“الشمال الثانية”: “طفرة” لوائح وغليان يسبق معركة طاحنة!

إسراء ديب
إسراء ديب

تُسجّل دائرة الشمال الثانية التي تضمّ كلّاً من طرابلس، المنية والضنية موعداً مفصلياً مع الاستحقاق الانتخابي المقبل الذي يتجه إلى رفع مستوى المنافسة والجاهزية بين اللوائح والمرشحين الذين يسعون إلى الدخول في معترك انتخابي أقلّ ما يُقال عنه إنّه “استثنائيّ” بعد ظروف سياسية شهدتها البلاد، ودفعت إلى حصول الكثير من التغيّرات على المستوى الشعبي والميداني بشكلٍ واضح.

إنّ “زحمة” اللوائح أو المرشحين التي تشهدها هذه الدائرة، مقابل انسحاب عدد منهم لأسباب واضحة وأخرى غامضة تدفع إلى الشكّ، تُؤدّي إلى الدخول في معركة لـ”شدّ الحبال” قبل الوصول إلى المرحلة النهائية من استحقاق يشهد “طفرة” أعداد لا “طفرة” برامج انتخابية واضحة ودقيقة تُسهم في توضيح الصورة أمام المواطنين للأعوام المقبلة، في بلاد أنهكتها الأزمات المالية والسياسية، إضافة إلى الاعتماد على حفلات انتخابية لبعض المرشحين يُطلقون فيها الكثير من الشعارات التي تفتقر إلى الرؤية والتوجه الذي يحتاجه النّاس لا سيما الطبقة الشعبية.

بين اللوائح السياسية والتغييرية

في الواقع، تمكّنت القوى السياسية شمالاً من تأليف 4 لوائح “تنبع” منها توجهات سياسية مختلفة، تتشابه حيناً وتختلف كلّياً حيناً آخر، لكنّها تُواجه معركة “شرسة” في ما بينها. أمّا عن القوى التغييرية والتي تُحاول إثبات نفسها في منافسة القوى السياسية المتجذرة منذ أعوام، فهي متنوّعة أيضاً بتنوّع مرشحيها وأهدافها.

وفي تفاصيل اللوائح، فإنّ لائحة لـ “الناس” المدعومة من تيّار “العزم” وكذلك النائب محمّد كبارة تضمّ: عن المقعد السني في طرابلس كريم كبارة، أليسار حداد، وهيب ططر، جلال البقار، عفراء عيد، النائب علي درويش (المقعد العلوي)، سليمان عبيد (المقعد الماروني)، قيصر خلاط (المقعد الأرثوذكسي)، كاظم الخير عن مقعد المنية، براء هرموش، وعلي عبد العزيز (الضنية)، وهي لائحة مكتملة بـ 11 مرشحاً وتحظى بدعم المناصرين لكلّ من ميقاتي وكبارة أيضاً.

كما كان الوزير السابق أشرف ريفي أنجز مع حزب “القوات اللبنانية” لائحة مكتملة حملت اسم “إنقاذ وطن”، تخوض الانتخابات وسط حديث عن حساسية كبيرة قد تحدث بسبب هذا التحالف الذي يُخالف “الفطرة” الطرابلسية، لكن الملفت هو انضمام النائب عثمان علم الدّين (عن مقعد المنية) إلى اللائحة، وهو ما يراه منسجماً مع توجهاته السياسية، وفي الوقت نفسه، إنّ انضمامه إليهم سيُعطي دفعة قوية لهذه اللائحة نظراً الى رغبة “القوات” في تحقيق طموحاتها الانتخابية في المنية، وهي تضمّ: عن المقعد السنيّ في طرابلس أشرف ريفي، إيمان درنيقة كمالي، فوزي فري، أمين بشير وصالح المقدم، محمد شمسين (المقعد العلوي)، إيلي خوري (المقعد الماروني)، جميل عبود (مقعد الروم الأرثوذكس)، عثمان علم الدين (مقعد المنية)، بلال هرموش وأحمد الكرمة (مقعد الضنية).

أمّا لائحة “لبنان لنا” التي شكلّها النائب السابق مصطفى علوش بعد استقالته من تيّار “المستقبل” فضمّت إضافة إليه (عن المقاعد السنية في طرابلس): ربى دالاتي، فهد المقدّم، علي الأيوبي وخالد مرعي، طوني شاهين (مقعد ماروني)، شيبان هيكل (مقعد أرثوذكسي)، بدر عيد (مقعد علوي)، النائب سامي فتفت وعبد العزيز الصمد (الضنية) وأحمد الخير (المنية).

