“زحلة تنتفض” تتخبط

آية المصري
آية المصري

الأحزاب السياسية والقوى الثورية تنتظر ساعة الحسم، وموعد الانتخابات النيابية المقبلة. والقوى الثورية بالطبع تريد الانتفاضة على السلطة الحاكمة ومحاكمة المسؤولين الذين أوصلونا الى ما نحن عليه اليوم، وطريق التغيير بحسب إعتقادهم طويل فهم يغيّرون وينتفضون على فساد عائد لسنوات عدة.

وفي زحلة قررت القوى الثورية تشكيل لائحة تدعى “زحلة تنتفض”، فعلى ماذا ستنتفض زحلة؟ وهل انتفاضتها حقيقية أم مجرد شعارات لكسب مقعد نيابي؟

بعد العديد من التخبطات السياسية الثورية الداخلية الزحلية التي شهدتها هذه اللائحة، بدأ الاتفاق يلوح، وأيام قليلة باتت تفصل عن الإعلان الأخير عن هذه اللائحة، ولكن لا داعي للتأمل كثيراً فالمقعد الكاثوليكي يثير الجدل والخلافات، بحيث اختلفت القوى الثورية بين بعضها البعض في البداية بسبب الرغبة في التحالف مع رئيسة “الكتلة الشعبية” مريم سكاف، لكن القاعدة الشعبية الثورية رفضت بشكل قاطع هذا التحالف. وأرادت هذه القوى بعد ذلك التحالف مع ماغدة بريدي واجتمعت بها، لكن هذه الأخيرة رفضت مبدأ ترشحها عن أي مقعد نيابي، معربةً عن دعمها للقوى الثورية، التي حسمت اختيارها لصالح ابن زحلة الثورجي منذ ١٧تشرين الأول جهاد الترك والمعروف بوجه تغييري زحلاوي ومنتفض. وبهذا تكون معركة المقعد الكاثوليكي قد انتهت وحُسمت لجهاد الترك الذي سيكون الكاثوليكي الوحيد في هذه اللائحة.

اما بالنسبة الى المقعد الأرثوذكسي فوقع الاختيار منذ البداية على الدكتور عيد عازار نظراً الى ما يشكله من حيثية كبيرة في منطقة قب الياس، البوارج، والمريجات… ونظراً الى خدماته الكثيرة ومحبة مختلف الطوائف له.

وأكدت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن “المقعد الماروني لم يحسم بعد والخلافات واضحة عليه، فهذه اللائحة كانت تريد ترشيح ابنة الشهيد بشير الجميل، يمنى الجميل لكنها اعتذرت حينها. وعادت الى المفاوضات مع يوسف ياسين، وهو دكتور وعميد سابق في كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية، خاصةً وأن عمله الاجتماعي والانمائي تكثف في الآونة الأخيرة. لكن المفارقة اليوم بعد الاجتماع الأخير معه، يبدو أن الأجواء لم تكن إيجابية وبانتظار حسم قراره خلال الأيام المقبلة”.

وأشارت هذه المصادر الى أن “هناك الكثير من التعثر على هذا المقعد خاصة بعدما أعلن مارون مخول الزحلاوي، وهو مدير بنك سابق، اعتذاره عن الترشح للانتخابات النيابية. وبذلك لم يبق لدى هذه اللائحة سوى يوسف ساسين على أمل أن يعيد النظر في التحالف”.

ووفق معلومات خاصة، فان المقعد الشيعي حسم لصالح عامر الصبوري المعارض للثنائي الشيعي ومعركته ستكون شبه مستحيلة، والمقعد السني بات لصالح المحامي حمزة غازي ميتا ابن منطقة بر الياس، وتعد عائلة ميتا من أكبر العائلات في المنطقة، والمقعد الأرمني لصالح العميد ناريغ ابراهميان ابن منطقة عنجر ولديه شعبية واسعة”.

واجهت لائحة “زحلة تنتفض” العديد من الصعوبات ولكن مرشحيها على ما يبدو من رحم الثورة ويريدون التغيير، ولكن لا يمكننا أن نجزم في الموضوع بشكل نهائي، فالى أي مدى سيبقى الثورجي ثورجياً ومستقلاً؟ وهل سيتمكنون من ربح المعركة الانتخابية المقبلة؟

شارك المقال