تهريج باسيل الانتخابي في بعلبك يستفز الأهالي!

آية المصري
آية المصري

مشهد إستفز معظم أهالي منطقة البقاع، وتحديداً القاع التي زارها النائب المرشح جبران باسيل وخاطب أهلها بنبرة عالية لتأمين فوز مرشحه سامر التوم بمقعد نيابي.

أقيم المهرجان في القاع على الرغم من كل الأسى والأوجاع المهيمنة على الناس في المنطقة، زف بالأرز والورود واستقبلته فرقة موسيقية على الخيول، ومن يرى الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي يظن أنه عرس لفتاة تزوجت من شخصية أمنية ذات رتبة عالية، اذ تعذرت رؤية باسيل نتيجة احاطته بالقوى الأمنية، وربما ظن نفسه رئيس الجمهورية وقرر المجيء بموكب عظيم خوفاً على نفسه، وحسناً فعل أنه لم يأت مع الحرس الجمهوري والا لكانت وقعت الكارثة!

وقف باسيل بكل ثقة بالنفس وتلا خطاباً رناناً على الموجودين، معتبراً أن اقتصاد البلد فشل لأنه لم يبن على مبدأ الإنتاج وزيادة الثروة. بالعكس إعتبر السلطة قالب حلوى كل طرف يأخذ منه “بشطارتو”، وأن تناتش الدولة أوصلنا الى الإنهيار، وبذلك تناسى باسيل أنهم يشكلون السلطة بكاملها من حيث النواب والوزراء، وأن كتلته الوزراية تضم 10 وزراء وأنهم يستولون على غالبية الادارات العامة والمراكز والسفارات. فعن أي سلطة تتحدث سعادتك؟

تطرق باسيل الى منطقة بعلبك – الهرمل، واعتبر أنها دفعت ثمن إنعدام التوازن في الإنماء، لافتاً الى أنها حاجة ضرورية للأمن الغذائي في البلد، واذا أرادوا الاهتمام بهذه المنطقة إنمائياً فستكون المركز الاقتصادي الأهم في الزراعة والصناعات الغذائية. وتناسى باسيل أن “حزب الله” حليفه “اللدود” في الحكم منذ التسعينيات ولديه عدد كبير من النواب والوزراء منذ سنوات ولم يقدموا شيئاً لبعلبك، بل جعلوا أوضاعها الاقتصادية والزراعية والصناعية تتدهور أكثر فأكثر، فلماذا يتجاهل باسيل حلفاءه؟ أو ربما يكون كلامه “لطشة” لحيلفه؟

ولا يمكن أن نتناسى أن باسيل يتحدث دائماً باللغة الطائفية ويذكر دائماً بالإرهاب، وكلامه يتسبب بخلافات جوهرية وحوادث وأبرزها حادثة قبر شمون حين طالب يومها بإستعادة العظام المسيحية. كل هذا يبرهن أن باسيل يركز على إثارة النعرات الطائفية وتعنيه كثيراً عملية إستفزاز الغير من أجل تسليط الضوء عليه. لكن خطابه بالأمس أثار موجة من الغضب لدى الكثير من الأهالي، فما هو موقفهم من الزيارات الباسيلية؟

أكد “تجمع أبناء بعلبك الهرمل” لموقع “لبنان الكبير” أن “خطاب جبران باسيل لا يتعدى التهريج الانتخابي، وكلام حق يراد به باطل لأن التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي موجودان منذ زمن طويل ولم يقدما شيئاً لمنطقة بعلبك المحرومة. وبالنسبة الى كلام باسيل عن الطاقة الشمسية فالجميع يعلم أن هناك مناطق شاسعة في الهرمل بإمكانها انتاج طاقة شمسية وهوائية، اضافة الى سد العاصي وتوليده الطاقة النظيفة من المياه، والانتاج الزراعي كل هذا يدركه البقاعي جيداً، ولنضيف معلومة على كلامه فالحجة الرئيسة لعدم القيام بكل هذا أن سوريا كانت تمنع إنجاز هذه المشاريع”.

وأوضح التجمع أن “هناك معدات أتت الى الهرمل من أجل السدود، والمسؤولون ووزراء المنطقة لم يباشروا العمل حينها لأنها لا تتوافق مع مصالحهم الخاصة بل تضرهم. وتحدث باسيل بثقة عمياء معتبراً أن بإمكانه إستغباء أهلنا في الهرمل، فلو أراد مع حلفائه القيام بواجباتهم تجاهنا لكنا شهدنا إزدهاراً لا يمكن وصفه، لكنهم يريدون أن يبقى الحرمان متفشياً لدينا كي يبقى البعلبكي خاضعاً وتابعاً لهم ولسياستهم وتحت عباءتهم”.

وسأل: “لماذا لم يتحدث أينشتاين العرب عن سهل البقاع المدمر وعن ضرورة وجود فروع للجامعة اللبنانية لدينا؟ أليس مهماً غياب التعليم عن مناطقنا أم يريدون أن يبقى الجيل الصاعد أمياً وجاهلاً؟ لماذا لم يتحدث عن الأمن والسلاح المتلفت، مع العلم أن موكبه لا يمكن وصفه فلماذا كان خائفاً؟ هل هناك انعدام أمن وإستقرار لدينا؟ كلامه حبر على ورق بل ينثر في الهواء”.

من الواضح أن الشكل الذي ظهر عليه باسيل تأكيد على الخطة الممنهجة لإبقاء بعلبك – الهرمل منطقة محرومة وخارجة عن القانون. ومن خلال الخيل الذي استقبله وكأنه يقول للناس بطريقة غير مباشرة انكم لن تستطيعوا قيادة سياراتكم ولن تملكوا ثمن الوقود. اما حضور الجيش بهذه الكثافة والإستنفار فهو تأكيد على الوضع الأمني السيء في البقاع، وكان يفترض بباسيل أن يقول جملة واحدة بدلاً من خطابه: “أنا الصهر المدلل والقوي وأبشركم بمستقبل غير مشرق وغير عادل…”.

شارك المقال