قانصوه يواجه السيد وحجازي… والقرار السوري يحسم

آية المصري
آية المصري

بعد إقفال باب الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، انتهت المرحلة الثانية فمن يريد الترشح تقدم، وبدأت المرحلة الثالثة المتعلقة بالرجوع عن الترشيحات، وهذه المهلة تنتهي في أواخر شهر آذار الحالي، لكن الخلافات لم تنته بعد خاصةً على المقعد الشيعي في منطقة بعلبك – الهرمل.

وعلى مدار السنوات السابقة اعتبر هذا المقعد من حصة سوريا، والجهات المعنية السورية هي من تختار وتقرر النائب الذي سيشغل هذا المقعد، وقد اختارت في الانتخابات النيابية السابقة اللواء جميل السيد ليمثلها من خلاله. لكن الأوضاع اختلفت كثيراً هذا العام ولا سيما فور انتخاب الصحافي علي حجازي أميناً عاماً لحزب “البعث” العربي الاشتراكي، ما يهدد مقعد السيد ويعرضه للخطر. ومن المؤكد أن سوريا كانت تريد خلال هذه الدورة تمثيلاً رسمياً لحزبها في البرلمان وبشخصية حجازي وهذا ما أعربت عنه في وقت سابق، ما ساهم في ارباك جميل السيد ودفعه الى اعادة نفسه بقوة أكبر على الساحة. وقبل هذه العودة كان لافتاً منذ أيام البيان الصادر عن العلاقات الاعلامية في “حزب الله” والذي أكد أن “النائب جميل السيد شخصية مستقلة، وأن قرار ترشحه أو عدمه واختيار الدائرة الانتخابية والجهات التي يريد التحالف معها انتخابياً قرار شخصي حصراً”، وبهذا يكون “حزب الله” تبرأ من السيد باعتباره شخصية مستقلة ولا تمثل الحزب في الانتخابات النيابية المقبلة، وخاصة بعد تأكد “حزب الله” عبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن حجازي هو المرشح الرسمي لسوريا حتى هذه اللحظة.

وفي المقابل، بدأت المرحلة التنافسية الشرسة على هذا المقعد، فمن جهة لن يتنازل السيد عنه لأمين قطري لا يملك مواقف سوى النبرة العالية في مقابلاته التلفزيونية، ومن جهة أخرى لن يقبل حجازي أن يحل مكانه السيد الذي لا يملك أي صفة رسمية. والمعروف أن السيد عمل في دورته النيابية السابقة على زيادة رصيده الشعبي عبر خدمات خاصة، كما واشتهر بتغريداته عبر “تويتر” وبالأغاني والأمثال في المجلس النيابي، بينما حجازي عرف منذ فترة بسيطة من خلال انفعالاته ومواقفه وصراخه العالي في الحوارات والمقابلات، وهذه اللاثقافة لا يمكنها أن تكون جزءاً ممن يمثل الأمة في البرلمان. وبالتالي لا يمكننا أن ننسى أن ولاء هذين المرشحين الأول والآخير يبقى لسوريا ولرئيسها. وفي الوقت نفسه، لم يكن في الحسبان دخول الأمين القطري السابق لحزب “البعث” في لبنان عاصم محمد قانصوه على خط الخلافات.

وأكدت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن قانصوه مرشح للانتخابات المقبلة ويريد بشتى الطرق الاطاحة بحجازي، والخصام بينه وبين سوريا لا يوصف، بحيث تحول التنافس الى كسر عظم من العيار الثقيل بين هؤلاء المرشحين الثلاثة.

وبحسب معلومات خاصة، طلب في هذه المرحلة من حجازي الانسحاب لكن هذا الأخير يتريث قبل إتخاذ القرار المناسب، ففي حال إنسحابه سيُعد هذا انكساراً كبيراً له ولحزبه وانتهاء لمستقبله السياسي وانكفاء جديداً عن الساحة اللبنانية، وفي الوقت نفسه “حزب الله” بانتظار الحسم النهائي من القيادة السورية قبل الانتهاء من تشكيل لائحته في بعلبك. اما هذا المقعد فمحسوم منذ زمن بتسمية سوريا لنائبها الذي تختاره، وفي حال حسم القرار لصالح السيد فهذا يعني أن حزب “البعث” سيشهد حالة من الاضطراب الكبير وضياعاً لأمينه الحالي ما سيضع حجازي أمام خيارين لا ثالث لهما، اما الانسحاب أو الانضمام الى لائحة مستقلة للتخفيف من حدة خسارته.

ويبقى الصراع قائماً بين المرشحين الثلاثة السيد، حجازي وقانصوه، في خضم تساؤلات عمن سيكون الرابح؟ ومن هي الشخصية التي سيتم تطييرها انتخابياً؟ وما موقف “حزب الله” بعد القرار السوري؟

شارك المقال