سنة أولى شغف… في “لبنان الكبير”

محمد شمس الدين

بدأت رحلتي مع “لبنان الكبير” في رمضان الماضي، حين كان لبنان يعيش حالة طوارئ صحية بسبب كورونا، وكان تطبيق “كلوب هاوس” يجمعنا لتمضية الوقت والترفيه عن أنفسنا. كنت أعرف اسم الصحافي في جريدة “النهار” محمد نمر، ولكن لم ألتقه أو أتعرف عليه يوماً، إلى أن جمعنا “كلوب هاوس”. وقررنا في المجموعة، إقامة حفل إفطار في منطقة صور، ومن المدعوين كان محمد نمر، وترافقنا في الطريق إلى هناك، ومع وصولنا كنت قد بدأت العمل في موقع “لبنان الكبير”.

كانت لدي تصوراتي قبل أن أبدأ العمل، لن يسمح لي بمهاجمة هذا الفريق أو ذاك، لن يسمح لي بإعطاء فريق ما حق الرد، ممنوع أن أعالج هذا الموضوع أو تلك القضية، إلا أنني فوجئت بأنه لم تكن هناك أية قيود، ومسموح لي أن أكتب ما أريد، طالما أنه مدعّم بالأدلة، أما مقالات الرأي فالمطلوب دائماً أكثر من وجهة نظر.

خلال هذه السنة استطعت إلقاء الضوء على ملفات تعنى بالمواطن، وحاولت دائماً إظهار الحقيقة له بعيداً من الخطابات السياسية التي عادة تخفيها بطرق ملتوية. أما الملفات المتفجرة، والتي قد تتسبب بدعاوى قضائية، لا سيما وأننا في أقوى عهد شهده تاريخ الكون كله، فكان رئيس التحرير محمد نمر، يدعمني ويؤكد الحماية الكاملة لي في حقي الصحافي.

كان العمل في قسم الانتاج في “لبنان الكبير” قد بدأ قبل أن أباشر عملي في الموقع، وبعد شهرين طلب رئيس التحرير أن يكون لي دور في هذا القسم، وهو تحدٍ رحبت به، فلطالما كان لدي شغف بالعمل خلف الأضواء. بدأنا العمل بإمكانات ضئيلة، ولكننا استطعنا أن نفرض للموقع ساحة مميزة في الفضاء الافتراضي، عبر إدخال بعض الشخصيات لأول مرة إلى عالم المواقع الالكترونية، وأًصبحت أرقام المشاهدات والمتابعات للموقع تحلق، لدرجة أنها تخطت مواقع مخضرمة في العمل الالكتروني منذ سنين طويلة. البرامج، المقابلات، التقارير المصورة لحظة الحدث، وطبعاً لم ننس أهل السياسة، فأنتجنا التقارير الخاصة بهم، بأسلوب جديد ومميز، استفز البعض منهم، لدرجة أنه رفع دعوى قضائية ضد الموقع، وهذا كان حلم القصر الجمهوري بإسكات “لبنان الكبير”، ولكن الدعوى استنفرت عالم الإعلام والسياسة للمدافعة عن الصحافة وحرية التعبير، ولاقى الموقع تضامناً واسعاً من غالبية وسائل الاعلام والأطراف السياسية.

أكاد لا أصدق أن سنة مرت على “لبنان الكبير” فقط، فالعمل فيه يوحي وكأنه مؤسسة تعمل منذ عقد من الزمن على الأقل، ولي الشرف الكبير أنني بدأت مع انطلاقته. قد أقضي حياتي في العمل هنا، وقد أنتقل يوماً إلى أماكن أخرى، ولكن بالطبع سأشعر بالفخر الكبير، كلما رأيت تقدم الموقع أكثر فأكثر.

شارك المقال