عشائر بعلبك تنتفض على “الثنائي”؟

آية المصري
آية المصري

لا تختلف منطقة بعلبك – الهرمل عن باقي المناطق اللبنانية الا من حيث العشائر ومشكلاتها الأمنية والاجتماعية، فعددها كبير ولا يمكن وضع ضوابط وقيود لها، وهي موجودة منذ سنوات عدة وتتميز بعاداتها وتقاليدها. طبعاً اختلفت العادات عن السابق وباتت هذه العشائر محمية من جهات وأحزاب معينة، كما أصبح من بينها من هو مطلوب للعدالة وهناك مذكرات توقيف بحقه. في المقابل، برزت جهة جديدة من بينها تنادي بالتغيير والثقافة، وبات للعشائر ممثلون عنها يحملون شهادات في مختلف المجالات، فضلاً عن وجود معارضة شيعية عشائرية للثنائي الشيعي. لا يمكن اعتبار عدد هذه المعارضة كبيراً ولا خجولاً، فهذا العام تبدّلت الأوضاع وتغيرت الاتجاهات السياسية وأصبحت هناك عائلات عشائرية ترفض التصويت لـ “الثنائي” ولا يمكن الاستخفاف بها. فما الذي حدث؟ وهل تريد العشائر الانتفاضة وتغيير الواقع؟ وماذا عن الاستحقاق الانتخابي القريب؟

من الواضح أن الثنائي الشيعي في معظم الأوقات عينه على هذه المنطقة، نظراً الى العدد الكبير من المرشحين والأصوات فيها. كما أن هذا الثنائي يسعى دائماً الى إستقطاب هذه العائلات ووضعها تحت جناحه وعباءته وتأمين الحماية لها من خلال الغطاء الشرعي للمطلوبين قضائياً. وخصص “حزب الله” لجنة أمنية لتتمكن من فض الخلافات والمشكلات الناشئة بين العائلات، وكل هذا بهدف ضمان أصواتها خلال المرحلة الانتخابية المقبلة.

والملفت هذا العام أن التأييد والاختلاف واضحان، ومواقف العشائر وبياناتها اختلفت كثيراً داخل البيت الواحد، وهذا ما يوضح التجاذبات السياسية والانقسامات الجلية ضمن العائلة الواحدة. وأشارت أوساط عشائرية لموقع “لبنان الكبير” الى أن “العديد من الجلسات الحوارية باتت تقام بين مختلف العائلات، بحيث لا تضم عائلة واحدة بل وفوداً من عائلات عشائرية عدة يتناولون خلالها أبرز المشكلات التي يتعرضون لها ويؤكدون على عدم إعطاء أصواتهم لمن لا يستحق ذلك. وفي المقابل هناك دعوات تؤكد التأييد الكامل والشرعي للثنائي الشيعي ومرشحيه. بينما برز العديد من المرشحين من هذه العائلات لخوض الانتخابات بعيداً من الثنائي، فعلى سبيل المثال هناك في لائحة القوات اللبنانية رامز ناصر أمهز، وتعد عائلة أمهز من أقدم العشائر في بعلبك. وكذلك الأمر في لائحة الثورة ولائحة الجمعيات بدعم سوا ولائحة الأرز الوطني هناك العديد من المرشحين من عائلات عشائرية بإمتياز”.

ووفق معلومات خاصة، فان هناك العديد من الفعاليات الاجتماعية التي تقيمها الوفود العشائرية الرافضة لمنطق التبعية لـ “حزب الله” ولا تريد ضمانة المزيد من الأصوات لصالح تلك الأحزاب، وبالتالي هذا يساهم في خلق الكثير من الإرباك والقلق وبهذا يكون الثنائي مهدداً في المرحلة المقبلة. فهل سيخرق الثنائي في بعلبك – الهرمل، أم ستعاود العشائر التصويت للأحزاب نفسها من جديد؟

شارك المقال