عون “نكاية” الجميل

مروان المهايني

بتجاوزٍ متعمّد لقصر النظر والطفولية السياسية، التي أملت التسوية الشيطانية، التي أوصلت ميشال عَون إلى الرئاسة، يُمكن القول إن الفرصة لا تزال متاحة لوَقفِ عَون وطموحاته اللا مشروعة والتخريبية عند حدها، سيّما وأن ارتكاباته وخروقه للدستور ولأسس الكيان والميثاق باتت مكشوفة ومفضوحة.

بعد كل ما سببته من تدمير للمؤسسات بلا استحياء ولا خجل وافتضاح تناقضاته وأكاذيبه، بدءاً من استجدائه تأييد الرئيس الراحل حافظ الأسد، ثم تزعّمه المُضحك لقانون محاسبة سوريا، وحملاته من المنفى على التواجد السوري وعلى تجاوزات “حزب الله” الذي عَقَد معه فيما بعد اتفاق مار مخايل… ومرورًا بـ”الإبراء المستحيل” ثم تبنيه لسعد الحريري والتحالف معه.

وقد يستغرب ويستهجن البعض اهتمامي ومتابعتي للشأن اللبناني، لعدم معرفته بمدى ارتباطي وصِلتي الوثيقة الطويلة مع هذا الشأن لعقودٍ من السنين، بِحكم عملي كَمُراسل لوكالة الأنباء المصرية، وأخبار لبنان متداخلة بأنباء سوريا، ثم كَمُراسل لمجلة “المُستقبل” الباريسية، وكان ناشرها لبنانياً، ثم كَرئيس لقسم الأخبار في صحيفة “تشرين” وكان الشأن اللبناني في مقدمة اهتمامها، ومن بعد ذلك في مواكبتي لمسيرة الرئيس الحريري منذ بداياتها في العام ١٩٨٢ عند زيارته الأولى لدمشق وحتى استشهاده.

واستطراداً، ومن مُنطلق ما سبق، فإنني رجّحت دائماً أن الرئيس أمين الجميّل إنما اختار في أواخر عهده ميشال عَون لتشكيل الحكومة المشلولة، نكاية بالرئيس حافظ وبالحريري وبكل من اعتبره عدواً له ولعهده، ولمعرفته المُسبقة برعونة عَون وبأنه سيرتكب ما ارتكب من حروب نكّدَت فيما بعد صفو كل اعداء ومناهضي الجميل، ذلك ان الجميّل فشل في محاولاته التصالح مع الأسد الأب وآخرها انتدابه صديقه الشيخ الإماراتي مهدي التاجر لما له من حظوة عند الرئيس حافظ .

(يتبع)

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً