لا تنتهي مشكلات التحالفات بين الأطراف السياسية خاصة خلال فترة الاستحقاق الانتخابي، وتحديداً قبل الانتهاء من تشكيل اللوائح والتوافق على المرشحين. لكن هذا الأمر لا يُعد معلومة جديدة على المواطن.
في مختلف المناطق اللبنانية باتت جلية الخلافات الجوهرية بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الذي يجهد لعدم إظهارها بشكل علني وأمام الرأي العام، “فما تجمعه المصلحة الانتخابية تفرقه الحياة”، لكن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله قالها صراحة انه يريد أن ينجح كل الحلفاء معه وسيعمل لمرشحي حلفائه كما يعمل لمرشحيه، وبهذا يبرهن للرأي العام ضعف مرشحيه على أرض الواقع، وهذا الضعف تُرجمت معالمه بشكل واضح في مدينة زحلة من خلافات على المرشحين وغياب الطائفة الكاثوليكية.
من منا لا يعلم أن مدينة زحلة تُعد عاصمة الكثلكة في الشرق الأوسط، والمستغرب هذا العام عدم وجود كاثوليكي يرأس لائحة “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، فلديهما ربيع عاصي من منطقة تربل البقاعية والذي يعتبر من خارج زحلة، ولم يجدا حتى الآن كاثوليكياً من المدينة، خاصةً بعد فشل المفاوضات بين الوزير السابق نقولا فتوش ووفد “الوطني الحر” برئاسة النائب سليم عون عندما زاره في دارته الأسبوع الماضي. وفي وقت سابق تم تداول معلومات عن ترشح الوزير السابق سليم جريصاتي عن المقعد الكاثوليكي، لكن مدير مكتبه داني الرشيد يبحث في ترشحه مع التيار والحزب وحتى اليوم هناك الكثير من التباعد بينهم ويفترض ألا يكون مرشحاً على لائحتهما، ما يؤكد غياب الكاثوليكي عنها. ولا يوجد شيئ معلن عنه بشكل رسمي في هذه اللائحة، ويبقى الاتفاق شبه محسوم مع حزب “الطاشناق” والمقعد الأرمني سيكون لصالح جورج بوشيكيان (وزير الصناعة الحالي). وبالنسبة الى المقعد الأرثوذكسي فقد أصبح شبه محسوم لأنطوان الشقيّة ابن مدينة زحلة، والمقعد السني لحسن صلح.
وبحسب معلومات خاصة، فالمقعد الشيعي يثير الكثير من الاشكالات، وسيكون لصالح رامي بو حمدان، الذي كان مقاتلاً سابقاً في “حزب الله” كما يقال، وذلك بعدما أعلن فراس بو حمدان ترشحه على لائحة ميشال الضاهر، وبهذا يكون “حزب الله” خلق شرخاً كبيراً في عائلة بو حمدان بترشيح شخص منها.
وأشارت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” الى أن “التجاذبات كثرت داخل التيار الوطني الحر وتحديداً بعد انتخاباته الداخلية، بين جيهان جبور وإبراهيم الرامي وسليم عون بحيث فاز الأخير. ويقوم منسق التيار المهندس أنطوان بو يونس بجولة على أنصار الوطني الحر وجمهوره الزعلانين بهدف استقطابهم من جديد والافادة من أصواتهم. ويعتبر التيار أن بإمكانه ربح بعض الأصوات من جمهور أسعد نكد من جهة، ومن جمهور نقولا فتوش من جهة أخرى. كما أن ضعف هذا التيار لا مثيل له على أرض الواقع ولولا وجود حليفه حزب الله لما وجد أي حليف آخر في قضاء زحلة، فحزب الله لديه ما يقارب الحاصل والربع ولهذا السبب التيار الوطني الحر يتكل عليه وعلى قاعدته التي لا تقل عن ١٥ ألف صوت في قضاء زحلة”.
وأوضحت المصادر أنه “خلال الانتخابات الماضية استطاع سليم عون تأمين حوالي ٥٠٠٠ صوت، وبحسب الاستطلاعات والاحصاءات الأخيرة في زحلة فلن يتعدى حصوله على ٣٠٠٠ صوت خلال هذه الدورة. واليوم يقوم بجولة في فرنسا على الجالية اللبنانية الزحلاوية كي يستفيد من بعض الأصوات”.
يبدو أن أزمات هذه اللائحة لن تنتهي بالشكل السليم، وبات واضحاً لماذا يسعى جبران باسيل بشتى الطرق الى تطيير الاستحقاق الانتخابي. كما يبدو أن خلافات “التيار الوطني الحر” لم تعد مقتصرة على الأحزاب الأخرى وباتت داخلية وخارجية، فهل سيربح مع “حزب الله” جولتهما في زحلة أم أن الخسارة ستكون حليفتهما؟