق الى أن ما حدث في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب “يعد غزواً عسكرياً ايرانياً وهذا ليس بغزو ثقافي، لأن الثقافة الإيرانية لا ترتبط بالعسكرة التي حدثت ولا بالارهاب الذي تقوم به ايران في كل الدول، وبالتالي كل ما يقام مرفوض رفضاً قاطعاً”.

وقال: “للأسف بيروت أصبحت تنخرط أكثر فأكثر في محور الممانعة الذي لم يأتِ الا بويلات على لبنان وتجعلنا نظهر بمظهر لا يجسّد تاريخنا ولا انفتاحنا ولا طريقة حياتنا. وبيروت منكسرة بمجرد ربطها بقوة السلاح الموجود وربطها بالمحور الإيراني. بيروت كانت صلة الوصل بين الشرق والغرب، والمدينة المنفتحة في العالم العربي، وكل فرد حر كان يقصد بيروت لابراز كتاباته ومحاضراته وأدبياته لكن اليوم الربط بات ثقافياً”.

معرض بيروت لن يصبح معرض طهران

أما مصادر معرض الكتاب فقالت: “لا يمكن التحكم بأجنحة الدول الأخرى المشاركة في معرض الكتاب، فهل سيضعون في الجناح الايراني صورة لصخرة الروشة؟ وعلى سبيل المثال في الجناح الأوكراني وضع شعار أوكرانيا لن تخضع، وبالتالي كل جناح يضع شعاراته الخاصة لكن هذا لا يعني أن معرض بيروت أصبح معرض طهران”.

أضافت المصادر: “العنوان الرئيس للمعرض هذا العام (بيروت لا تنكسر) ولا يمكن الغاء تاريخ المعرض بأكمله والغاء 63 سنة بسبب صورة معينة. وفكرة المعرض أكبر تحدٍ للبرهنة أن بيروت لا تنكسر مهما تعرضت لأزمات وانهيارات، ولن تخضع وستأخذ دورها وموقعها من جديد كعاصمة للثقافة والنشر والحرية والمساحة والتعبير”.

يبدو أن محور الممانعة يستغل كل فرصة ليؤكد أنه تواجده بيننا، ويستخدم سياسة سافرة لشد عصب أنصاره من جهة ولاستفزاز الشعب اللبناني من جهة أخرى. لكن بيروت لن تنكسر ولن تنهزم وستبقى حرة الى أبد الآبدين مهما كلف الأمر، أما المحور العبثي فلن يتمكن من هزيمة هذا الشعب الجبار.

شارك المقال