المقاطعة سيدة الموقف في بعلبك – الهرمل؟

آية المصري
آية المصري

أمام الاستحقاق الانتخابي المقبل تقف مدينة بعلبك – الهرمل عند مفترق طرق، ومع إقتراب الموعد يزداد الإحباط لدى معظم أبناء المنطقة الذين يدعمون موجة التغيير. أهالي بعلبك لا يريدون السلطة التي لا تزال تحكمهم منذ زمن طويل وتهيمن على قراراتهم وتساهم في تهميش البقاع وجعله محروماً. أما بالنسبة الى التغيير الحقيقي فيبقى شعاراً في المناطق التابعة للنفوذ الشيعي لأنه بات من الصعب جداً تطبيقه على أرض الواقع في ظل وجود هذا النفوذ وهيمنته.

حين تسلك طريق البقاع تجد “شعاع” اللون الأصفر في كل مكان، فأعلام “حزب الله” وشعاراته منتشرة في الشوارع كافة، ما يشكل إستفزازاً للمناطق الأخرى المجاورة له والرافضة لسياسته ووجوده، حتى أنه وضع عدداً من أعلامه وشعاراته في مدينة زحلة ما استفز الكثيرين من أبناء المنطقة وأثار غضبهم، معتبرين أن هذه الخطوة بمثابة تماد واضح وكبير على سيادة زحلة ومبادئها، الأمر الذي دفع البلدية الى الاسراع في إزالة الأعلام عن الأوتوستراد.

أما بالنسبة الى شعار “باقون نحمي ونبني” فهو دلالة على إستمرارية “حزب الله” في سياسته الحالية وبالوتيرة نفسها. والسؤال الذي يطرحه اليوم الشيعي المعارض له، من سيحمي “حزب الله”؟ وماذا سيبني؟ فالبلد إنهار تماماً خلال عهده وحليفه القوي.

وأشارت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الأجواء العامة في بعلبك – الهرمل لا توحي بالايجابية، وهناك غياب شبه كلي للحركة أو الحماس الانتخابي على الرغم من إقتراب موعد الاستحقاق. وإزدادت الأوضاع سوءاً بعد تفكك قوى التغيير واكتشاف أن إئتلاف بعلبك – الهرمل لن يغير في المعادلة لا بل سيزيدها سوءاً، وأن هذه القوى ليست سوى مجموعات حزبية تدعي الثورة والإنتفاضة وتسعى الى مصالحها الشخصية والفردية وكسب مقعد نيابي. وكل هذا ساهم في إحباط الشباب البعلبكي الذي كان يسعى الى تغيير الواقع المهيمن وصبغة بعلبك”.

وأكدت المصادر أن “هناك فئة كبيرة من شباب بعلبك لن تشارك هذا العام في عملية الاقتراع وترفض منطق الورقة البيضاء، والمقاطعة ستكون سيّدة الموقف. وبالتالي لم تعد المقاطعة الانتخابية تقتصر اليوم على الطائفة السنية بل تجاوزتها للوصول الى الطائفة الشيعية التي تريد الانتفاضة على الثنائي الشيعي. والجو العام لدى الفئة الشبابية والمتعلمة يؤكد خيبة آمالها كما تؤكده كثرة الاجتماعات الدورية التي تعقدها هذه الفئة تحت عنوان المقاطعة واجب أخلاقي ووطني”.

يبدو أن المزاج الشيعي في بعلبك لا يريد التجديد للثنائي، ويسعى بشتى الطرق الى التأكيد أنه لا يريد من حرم الناس من أبسط حقوقهم ومن العيش بكرامة. فالشيعي المعارض يريد التغيير لكن القوى الثورية خذلته في هذه الانتخابات ما دفعه الى إختيار المقاطعة كحل بديل، لكن هل سيضعف ذلك رصيد “حزب الله” ويساهم في إختراقه؟

شارك المقال