استشهدت شيرين واستمرت القضية

رامي عيتاني

على وقع الأناشيد وتراتيل المصلين للسيدة العذراء “يا عروساً لا عريس لك” دخلت شيرين إلى الأخدار السماوية حيث لا بكاء ولا ألم بل الحياة الأبدية… المجد لفلسطين ومع صلوات التكبير والله أكبر عادت القضية إلى قوميتها بعد طول معاناة مع الذين حوّلوها إلى دينية مذهبية، فانكفأ الفلسطينيون عن هؤلاء لينصرفوا إلى النضال الذي يدوم ويدوم حتى زوال الاحتلال…

شيرين كنتِ رمزاً لكل إعلامي بطل… تدخلين اليوم إلى فرح ربك وسط الزغاريد، وأهلك وإخوتك وسائر المشرق ونحن نهتف طوبى لك على هذا العرش حيث ذكرك مؤبد إلى دهر الداهرين.

شيرين أعدّت لفلسطين ثوبها القومي اللاطائفي وهذا دين أهلك وديرتك، فلا فرق بين مسلم ومسيحي سوى بالنضال والوفاء للقضية، وأنت أيقونته التي غادرت تاركة طريق الحياة للأجيال التي لم تولد بعد.

اطمئني ففلسطين أمانة، ستعود ما دام كل يوم طفل يولد ويعرف أين الزناد ويعرف أصبعه، فلن يرتاح المحتل طالما شعبك ومن حول جثمانك الطاهر كان يتلو الصلاة بكل الأديان، الله أكبر وليكن ذكرك مؤبداً يا عروساً لا عريس لها.

فافهم يا محتل، أو هو فهم الآن، أن كنيسة القيامة والمسجد الأقصى جاران، والجيرة ليست صدفة بل هي من علامات حب الله ومعهما سينتصر مخيم جنين أمام آلاتكم العسكرية الشيطانية، لأن العين ستقاوم المخرز، وتأكدوا، أو صدقوا… فشيرين التي استشهدت أعادت الحياة الى فلسطين التي لن تهدأ ولن تستكين قبل خروج المحتل الصهيوني، وذكروا العالم المنافق وهو يبكي شيرين اليوم أن الشهادة في سبيل القضية لا تعرف مذهباً ولا هوية، فلسطين القدس، فلسطين القبلتين، فلسطين أرض مولد السيد المسيح والنبي ابراهيم الذي ولد في العراق واستوطن في فلسطين.

دم شيرين سيكون جسراً إلى يوم التلاقي، ودمها لحظة التلاقي سيخبر أبناءنا عن أرض القداسة… قالتها “يما أموت وانا واقفة… أفضل ما أموت وأنا نايمة”.

استشهدت شيرين واستمرت القضية.

شارك المقال