زيارة بخاري للعسكر: مرجعية العشائر ليست في معراب

راما الجراح

إشكالية كبيرة حاول كثيرون فهمها بأبسط الطرق وأسهلها في البقاع الغربي، تمثلت في لائحة “القوات” ومرشحها السني الذي تبنته بعد عروضات عدة قدمتها لعدد من المرشحين. وبعدما وقع الاختيار على المهندس خالد العسكر المعروف عنه تأييده لحزب “الاتحاد” على مر السنين ودعمه الدائم له، صار يحاول بشتى الطرق كسب أصوات الناس وإقناعهم بمشروعه ولكن “ما زبطت معه”، لأن العسكر لم يترشح كمستقل متحالف مع “القوات” كما الدكتور بلال الحشيمي في البقاع الأوسط، بل هو مرشح “القوات” السني في البقاع الغربي.

وما زاد الطين بِلة، أنه وخلال مهرجان إعلان لائحة “القوات” في البقاع الغربي وراشيا، رفعت صورته إلى جانب صورة لسمير جعجع حاملاً سلاحه الحربي أيام الحرب الأهلية، ما اعتبرها الشارع السني في البقاع مشهدية تذكره بماضي “القوات” الدموي وتنعكس ضدهم في الانتخابات.

بعد كل هذا النفور من مرشحي “القوات” السُنة، قام جعجع بدعوة السفراء العرب إلى إفطار في معراب، لأن من المعروف عنهم دعمهم لـ “القوات” كي يكون جعجع القائد الأقوى مسيحياً، وبذلك يستطيع نزع غطاء “التيار الوطني الحر” لسلاح “حزب الله” في لبنان.

وقال مصدر مطلع لـ”لبنان الكبير”: “بعد تلبية السفراء العرب الدعوة لدعم جعجع بشخصه وداخل بيئته، كانت المفاجأة أو الصدمة اذا صح القول أن جعجع قد دعا أكثر من ١٠ مشايخ سُنّة لا يتمتعون بأي حيثية على صعيد لبنان باستثناء الشيخ خلدون عريمط الذي كان يُمثل سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أما الآخرون فكان وجودهم مفاجئاً لهم، والأسوأ من ذلك كان دعوة ما يُعرف اليوم بسُنّة جعجع، ولم يكن السفراء على عِلم بأن الإفطار سيكون بهذه الطريقة وبهذا العدد من المدعوين”.

أضاف: “حاول جعجع اغتنام فرصة تواجد المرشحين السُنة على لوائحه وخطف صوراً لهم مع السفراء العرب بشكل جامع ما قد يمنحهم دفعاً معنوياً ويلّمع صورتهم أمام المجتمع اللبناني الذي يمكن أن يعتقد بوجود رضى عربي عنهم وهذه طريقة للتعويم في شوارعهم”.

وأكد المصدر أنه “بعد مغادرة السفراء معراب، كان يبدو واضحاً على السفير السعودي وليد بخاري انزعاجه من تصرف جعجع، وأقدم في اليوم التالي على زيارة رئيس اتحاد العشائر العربية في لبنان الشيخ جاسم العسكر المعروف بمواقفه المعارضة لمشروع القوات، ومعارضته لترشح قريبه في دائرة البقاع الأولى، واستبقى العسكر بخاري الى مائدة السحور في البقاع الغربي في حضور مدير أزهر البقاع الشيخ علي الغزاوي وعدد من وجهاء العشائر العربية في لبنان”.

واعتبر مصدر مقرب من جاسم العسكر أن “الزيارة المباشرة إلى العسكر بعد إفطار معراب هي إعادة للتوازن في مكان ما، وأنه لو جمعت السفير عدة صور مع المرشحين السنة على لوائح القوات فهذا لا يعني أنه داعم لهم. ومن جهة أخرى أثبتت أنه لا أحادية إنما على مسافة واحدة من الجميع. والصورة التي حاول جعجع رسمها بشكل ملتو هي غير حقيقية ومزيفة فمرجعية العشائر في مكان آخر وليست في معراب”.

يُذكر أن المرشح خالد العسكر يقوم بخداع المواطنين في البقاع من خلال إسماع الناس في المجالس والزيارات تسجيلاً بصوت شخص سعودي يتفوه بأكاذيب دعم وتأييد له ويعده بمبلغ مالي يُقدر بـ ٥ ملايين دولار!

شارك المقال