“القوى التغييرية” تصدم الهرمل… والمقاطعة واجب!

آية المصري
آية المصري

سُجلت اللوائح جميعها، ومن أراد خوض المعترك الانتخابي بات معروفاً، اما من فضل الانسحاب في الساعات الأخيرة فقدم أعذاراً أيضاً لكنه خلق نوعاً من الأسى لدى جمهوره.

بالطبع نحن نتحدث عن منطقة بعلبك – الهرمل وتحديداً بلدة الهرمل حيث لم يكن متوقعاً ما حدث في الساعات الأخيرة والبيانات التي صدرت، ما ساهم في إرباك شديد لدى القوى الطامحة الى التغيير الحقيقي. إنسحابات بالجملة بحيث لم يعد يتواجد أي مرشح محسوب على ثورة 17 تشرين. حالة من اليأس والحزن خاصةً لدى الفئة التي كانت تريد إثبات أن نفوذ بلدتها شيعي لكنها لن تنتخب الثنائي. والمحبط أكثر أن الاحصاءات الأخيرة كانت تؤكد أن نسبة الاقتراع ستكون أكثر هذا العام مما سبقه، إضافة الى أن موجة التغيير كانت ستسجل رقماً لا بأس به مقارنة بالسنوات السابقة والمعدلات كانت ستختلف بين ما يقارب الـ 10 الى 15%.

وللأسف تبدّلت البيانات البارحة وباتت مماثلة لبعضها البعض، بحيث لجأ الحزب “الشيوعي” و”لقاء الهرمل المطلبي” ومعظم المجموعات الثورية الذين كانوا جزءاً لا يتجزأ من إئتلاف بعلبك – الهرمل الى الانسحاب مع تشديدهم على أنهم كانوا مؤمنين بالعمل الجماعي المنسق والمنظم مع القوى السياسية المناهضة للواقع الراهن، ولكن للأسف حالات الانقسام والتشرذم والأنانيات والحسابات الضيقة وعدم تقبل الآخر كانت سيدة الموقف في ذلك الائتلاف ما أسفر عن تحول مسار تأليف اللائحة الى عملية محض انتخابية بعيداً من المناخ التغييري الواحد والمستوحى من ثورة 17 تشرين. وبناء على كل ما حدث لا يمكن القبول بلائحة لا تمت بصلة الى الثورة والتغيير، وبات من المعيب التلاعب والخداع بصورة المعارضة الديموقراطية الفعلية والحقيقية.
كل هذا خيب آمال جميع المواطنين الطامحين الى التغيير الحقيقي ما دفعهم نحو التموضع مع بعضهم البعض والاتفاق على الخطوة التالية، فبنظر هذا الجمهور عملية الاقتراع واجب وطني بإمتياز ولكن لا يمكن السماح للثنائي بالربح وبأصوات عالية. والاتجاه لن يكون بالذهاب والاقتراع داخل الصندوق بالورقة البيضاء لأن هذه ستكون لصالح الثنائي ولن تساهم في إرباكه أو التأثير سلبا عليه لا بل ستزيد من حظوظه.

وأكدت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن “البيانات التي صدرت في الاونة الأخيرة خيبت كثيرا آمال أبناء الهرمل الطامحين الى التغيير الحقيقي، ولأنهم يريدون التخلص من الثنائي مهما كلفهم الأمر. فوجود الثنائي وهيمنته بهذه القوة يزعجان أبناء الهرمل المثقفين والذين لا يوافقون على إدارجهم في الخانة نفسها مع حزب الله وحركة أمل. كما يحكى عن إحتمالية المقاطعة الحتمية لهذا الاستحقاق لأنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من فوز الثنائي. وهناك أصوات تقارب 15% أو 20% ستتجه نحو المقاطعة إيمانا بأن التغيير لن يكون في اعادة انتخاب القوى نفسها”.

ووفق معلومات خاصة، فان كل الأحزاب والمجموعات الثورية المعلنين عن انسحاب مرشحيهم من الاستحقاق الانتخابي لن يدعموا أي مرشح آخر بشكل نهائي في المنطقة، وغالبية الجمهور والأنصار التابعين لتلك المجموعات ستتجه نحو المقاطعة إيمانا منها بأن طريق التغيير الحقيقي لن يبدأ بهذا الشكل وليس مع من يخدعون الناس ويدعون الثورة.

من الواضح أن شرارة الثورة والتغيير انطفأت، وباتت أحزاب السلطة مهيمنة على جميع الفئات، وهناك العديد من المجموعات المخبأة تحت عباءة الأحزاب وتدعي السلطة. فماذا سيكون مصير تلك المنطقة؟ وهل التغيير الحقيقي بعيد التحقيق داخل المناطق الشيعية؟

شارك المقال