هل يجدد سنة بعلبك الولاء للحريري؟

آية المصري
آية المصري

يومان يفصلان عن موعد الاستحقاق الانتخابي الذي ينتظره الكثيرون، فيما لا تزال منطقة بعلبك – الهرمل غائبة عن هذه الأجواء وهذا الحماس. ربما يعتبر المواطن البعلبكي أن النتيجة شبه محسومة للسلطة نفسها المتمثلة في “الثنائي الشيعي”، وأن هذا الاستحقاق لم يعد يشبهه ولن يغير شيئاً في المعادلة. لكن اللافت للانتباه خلال الأيام الماضية كان تعليق لافتات مؤيدة للرئيس سعد الحريري، في المناطق ذات النفوذ السني وفي بعض المناطق الشيعية ومنها مدخل بعلبك الرسمي، اللبوة، عرسال والعديد من الأحياء الداخلية. وبالطبع، فان أي مجموعة لن تقوم بتعليق أي منشور أو تصدر أي بيان الا لهدف معين ويرتجى منه شيء. فما الجديد في منطقة بعلبك – الهرمل؟ وهل ستجدد الطائفة السنية ولاءها للرئيس الحريري؟ وماذا عن آمال البعلبكي؟

التزام بالمقاطعة

أشارت مصادر مطلعة على واقع المنطقة لموقع “لبنان الكبير” الى أن “مناطق بعلبك غير متأثرة وغير مكترثة لهذا الاستحقاق، والجو السني يعبّر عن البرودة لا أكثر ولا أقل. وهذه الصور واللافتات المؤيدة للرئيس سعد الحريري وضعت بمبادرات فردية وشخصية وعلقت في العديد من المناطق ليبرهن الشارع السني وجمهور تيار المستقبل وأنصاره أنهم لا يزالون أوفياء للحريري ولنهجه وملتزمين بقرار المقاطعة ولن ينتخبوا الأفرقاء السياسيين الذين جعلوه يأخذ كل الأعباء على عاتقه”.

ولفتت المصادر الى أن “النسبة المؤكدة والاجمالية للمقاطعة لا يمكن حسمها بشكل قاطع قبل 15 أيار، فلا أحد يعلم ما يحدث في اللحظة الأخيرة، ولكن ما يمكن تأكيده أن هناك ما يقارب 55% من السنة متمسكون بقرار الحريري ولن ينتخبوا أي مرشح من الطبقة السياسية السابقة أو أي مرشح تغييري بعدما تبيّن أن اللوائح التغييرية في بعلبك لا تمت الى الثورة والانتفاضة بصلة، وبالتالي لا يمكن اعطاء أصوات لأشخاص يدّعون التغيير وهم بعيدون كل البعد عنه لا بل صبغتهم الحزبية المهيمنة. وبالنسبة الى يوم الاستحقاق فسيكون مماثلاً لكل أيام الأسبوع الأخرى ولن ينتظر أحد النتائج لأنها محسومة في هذه المناطق لصالح التكليف الشرعي لجمهور حزب الله”.

واعتبرت مصادر معارضة لـ “الثنائي الشيعي” أن “بعلبك ليست مكترثة لهذه الدورة من الانتخابات النيابية، وهناك نسبة كبيرة لا تريد الذهاب الى مراكز الاقتراع يوم الأحد نظراً الى خبية الأمل التي أصابتها خاصة بعدما اتضحت الصورة وتبيّن أن إئتلاف التغيير حزبي بإمتياز، وبعد التفكك الممنهج والمشرذم الذي حدث. فهناك شريحة كبيرة من شباب الهرمل كانت مؤمنة بالتغيير الحقيقي وإحصاءاتها تدل على أن هناك موجة تغييرية ستحدث فرقاً بسيطاً في المعادلة، لكن ما حدث قلب الطاولة رأساً على عقب وقررت هذه الفئة الشيعية مقاطعة الانتخابات ليس تضامناً مع قرار جمهور الحريري ولكن لأنها لا تريد أن تكون جزءاً من هذه المسرحية والمعادلة الفاشلة”، مؤكدة “الرفض القاطع للاقتراع بورقة بيضاء لأنها تساعد هذه السلطة الفاسدة”.

اذاً من الواضح أن بعلبك باتت محسومة للأطراف نفسها، والمواطن لم يعد يهمه من سيربح أو يخسر في هذا الاستحقاق لأن إحتمال تغيير الواقع البعلبكي بات مستحيلاً. ويبدو أن السنة لن يخذلوا الرئيس الحريري ومقتنعون بأن الحل الأنسب هو مقاطعة الانتخابات جملة وتفصيلاً، وكما قالت شعاراتهم “مقاطعة لعيونك”.

شارك المقال