هل تخترق موجة التغيير “الثنائي” في الهرمل؟

آية المصري
آية المصري

تعد منطقة الهرمل البقاعية من المناطق البارزة للنفوذ الشيعي، وقديماً كان أهاليها يسعون بشكل شبه دائم الى الحفاظ على مسيرة المقاومة ونضالها في نظرهم ويعتبرون أن “حزب الله” هو دائماً الأقوى والحامي لهم. لكن الوضع تغير كثيراً في الآونة الأخيرة ولم يعد كالسابق، وعلى الرغم من أن العدد الأكبر لا يزال خاضعاً وتابعاً للثنائي الشيعي ولكن في الوقت نفسه برزت حالة تغييرية جديدة نادت بالانفصال عن المبادئ القديمة وبمحاسبة كل السلطة الحاكمة، فبنظرها جميع أركان المنظومة ساهموا في إيصالنا الى ما نحن عليه اليوم، ولا يمكننا تناسي الحزب “الشيوعي” الذي يضم عدداً كبيراً من أبناء منطقة الهرمل.

الاجتماعات التي كانت تعقد بشكل سري وهدفها توعية الشباب والجيل الصاعد، سرعان ما انتقلت الى العلنية وباتت بشكل رسمي تقام ضد الثنائي الشيعي، وهذه الموجة شهدناها خلال ثورة 17 تشرين 2019. وبالطبع، الأحزاب المهيمنة على منطقة البقاع وخاصة “حزب الله” وحركة “أمل” تسعى دائماً الى إستقطاب تلك الفئات اليها من خلال خدمات اجتماعية وفردية ومناطقية، وهذا بنظرها سيبقي البقاعيين المهمّشين اعلامياً وسياسياً تحت نظرها وخلفها. وتناست ان وظيفة النائب ليست خدماتية وانمائية بل تشريعية بشكل مطلق.

أصوات أهالي الهرمل لا يمكن الاستهزاء بها، بحيث يسعى المتنافسون الى كسب المزيد من تلك الأصوات التي تمكنهم من ضمانة الحاصل والفوز بمقعد نيابي. وبطبيعة الحال كل شيء تغيّر في البلد عموماً ما ساهم في تبدّل آراء هؤلاء الأهالي بحيث باتت الآراء داخل البيت الواحد تختلف، فمنهم من ينتخب الثنائي والبعض المجتمع المدني والآخرون الحزب الشيوعي، وهذا يعد إنجازاً في المناطق النائية.

ووفق معلومات خاصة واحصاءات تقام على مدار سنوات في الهرمل والجوار، أكدت مصادر مطلعة في المنطقة لموقع “لبنان الكبير” أن “نسبة الاقتراع ستكون أكثر هذا العام مما سبقه، اضافة الى أن موجة التغيير لن تتمكن من اختراق الثنائي لكنها ستسجل رقماً لا بأس به مقارنة بالسنوات السابقة. فالثنائي كان يحصل على 80% من الأصوات وخلال المعركة الانتخابية المقبلة سيحصل على 70% منها، أي أن المعدلات اختلفت ما يقارب 10% وهذا فوز وتغيير لا يمكن عدم التطرق اليه. فبنظر المعارضة الشيعية هذا يعد من أهم انجازات العهد القوي، وبسبب تجاوزاتهم الدستورية ونتيجة فسادهم ومنطق الزبائنية السياسية وأسلوب تعاطيهم مع الدول الأخرى التي تساعد لبنان بشكل دائم تمكنوا من الانتفاضة على الأحزاب التي كانت تحكمهم وتتحكم بهم لفترات طويلة”.

اذاً، طريق التغيير طويل لكنه بدأ في البقاع المهمّش على مختلف الصعد، والتبعية لـ”الثنائي الشيعي” لم تعد كالسابق، ويبدو أن تلك الأحزاب ستخسر كثيراً في المستقبل القريب، ولكن لا يمكن الجزم بأي موضوع، فهل سيتمكن أهالي الهرمل المعارضون من الوفاء بوعودهم وعدم انتخاب الثنائي من جديد؟

شارك المقال