موسوليني و7 أيار

الراجح
الراجح

بدايةً، ألف تحية لشهداء 7 أيار مع الاعتذار لعدم ذكر اسمائهم جميعاً. لكني أخص بالذكر الشهيد خالد جراب لما له من مكانة في قلبي ووجداني.

مع ذكرى مرور السنوات الـ13 على غزوة 7 أيار لبيروت أرى ضرورة تسليط الضوء على نشأة الحركة الفاشية في إيطاليا، بزعامة وقيادة الديكتاتور الشهير موسوليني، الذي ولد في عائلة فقيرة كسائر الأقارب والجيران، وعندما كان طفلاً عُرِف بهمجيته وتهوره حيث مُنِع من دخول الكنيسة، وفي عمر الثامنة طُرِد من المدرسة بسبب طعنه ولدا بالسكين، ما دفع بوالديه لإرساله إلى مدرسة رهبان ساليزيون المتشددة دينياً ونظامها يشبه النظام العسكري ومنها تخرج موسوليني لاحقاً.

نشأت الفاشية من بين الأزمات السياسية والاجتماعية فجعلت من القومية العرقية أو الدينية حلاً حيث توحد الأتباع تحت راية العصبية الإيديولوجية “ويجوز العصبية الدينية والمذهبية”.

يتميز النظام الفاشي الشمولي بصفة عامة هي السيطرة على كافة مرافق الحياة العامة والخاصة، والتدخل في جميع أنشطة المواطنين سواء المادية أو الفكرية وحتى الشخصية، وهذه الفكرة تطيح بكل مَن يقف في طريقها أو يعارضها… و”الأمثلة كثيرة لا تُعد”.

تعرّف كل قواميس اللغة، وكل قواميس علم السياسة، الفاشية بأنها نظام تحت قيادة ديكتاتور مطلق الصلاحيات، يقمع المعارضة والنقد بالقوة، وينظم كل شيء، الأمن والاقتصاد، ويرسم الطريق للسياسة العامة تحت عنوان واحد: الكل لأجل الديكتاتور لا شيء خارج دولته، لا شيء ضده.

زحف موسوليني بغزوته الكبرى من أصحاب “القمصان السود” والذين جاءوا من مختلف المدن الإيطالية لتحقيق أهداف الديكتاتور بإخضاع العاصمة روما، وكان ذلك عام 1922 حيث تم إغلاق الصحف والاعتداء على الصحافيين.

كان كل الذين يحملون هوية الحزب الذي شكله موسوليني ينعمون بالامتيازات، وسط أوضاع متردية سياسياً واقتصادياً هيأت لموسوليني، الذي تحول إلى الفاشية، فرصة جعل حزبه بديلاً لدولة لم تعد ذات وجود، ما مكنه من تجنيد عدد كبير من العاطلين عن العمل ومن ذوي السوابق الاجرامية ومن فلول عصابات الإجرام المنظم (لمافيا) فجعل لهم إيديولوجية متعصبة متطرفة ليملأ الفراغ السياسي والروحي المأزوم.

الفاشية لا تؤمن بنزع السلاح وإحلال السلام، لأنها تؤمن بأن الحرب تشعل طاقات الإنسان إلى أقصى حد وهي الطريقة الوحيدة لديمومة البقاء. ومن موقع غطرسة القوة فإنها تستصغر الدول الأخرى وتقلل من شأن الأسرة الدولية والمنظمات الدولية.

أعاد التاريخ نفسه في السابع من أيار 2008 بفارق وحيد حيث كان لموسوليني صهر يدعى غالياتسو شيانو وكان وزيراً للخارجية، أما موسوليني لبنان فحليفه وعونه هو مَن لديه الصهر.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً