“ديرشبيغل”: حرب أميركا والصين أقرب من التوقعات

حسناء بو حرفوش

نشرت صحيفة ديرشبيغل الألمانية مقابلة حذر فيها المعلق السياسي الأميركي جيمس ستافريديس من حرب بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، في سيناريو وصف بـ”الواقعي للغاية”. وفي المقابلة، يعلّق الأدميرال الذي قاد السفن الحربية الأميركية في بحر الصين الجنوبي، على كتابه الذي يتخيل سيناريو تصاعد حدة التوتر بين العملاقين، وصولاً إلى حرب كبرى ويقارن بين السيناريو المتوقع والمعطيات الواقعية.

ويقول الأدميرال ستافريديس الذي كتب قصة تحذيرية عن حرب يعتقد أنها على بعد 10 إلى 15 عامًا: “في الواقع، يخشى كثيرون من أنها ستأتي قريبًا، وقد لاقى الكتاب الكثير من ردود الفعل النقدية التي تتوقع سيناريو مشابهاً على الرغم من اختلاف التواريخ. قد لا تقع الحرب في العام 2034، بل ربما في العام 2024 أو العام 2026”.

وينقل ستافريديس عن عدد من كبار أصدقائه العسكريين شهادة علنية على حقيقة أن الحرب آتية. ويذكّر بأن الأدميرال فيليب ديفيدسون، قائد جميع القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تحدث قبل ثلاثة أسابيع فقط، عن احتمال نشوب حرب على تايوان في غضون ست سنوات. وتقوم كل من الولايات المتحدة والصين بتشغيل سفن حربية وطائرات عسكرية ثقيلة على مقربة شديدة من بحر الصين الجنوبي.

وفي الكتاب، بناء على أهمية التكنولوجيا في الصراع بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، فالسيناريو المقدم يفترض اكتساب الصين في العام 2034 تفوقًا إلكترونيًا يسمح لها بأن تشل الولايات المتحدة من الناحية التكنولوجية، بينما في الحقيقة تبلغ ميزانية الدفاع الأميركية حاليًا حوالي ثلاثة أضعاف حجم ميزانية الصين.

ويؤكد الأدميرال الأميركي أن الاستراتيجية الصينية تختلف عن تلك الأميركية لأن “الصين تنفق أموالها بذكاء شديد. وهي تركز بشكل كبير، ليس فقط على الأسلحة السيبرانية الهجومية ولكن أيضًا على عملياتها في الفضاء وعلى صواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وعلى تقنيات التخفي. وقد راقبت الصين الولايات المتحدة وهي تنفق تريليونات الدولارات وتدخل في حربين مكلفتين في العراق وأفغانستان وقررت أنها ليست بحاجة إلى كل ذلك وأنها لن تدخل في مثل هذه الحروب، بل ستستهدف الإنفاق بذكاء شديد”.

أما بالنسبة للأسلحة السيبرانية التي تلعب دوراً مشابها للأسلحة النووية في الحرب الباردة، تطرح الصحيفة سؤالاً حول إمكانية الوصول لمرحلة تتطلب في يوم من الأيام محادثات نزع السلاح في عالم الإنترنت، على غرار المحادثات التي بدأتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي منذ حوالي 50 عامًا. وتؤكد إجابة ستافريديس على “الحاجة للوصول إلى هذه النقطة في أسرع وقت ممكن لأن قدرة الأسلحة السيبرانية الهجومية تزداد وتمكنها من تدمير الشبكة الكهربائية وإخراج أنظمة النقل والتأثير على توصيل المياه وتدمير الأنظمة المالية. لذلك لا بد من السعي بسرعة كبيرة على الأقل لبدء محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا والصين حول هذا الموضوع”.

وفقا للأدميرال: “الأسلحة النووية هي مثال معقول في هذا السياق. وتكمن المشكلة بالطبع في صعوبة معرفة من يهاجمك بالضبط في عالم الإنترنت مقارنة بالصواريخ الباليستية التي يمكن تتبعها أثناء تحليقها باتجاه بلد ما. ولسوء الحظ، من الأسهل بكثير تطوير تقنية هجومية عبر الإنترنت بدلاً من بناء سلاح نووي ضخم. وتعمل دول مثل إيران وكوريا الشمالية وإسرائيل على تحسين قدراتها بسرعة في هذا المجال. لذلك، كلما أسرعت الولايات المتحدة وروسيا والصين، بالالتقاء معًا وتقديم نموذج يحتذى به، كان ذلك أفضل”.

تجدر الإشارة إلى أن الكتاب موضوع النقاش، موقع من قبل المؤلف والروائي المخضرم في أفغانستان إليوت أكرمان، 41 عامًا والأدميرال جيمس ستافريديس، 66 عامًا، والذي تولى بنفسه قيادة سرب من المدمرات في غرب المحيط الهادئ منذ سنوات. ورقي لاحقاً إلى رتبة أميرال من فئة أربع نجوم، وأصبح في العام 2009، أول ضابط بحري يتولى القيادة العليا لقوات الناتو في أوروبا. وورد اسم ستافريديس كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس خلال حملة هيلاري كلينتون ولاحقاً كوزير محتمل للخارجية في عهد دونالد ترامب.

وفي قلب الكتاب، سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى حرب بين الصين والولايات المتحدة واللجوء لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية. وتشكل هذه الأحداث حبكة جيوسياسية مفترضة في العام 2034 تؤثر على واشنطن وبكين، وتمتد من الخليج الفارسي إلى سان دييغو ومن الهند إلى شنغهاي.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً