“بطلوع الروح” ينجو محاسب “الصبّاح” من خاطفيه في بعلبك

آية المصري
آية المصري

لم ينته مسلسل “الهيبة” لدى شريحة كبيرة من أبناء بعلبك، وخاصة لدى طفار المنطقة فهم من عشاق “الهيبة” ويفخرون بأفعالهم وسلاحهم غير الشرعي والخطير على المجتمع ككل، والذي يخيف معظم الأهالي لما يسببه من حوادث موت عديدة نتيجة رصاصة خاطئة أو طائشة في بعلبك والشراونة والجوار. والمعروف عن منطقة بعلبك أنها تخيف السيّاح وأبناء المناطق الأخرى لاعتقادهم أنهم معرضون للخطف في حال قصدوها، خاصة اذا كانوا ميسوري الحال. وهذا واقع لا يمكن عدم الاعتراف به أو إنكاره، الا أن التعميم لا يجوز فأبناء العشائر ومناطق غالبية العائلات الكبرى جاؤوا واستوطنوا في الشراونة وباتوا ينتمون الى بعلبك.

“بطلوع الروح” بات البعلبكي يتأقلم مع تلك الفئة المهيمنة على أمن المنطقة واستقرارها والتي تهدد الموسم السياحي. و”بطلوع الروح” نفدت المنطقة هذه المرة من حادثة خطف أثارت ضجة كبيرة وخوفاً شديداً من مختلف النواحي، والهدف كان الحصول على فدية جديدة. خبر إختطاف الممثل المصري أحمد السعدني أقلق محبيه وفريق عمل مسلسل “بطلوع الروح” بأكمله، وهو ما نفته شركة الصباح للانتاج الفني والسينمائي، منتجة العمل، مؤكدة أن السعدني بخير. وتبين فيما بعد أن المخطوف ليس السعدني الذي انتهى أول من أمس من تصوير مشاهده الخاصة في المسلسل، بل هو المحاسب في الشركة صادق روللي وذلك أثناء عودته الى منطقة زحلة التي تبعد زهاء نصف ساعة عن بعلبك.

اما الخاطف فمن عشيرة آل جعفر وهو ليس خاطفاً واحداً بل مجموعة شبان. فما الذي حدث؟ وكيف تمت عملية الخطف؟ وماذا في التفاصيل؟

أكدت مصادر مقربة من عشيرة آل جعفر لموقع “لبنان الكبير” أن حادثة إختطاف محاسب شركة إنتاج الصباح “ليست صدفة بل حصلت بعد عملية رصد واسعة النطاق. فبعلبك كانت تستعد لاستقبال فريق عمل مسلسل (بطلوع الروح) المؤلف من إلهام شاهين ومنة شلبي وأحمد السعدني وآخرين، والجميع كان يعلم أنهم إختاروا ثكنة غورو لتصوير بعض المشاهد التابعة للمسلسل، وأن مكان إقامتهم سيكون في زحلة. والخاطفون هم مجموعة شبان يتقاسمون الغلّة بين بعضهم البعض وعلى رأسهم م.ج الملقب بـ (دورة) وم.ج الملقب بـ (روما)”.

وشرحت هذه المصادر سيناريو الحادثة بتفاصيلها: “بعد الإفطار بما يقارب النصف ساعة تم إختطاف محاسب شركة الإنتاج صادق روللي عند مفرق بلدة الطيبة البقاعية وبالقرب من مطعم (السلسبيل)، حين اعترضته سيارة رباعية الدفع (جيب New grand) زجاجها أسود داكن وبداخلها 4 شبان مسلحين، ثم عملت على صدم سيارته فيما أوقفه المسلحون وأنزلوه من سيارته وهجموا عليه بسلاحهم قائلين: أين الأموال؟، فأجابهم: لا أملك أموالاً، ما دفعهم الى اقتياده الى داخل سيارتهم، والهدف الحصول على فدية من شركة الإنتاج. وأثناء الحادثة كان هناك شهود قامت مخابرات الجيش باستجوابهم”.

ولفتت مصادر أمنية مواكبة للحادثة الى القيام بالعديد من المداهمات في مختلف مناطق بعلبك لمعرفة مكان المخطوف، اضافة الى اقامة حواجز وتشديد أمني كثيف في أنحاء المنطقة للتوصل الى إخراجه بشتى الطرق المتاحة، وعدم دفع فدية للخاطفين.

وفي وقت لاحق، أفادت مصادر مطلعة على الحادثة موقع “لبنان الكبير” أن المخطوف روللي مصاب برصاصة في قدمه وموجود في مستشفى “دار الأمل” الجامعي في منطقة بعلبك، وأن الجيش طوّق المنطقة وأرجاءها ومحيط المستشفى كلها وسط حالة من الاستنفار.

وكانت الممثلة إلهام شاهين أعربت عن خوفها جراء الحادثة، متمنية الستر من الله في ما هو قادم. فيما أكد مؤلف العمل محمد هاشم عبية أن فريق العمل كله بخير وهناك مفاوضات كثيرة لعودة محاسب الشركة وحل الأزمة خلال الساعات المقبلة، متمنياً أن يطمئن أهل المخطوف ومحبوه عليه. وعلّق الفنان محمد فارس على الحادثة، مشيراً الى أن فريق العمل كله يتواجد حالياً في منطقة زحلة الجميلة جداً، مشدداً على أنهم يبذلون مجهوداً مضاعفاً وجباراً لإستكمال التصوير والانتهاء من المسلسل بالكامل بعد عشرة أيام، على أمل أن ينال إعجاب الجمهور.

من الواضح أن مسلسل “بطلوع الروح” بدأ يثير الجدل وخاصة بعد تصدره منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، كما أن ما حدث لن يشجع شركات الإنتاج مجدداً على تصوير أعمالها في بعلبك، التي ستبقى محرومة من أبسط الأمور بسبب وجود هذه الفئة المحمية بغطاء شرعي وحزبي. ويبقى السؤال متى ستزال هذه الصبغة عن مدينة بعلبك؟ ومتى سيوضع حد للعشائر المنهمكة في مصالحها الفردية وربح المال من خلال سطوة سلاحها؟

شارك المقال