تطيير خط الغاز العربي إلى لبنان… قرار أميركي أم فشل داخلي؟

محمد شمس الدين

بشّرنا وزير الطاقة السابق ريمون غجر، في أيلول الماضي في القمة الثلاثية بين لبنان ومصر والأردن، باتفاق يقضي باستجرار الغاز من مصر إلى لبنان عبر الأردن، وبقيت العقبة الوحيدة وقتها سوريا بسبب فرض “قانون قيصر”، الذي يمنع التعامل التجاري معها ويعرض أي متعامل معها لعقوبات أميركية. هذا الأمر تم تخطيه أيضاً، بعد أن جالت السفيرة الأميركية دوروثي شيا على الرئاسات الثلاث، وأكدت أن أميركا ستعطي لبنان استثناء من “قانون قيصر”، ليتمكن من استجرار الغاز عبر سوريا. وكان من المفترض وفقاً لخليفة غجر، الوزير وليد فياض، أن يبدأ وصول الغاز المصري إلى لبنان في آذار الماضي، وبعد السؤال عن التأخير، كان الرد بسلسلة من المراوغات من الوزير المعني، إلى أن صرح أخيراً بأن البنك الدولي يرفض تمويل خطة استجرار الغاز من مصر، بسبب ضغط سياسي أميركي، وبهذا تكون قد تعرقلت خطة الكهرباء.

لا يمكن استبعاد دور سياسي لدولة عظمى مثل أميركا، ربما هي فعلاً تريد محاصرة لبنان بسبب “حزب الله”، أو لمصلحة ما لديها، ولكن لن تجاهر أميركا علناً بأنها تقوم بذلك لهدف سياسي، وستقدم حججاً واقعية بالشكل، فهل قطع لبنان الطريق أمام الذرائع الأميركية؟ وهل فعلاً البنك الدولي يعرقل استجرار الغاز بأمر أميركي؟ أم هل هناك أسباب اقتصادية أو سياسية أخرى؟

مصدر مطلع سخر في حديث لموقع “لبنان الكبير” من نظرية المؤامرة الأميركية، وقال: “الحق على الطليان هو الشعار الرسمي لسياسيي لبنان. الطليان اليوم صاروا أميركيين، كلما فشل مسؤول أو وزير أو نائب أو رئيس، لا يكون فاشلاً، بل أفشلته المؤامرة، بينما بنظرة بسيطة ولا تحتاج إلى تفسير أعمق، يمكننا التساؤل عما إذا كان البنك الدولي، مستعداً للتعامل مع حكومة مؤقتة، أم أنه يفضل التعامل مع حكومة بعد الانتخابات، هذا في حال استبعدنا الشق الاقتصادي وإن كان لبنان يستطيع رد القرض الذي يستدينه من البنك، أما الحديث عن المؤامرات فهو محاولات مفضوحة لتمييع الحقيقة، وهي أنهم فاشلون فاشلون فاشلون”.

من جهته، أكد الخبير الاقتصادي نسيب غبريل أن للبنك الدولي شروطاً معينة قبل أن يعطي قرضاً لأي بلد، متسائلاً عما إذا كان لبنان قد استوفى هذه الشروط. واعتبر أن “تصريح وزير الطاقة بأنه قام بواجبه، والكرة الاَن في ملعب السفيرتين الأميركية والفرنسية، غير مقبول، وكأن لدى لبنان إمكانات للتعاطي مع الدول بهذه الطريقة. والوزير يحمّل مسؤولية الفشل لسفراء الدول وللضغط السياسي على البنك الدولي، متهرباً من المسؤولية، الحق على الجميع بينما على الأرجح أن الموضوع متعلق بالاقتصاد اللبناني، وإن كان لبنان يستوفي شروط البنك الدولي، لا سيما أنه لم يتم إقرار خطة اقتصادية، وتحديداً الكابيتال كونترول”.

المؤامرة، الامبريالية، الماسونية، هذا سبب شقائك أيها المواطن، دائماً المؤامرة تريد منعك من العيش الكريم. المؤامرة تريد لك العيش في الظلام. المؤامرة تمنع خطة التعافي الاقتصادي، وتمنع “الكابيتال كونترول”. لا علاقة لفشل دولتك بذلك، ولا علاقة لفشل وزرائك المصونين، إنها المؤامرة على العهد القوي، اذ أن جو بايدن يغار من ميشال عون، ولا يريد أن يسجل التاريخ أن عهده كان قوياً… وفي كون العهد، عهد الظلام والفشل والفساد والانهيار وجهنم، بكل بساطة “الحق عالطليان”.

شارك المقال