وتحت اسم “الإرادة الشعبية”، وبالتحالف مع النائب جهاد الصمد (مقعد الضنية)، أعلن النائب فيصل كرامي لائحته غير المكتملة وهي تضمّ: عن المقاعد السنية في طرابلس: طه ناجي (جمعية المشاريع)، أحمد الأمين، رامي أسوم، علي نور ورفلي دياب (مقعد أرثوذكسي)، جورج شبطيني (مقعد ماروني)، محمد طرابلسي (مقعد علوي) ونبراس علم الدين (المنية).

أمّا عن لوائح القوى التغييرية، فهي تضمّ وجوهاً جديدة يدعمها بعض المغتربين، وكان بعضها قد واجه، بحسب المعطيات، عراقيل مختلفة لعدم الاتفاق على تسمية مرشحين لها في ظلّ خلافات نشبت بينهم.

وتمكّن المغترب إيهاب مطر (الذي كان قد افتتح في طرابلس مكاتب انتخابية عدّة له)، من تشكيل لائحة تحت اسم “التغيير الحقيقي” تضمّ وجوهاً من المجتمع المدني وبدعم منه ومن “الجماعة الإسلامية”، تضمّ: عن المقعد السني إيهاب مطر، الأمين العام لـ “الجماعة الاسلامية” عزام الأيوبي، فرح حداد، أحمد المرج، زين مصطفى، طوني محفوض (مقعد الروم الأرثوذكس)، بول حامض (المقعد الماروني)، فراس سلوم (المقعد العلوي)، محمود السيد وسمير طالب (الضنية)، محمد الدهيبي (المنية).

كما أعلنت لائحة تحت عنوان “الاستقرار والإنماء” بدعمٍ من “سوا للبنان” التي يرأسها رجل الأعمال بهاء الحريري من طرابلس، وضمّت عن المقاعد السنية: باسل الأسطة ويونس الحسن ومايز الجندي وسوسن كسحة وديما الضناوي، ميشال خوري (المقعد الماروني)، صالح وهيب ديب (المقعد العلوي)، فادي الخير (المنية)، عبد القادر الشامي وكامل بكور (الضنية).

أمّا لائحة “الجمهورية الثالثة” برئاسة المغترب عمر حرفوش فتضمّ اليه عن المقعد السنيّ كلّاً من: ديالا أسطا، ضحى الأحمد وعبد الرحيم درغام، أحمد علي (المقعد العلوي)، جانيت فرنجية (المقعد الماروني)، محمّد عمر رزيقة (المنية)، ألفرد دورة (مقعد الروم)، ونزيه زود (الضنية).

واللائحة الرابعة أطلق عليها اسم “انتفض… للسيادة للعدالة”، وهي تضمّ عن المقاعد السنية في طرابلس: رامي فنج، مصطفى العويك، زكريا مسيكة، هند الصوفي، مرشح “الكتلة الوطنية” كميل موراني (المقعد الماروني)، حيدر ناصر (المقعد العلوي)، محمد أسوم (مقعد المنية)، غالب عثمان (الضنية).

دائرة الشمال الثانية: “الطاسة ضايعة”

يُمكن القول إنّ الانتخابات النيابية المقبلة تُدخل المواطنين في موجةٍ من الضياع، فهذا الاستحقاق الذي يأتي في وقتٍ صعب يشهد على هموم المواطنين، قد يدفع البعض إلى مقاطعته نهائياً لا سيما بالنسبة إلى مناصري “المستقبل” وغيرهم من المقترعين، ممّا يُشعر الكثير من المتابعين بالقلق والتوجس من المرحلة المقبلة إنْ حملت نسبة كبيرة من مقاطعة انتخابية قد تُؤدّي إلى منعطف سياسيّ خطير لا سيما على الصعيد السنيّ، فيما يُشارك آخرون في الاقتراع ولكن بنسب متفاوتة بعد مرورهم بحال من الرتابة والملل من جهة، وعدم اقتناعهم بالتغيير من جهة ثانية، بينما يرى آخرون وهم كثر أنّ اللوائح التغييرية رئيسة وضرورية لإنتاج طاقات جديدة ومختلفة، لكنّها تحتاج إلى اتحاد واضح كي يثق النّاس بها كما وثقوا بكثير من وجوهها خلال إطلاق ثورة 17 تشرين الأوّل 2019.

وأخيراً، ليس خافياً على أحد قدرة اللوائح السياسية حالياً على “اكتساح” الساحة الانتخابية، ما يُعطي فرصة أمام القوى التغييرية بتقديم نفسها أكثر لتتمكّن من مواجهة هذا الثقل السياسي الذي أرهق الشمال لأعوام، وبالتالي يُشدّد المتابعون على أنّ هذه الانتخابات ستُعبّر بوضوح عن رغبات المواطنين ورؤيتهم للواقع السياسي عن قرب.

شارك المقال