ميقاتي يُنهي مرحلة “التريث”… لن يترك الساحة فارغة!

إسراء ديب
إسراء ديب

يبدو أنّ المرحلة الانتخابية المقبلة في طرابلس ستكون حاسمة وقادرة على إظهار مدى حجم القوى السياسية المختلفة وحضورها ميدانيا وشعبيا، لاسيما في مرحلة قاسية عرف فيها الشعب اللبناني أسوأ الظروف الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية.

وإذْ ينتظر الكثير من الطرابلسيين بدء الفعاليات الانتخابية بشكلٍ فعليّ، يُمكن القول، انّ أجواء الانتخابات النيابية التي كانت على “نار هادئة” منذ فترة، لن تبقى على هذه الحال في الأيّام المقبلة لا سيما مع توقّع أوساط سياسية شمالية إعلان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موافقته على المشاركة الانتخابية في الشمال، لينُهي بموقفه الذي يبدو أنّه سيكون إيجابيا، حال “الغموض” التي كانت تلف موضوع قيامه بالترشح من عدمه، مع العلم أنّها كانت خطوة متوقعة ومطلوبة من قبل أنصار ميقاتي الذين يرون أنّ “حضوره انتخابيا ضروريّ لا سيما بعد مرحلة عزوف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن المشاركة الانتخابية، وفي ظلّ تخبّط الشارع السنّي مع الحديث عن غياب الزعامة السنّية (المعروفة) بوجوهها وأركانها في طرابلس والشمال”.

وعن هذه المشاركة، يرى النائب علي درويش أنّ الرئيس ميقاتي “لن يترك الساحة السياسية خالية وفارغة من حضوره وحجمه السياسي الكبير بين الأوساط الشعبية في مدينته، فهذا الرئيس المعروف بتريثه في قراراته السياسية، قد يُرشح نفسه أو سيدخل المعركة الانتخابية من خلال دعم لوائح في دوائر الشمال (لوائح الحلفاء أو الذين يدعمهم) وفق المعطيات”، لكنّ قراره، وكما يتوقّع درويش سيكون في الأيّام القليلة المقبلة مفصليا لأنّه لن يترك مجالا للفراغ.

ويقول درويش لـ “لبنان الكبير”: “سيُعلن ميقاتي موقفه وتفاصيل معركته الانتخابية قريبا لأنّه دائما ما يُعلن مواقفه في التوقيت المناسب، وبالتالي إنّ هذا التريث الذي حصل طوال الفترة الماضية جاء من باب درس الأمور بتفاصيلها بشكلٍ دقيق وجيّد”.

ويُضيف: “لدى ميقاتي عنوانان رئيسان لا ثالث لهما في هذه المرحلة العصيبة، الأوّل يكمن في عدم الانكفاء، والثاني يُؤكّد تمسكه بعدم ترك الساحة الانتخابية فارغة أبدا مهما حدث”.

ومع الحديث عن اجتماع قريب لميقاتي مع “العزم”، يستعدّ هذا الطاقم لخوض هذه المعركة بعد إعلان تفاصيلها، وبحسب ما يُؤكّد مقرّبون من هذا التيّار لـ”لبنان الكبير” أنّهم يتوقعون “معركة كبيرة” يُعلن فيها رئيسهم نجاحه، “لا سيما وأنّ الكثير من الطرابلسيين سيُفضلون ميقاتي على وجوه أخرى جديدة تُثير القلق وباتت وكأنّها دخيلة على الشارع الطرابلسي. فمهما اختلفت وجهات النظر وكثرت العراقيل التي باتت تُواجه مختلف القوى في المدينة، لا بدّ من القول انّ العائلات السياسية الطرابلسية باتت معروفة أمام الجميع وهي تدخل في صلب تاريخ المدينة السياسي، وانّ أيّ قوى لا تُشبه المدينة، ستكون مرفوضة من قبل الأهالي أنفسهم، أمّا القوى المعتادة فاختلاف الاجماع عليها سيكون شرعيا وديموقراطيا، لكنّها لن تكون أبدا مرفوضة من قبل الطرابلسيين”.

شارك المقال