زيارة باسيل الاستفزازية للبقاع تترجم في صناديق الاقتراع

راما الجراح

تحوّل البقاع إلى ثكنة عسكرية، انتشار كثيف لآليات الجيش اللبناني وسياراته، دوريات أمنية تجوب الطرقات، ودرجات عالية من الحيطة والحذر. فبعد أن كان ثوّار البقاع على موعد مع لقاء صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل عند نقطة تعلبايا لاستقباله بأحر العبارات إنطلاقاً من “الهيلا هو” وطلوع، مع تجهيزهم لافتات ملأت سماء المنطقة ترحيباً بقدومه تحت شعار “لا أهلا ولا سهلا”، ونداءات المساجد بالنزول إلى مفارق الطرقات لمنع وصوله، سلك باسيل طريقاً آخر من منطقة برالياس بإتجاه زحلة بدلاً من المرور من تعلبايا مباشرة، وذلك تفادياً للمندفعين المبالغين في حبهم له من أن يعانقوه كما عانقه “محبينه الكتار” في عكار!.

في زيارة أعلن عنها مؤخراً، قام رئيس تكتل “لبنان القوي” بجولة في البقاع، لجس نبض شارعه، وإعلان لائحته في البقاع الأوسط تحت شعار “زحلة الرسالة” في أوتيل “قادري الكبير” في زحلة، وهي عبارة عن تحالف بينه وبين “حزب الله” و”الطاشناق” ومستقلين، وذلك أول أيام عيد الفطر عند الطائفة السنية وقسم من الطائفة الشيعية التابع للعلامة السيد محمد حسين فضل الله. وأكد مصدر مطلع على أجواء الزيارة أن “هذه النقطة استفزت حتى حليفه على اللائحة ابن منطقة مجدل عنجر المرشح السني حسين ديب صالح الذي اعتبر موعد الزيارة استفزازياً وغير لائق لما يعنيه من عدم مراعاة للشعائر الدينية”.

وكعادته، وزّع باسيل وعوداً لكل من ينتخب مرشحيه في البقاع بالعمل على التغيير، داعياً الجميع إلى انتخابهم. وهاجم خلال لقائه أهالي القاع في البقاع الشمالي، حزب “القوات اللبنانية”، واصفاً مرشحه أنطوان حبشي بـ”المهرج”. وفي جزين في البقاع الغربي، اعتبر باسيل أن المرشح عن المقعد السني في لائحة “الغد الأفضل” حسن مراد هو عمود هذه اللائحة وصديقه وأنه حريص جداً على إنجاح مرشحه. وأشار أحد المصادر في المنطقة الى أن “التيار الوطني الحر هو المسؤول الأول والأساس عن حرمان منطقة البقاع من الكهرباء، وإنجاح مرشحه شربل مارون في دائرتنا هو كارثة وقلة ضمير”.

أما في البقاع الأوسط، حيث الاحتفال الأساس لاعلان لائحة “زحلة الرسالة”، فقد عزف عن حضوره وزير الصناعة جورج بوشكيان المرشح عن مقعد الأرمن الأرثوذكس، وشاركه في العزوف أيضاً المرشح عن المقعد السني في دائرة زحلة حسين ديب صالح الذي أعلن أن ترشيحه مستقل وليس حزبياً، بل ينطلق من مجدل عنجر وعائلته وكل قرى قضاء زحلة وبلداته. كما أن ترشيح الوزير بوشكيان​ زحلي ومناطقي ولا علاقة لـ”التيار الوطني الحر” به، وسيقتصر الحضور على النائب سليم عون وربيع عاصي وأنطوان الشقية ورامي أبو حمدان، وكل ذلك بسبب إصرار باسيل على رعاية الاحتفال، وهو لا يملك أصواتاً لتياره بشكل خاص ومنافسة لغيره، بإعتبار أن الرعاية تكون لمن لديه القدرة الأكبر على تجيير الأصوات، وهو ما لا يملكه باسيل كي يحظى بشرف رعاية إعلان اللائحة.

وذكرت مصادر “لبنان الكبير” أن “الحضور الذي كان بانتظار باسيل في كل المناطق التي زارها في البقاع، اقتصر على قاعات ضمت ٣٠٠ إلى ٣٥٠ شخصاً ليس أكثر، وقد أثبتت زيارته مدى حقد أهل المنطقة عليه ما سينعكس سلباً في صناديق الإقتراع، حتى من حلفائه في اللائحة نفسها”، موضحاً أن “امتعاضاً كبيراً حصل حتى من خطاب باسيل الانتخابي في زحلة، حيث دعا الشعب الى دعمه على الرغم من الامكانات المحدودة، وكأنه يقول للناس نريد مساعدتكم من كل الجوانب، وهذا ما لم يكونوا يتنظرونه منه”.

شارك المقال