عودة السفراء العرب… ايجابية للاستقرار لا انتخابية

محمد شمس الدين

بعد عزلة طويلة، بدأ السفراء العرب بالعودة إلى لبنان، عقب إعلان المملكة العربية السعودية إعادة سفيرها ثم تبعتها الكويت فاليمن، ويبدو أن هناك انفراجاً في الأزمة اللبنانية مع دول الخليج، ولكن كيف قرأت الأطراف اللبنانية هذه العودة؟ هل هي بسبب انفراجات إقليمية؟ وهل للانتخابات دور في عودة السفراء؟

رأت أوساط ممانعة في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن عودة السفراء إلى بيروت متعلقة بالانفراجات الإقليمية، من المفاوضات السعودية – اليمنية إلى الحوار السعودي – الإيراني، إلى مفاوضات فيينا، مشككة في أن يكون الهدف التجييش الانتخابي، “فالانتخابات في ربع الساعة الأخير، وشهر ونيف لا يكفي للعمل من أجل تجييش الأصوات لجهة ما أو مرشح ما”. وتمنت “أن تكون هذه العودة إيجابية في سبيل استقرار البلد، لا أن تكون هناك نوايا تصعيدية”.

ووافق مصدر “سيادي” أوساط الممانعة، فاعتبر أن عودة السفراء غير متعلقة بالانتخابات، “وإلا لكان السفراء عادوا منذ أشهر كي يتم تحضير الماكينات الانتخابية ودعمها من أجل الانتخابات”، لافتاً الى أن “الدول العربية وخاصة السعودية تريد مساعدة لبنان اليوم على الرغم من أن الوضع بينهما هو كالمثل الشهير (قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر)، إلا أن لبنان غير معروف أين قلبه، ولا عقله حتى. مشكورة المملكة على إعادة سفيرها وغض النظر عن المسيئين اليها والى الدول العربية الشقيقة في الداخل اللبناني”. وتوجه إلى الذين يتهمون المملكة بأنها تريد التدخل في الانتخابات، على الرغم من أنها لن تفعل، بالقول: “فلينظروا إلى أنفسهم وإلى تمويلهم ومن أين تأتيهم الاملاءات، وبعدها ينتقدون تدخل هذه الدولة أو تلك في الانتخابات”.

من جهة أخرى، اعتبر مصدر مطلع أن “عودة السفراء لها شقان، الأول يتعلق بالتطورات في المنطقة والثاني يتعلق بالانتخابات النيابية ونتائجها، بحيث تريد المملكة العربية السعودية تحديداً، أن تستمزج الشارع اللبناني عامة والسني خاصة، وعلى الرغم من أنها لن تتدخل مباشرة إلا أن المملكة تفضل فوز مرشحين معينين، مقابل مرشحين لا ترغب بهم، وقد تشهد السفارة السعودية زيارات شخصيات وعائلات لاستمزاج رأي المملكة في الانتخابات”.

وقال المصدر: “لا تزال هناك إمكانية لتطيير الاستحقاق الانتخابي، كل ما يحتاجه الأمر تفجير اقتصادي – اجتماعي، مثل رفع الدعم عن القمح مثلاً، وبهذا يصل سعر ربطة الخبز إلى 40 ألف ليرة، فمن يستطيع خوض انتخابات في حال كهذه؟ وطبعاً الأميركيون لن يقبلوا أن تصدق توقعات البعض حول ميل الدفة لجهة حزب الله وحلفائه بشكل كبير في الانتخابات النيابية، وهم إن استشعروا ذلك بجدية، فقد يطيح ذلك بالاستحقاق الانتخابي، وسيلحقه الرئاسي، ويدخل البلد في المجهول”.

يبدو أن هناك إجماعاً على إيجابية عودة سفراء الدول العربية إلى لبنان، حتى من الأطراف المحسوبة على محور معادٍ لهم، فالجميع يعلم أن هذا البلد لا يمكن عزله عن محيطه، على الرغم من أي خلاف أو اختلاف مع أي دولة في إقليمه، فلبنان ليس كدول أخرى، اذ أنه لا يملك قدرة الاكتفاء الذاتي، وهو يحتاج إلى الدول الاقليمية وتعاونها، واليوم هو بحاجة إلى مساعدتها له في الشق الاقتصادي.

شارك المقال