نفق ضهر البيدر قيد الدرس… و”نخوة” السياسيين إنتخابية

راما الجراح

عاصفة النصف من آذار ألبست جبال لبنان ثوبها الأبيض الناصع على عكس أجساد اللبنانيين وقلوبهم المحرومة من الدفء بسبب الغلاء مقابل تراجع القدرة الشرائية، إن كان للمازوت أو الحطب أو حتى الغاز والكاز. وفي ظل هذه العاصفة القوية التي سيطرت على أجواء لبنان منذ أسبوع تقريباً ولا تزال مستمرة، علت صرخة الأهالي والسبب طريق ضهر البيدر، حيث صف طويل من السيارات المزدحمة عليه وسط الثلوج كان كفيلاً بإيقاف السير لساعات، وهذه ليست المره الأولى التي يحدث فيها ذلك، وحاولنا إيصال صوت الناس عبر موقع “لبنان الكبير” علّنا نساهم في بداية الحل قريباً.

المؤسف أن طريق ضهر البيدر هو الطريق الذي يصل البقاع ببيروت والعكس، وأيضاً هو الطريق الدولي الذي يؤدي إلى سوريا، وعلى الرغم من ذلك لم نلمس حتى اليوم أي حلول جذرية وجدّية لهذا الطريق لا من ناحية صيانته، ولا من ناحية الآليات والجرافات الكافية لتسهيل مرور السيارات بطريقة سهلة من دون حدوث أي ازدحام للسير.

والجميع يعلم، وبالأخص أهالي البقاع، أن كل السياسيين والمعنيين القدامى والحاليين المسؤولين عن المنطقة، كان هذا الطريق على جدول أعمالهم ومن أهم النقاط في رأس برامجهم الانتخابية، وعندما جلسوا على كراسيهم لم نر أي تحرك منهم في هذا الشأن، بل ذهب طي النسيان، حتى مشروع الأوتوستراد العربي الذي كنا نحلم به لا يزال “مكانك راوح”!

ومع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، ارتفع “أدرينالين” النخوة والشجاعة عند بعض السياسيين في المنطقة كنائب زحلة ميشال ضاهر الذي قام بالاتصال بمسؤولي وزارة الأشغال مستفسراً ومعترضاً على فتح الطرق الجبلية في باقي المناطق وترك شريان حيوي كطريق ضهر البيدر من دون معالجة. وكان جواب الوزارة أن المشكلة هي في عدم توافر المازوت الكافي لتشغيل الآليات. وعلى الأثر، تبرع ضاهر بالكمية المطلوبة من مادة المازوت لاعادة تشغيل الآليات وفتح الطريق الرئيسي لأهالي البقاع. ومن جهته، نائب البقاع الغربي حسن مراد أطلق جرافات “الغد الأفضل” نحو ضهر البيدر وسط الاستعراضات ونشر الفيديوهات والصور لأخذ العلم “أننا نعمل”، ولكن المعنيين في منطقة البقاع يتحملون كامل المسؤولية عما يحصل على ضهر البيدر كل “شتوية”!

وبعد صرخة الناس ومعاناتهم المعتادة على هذا الطريق، تواصل “لبنان الكبير” مع مستشار وزير الأشغال العامة والنقل محمد الجشي الذي قال: “لم يمر على لبنان مثل هذه العاصفة منذ الثمانينيات، واعتمادات الدولة بالنسبة الى الموازنة لا تخفى صعوبتها على أحد، فالامكانات محدودة وغير كافية، ومن جهة أخرى المواطن اللبناني يستهتر دائماً ومعالي وزير النقل والأشغال كان قد شدد على عدم التنقل في طقس كهذا إلا للضرورات القصوى، ولكن بكل أسف لا يوجد إلتزام بهذا الأمر بل على العكس تشهد جميع الطرق الجبلية زحمة سير خانقة عندما قدوم أي عاصفة إلى لبنان، إضافة إلى أن عدم الالتزام بالنظام والقانون والتعليمات يعوق عمل الآليات لفتح الطريق وتنظيم السير”.

أضاف: “كوزارة الأشغال والنقل لا نتحمل كل المسؤولية، وقوى الأمن وحتى الناس يشاركوننا في المسؤولية، وعلى المواطن أن يدرك أننا نمُر في أسوأ وضع في لبنان، وأن اي عاصفة ثلجية تأتي بهذه القوة وفي شهر آذار ستتسبب بالعديد من المشكلات، ويجب عدم غض النظر عن أننا نحاول باللحم الحي فتح الطرق، وأن عمل الآليات والجرافات مستمر، وفي الأساس عملها أن تقوم كل ساعة بجرف الطريق. وهنا يكون المواطن قد سلك الطريق الذي يجب ألا يسلكه الا بسيارة دفع رباعي أو بسلاسل معدنية ما يؤدي إلى توقف سيارته وازدحام السير وتراكم الثلوج وهنا تكبر الأزمة”.

وختم حديثه بالإعلان عن “مشروع تتم دراسته في وزارة الأشغال، وسنبدأ قريباً بالعمل على خريطته ودراسة آلية تمويله، وهو نفق ضهر البيدر، الذي يبدأ من منطقة الجديدة باتجاه البقاع، وهذا يسهل على المواطن كثيراً، وبذلك نكون قد غطينا الجزء الذي تتراكم فيه الثلوج بغزارة، إضافة إلى أنه يخفف بشكل كبير من ازدحام السير صيفاً وشتاءً”.

شارك المقال