نواب “الثنائي” في بعلبك… كثرة كلام وقلة أفعال

آية المصري
آية المصري

لم يكن أبو علي يعرف أسماء نواب “الثنائي الشيعي” الذين فازوا في دائرة البقاع الثالثة، ويعتبر أن “حزب الله” يهتم بالأساسيات ويبقى “التكليف الشرعي” سيد الموقف عند معظم أبناء بعلبك – الهرمل الخاضعين لسياسة الثنائي. لذا، فان السيناريو نفسه يتكرر في كل إستحقاق إنتخابي وسياسي. وعند تلاوة أسماء نواب الثنائي على مسامع أبو علي غمرته موجة من الضحك، وخاصة عندما علم أن النائب المنتخب حسين الحاج حسن حصل على العدد الأكبر من الأصوات التفضيلية (23120) بعدما كانت 15662 في الدورة الماضية عام 2018.

ويقول أبو علي: “النائب حسين الحاج حسن يمثل منطقة بعلبك – الهرمل منذ زمن ولم يقدم ما يفيدها، بالعكس فقد إستفاد من كل المناصب والوزارات التي شغلها لمصلحته الشخصية والعائلية. وبالنسبة الى حزب الله يعتبره النائب الأول بقاعياً نظراً الى العدد الكبير من الشهداء في عائلته، كما أنه يعد الناطق الرسمي بإسمه”.

اما بالنسبة الى النائب إيهاب حمادة فيصفه أبو علي بأنه “كثير الكلام وقليل الأفعال، ويدرك جيداً أن الثنائي لا يريد مكافحة الفساد لكنه مقتنع بمقولة (نحن نحارب هذه المنظومة الفاسدة). اما على الصعيد الاجتماعي فنراه في بعض المناسبات التي تقام في المنطقة كحفلات الطهور والأفراح والأتراح”.

ويعتبر النائب علي المقداد “بوقاً من الأبواق الاعلامية التابعة للمنظومة، ينتمي الى عائلة كبيرة وفية للمقاومة ولسلاحها، ولديها أصوات كثيرة وفي المقابل لم يقدم شيئاً لمنطقة بعلبك – الهرمل لا على الصعيد التشريعي ولا على الصعيد الإنمائي”.

من جهة أخرى، تقول مصادر مقربة من الثنائي الشيعي لـ “لبنان الكبير”: “بالنسبة الى قدامى نواب الثنائي الذين جدد لهم هذا العام فالناس إعتادت عليهم لوجودهم منذ زمن في المنطقة، وما يملكونه من حيثية واسعة نظراً الى عائلاتهم الكبيرة (آل زعيتر، آل مقداد، آل موسوي، آل الحاج حسن) وبالتالي يملكون أصواتاً لا تعد ولا تحصى داخل عائلاتهم من جهة، اضافة الى الأصوات المنظمة الحزبية التابعة لهم من جهة أخرى. اما بالنسبة الى النواب الجدد كالدكتور سامر التوم فكان اختياراً موفقاً للتيار الوطني الحر نظراً الى شعبيته الواسعة في المنطقة والمساعدات الطبية التي يقدمها بصورة دائمة ومستمرة. في حين تعد عائلة كل من ينال صلح وملحم الحجيري من أكبر العائلات السنية نفوذاً ويستيطعان تأمين أصوات بمعزل عن الثنائي”.

وفي السياق، يشير محمد وهو أحد أبناء المنطقة الى أن “النائب المنتخب جميل السيد الذي حصل على عدد قليل من الأصوات التفضيلية هذا العام مقارنة بالدورة السابقة، يُعد زلمة النظام السوري وحليف بشار الأسد ويأتي بأمر من النظام وليس كما يريد حزب الله. لم يقدم شيئاً على الصعيد التشريعي والخدماتي ويكتفي بنشر التغريدات المستفزة عبر تويتر. اما داخل الجلسات فمداخلاته عبارة إما عن أقوال أو أغان، والأهم أنه ينصب نفسه خليفة الرئيس نبيه بري لكنه مشروع رئيس مجلس نواب فاشل”.

وتوضح بتول أن “غازي زعيتر الحاصل على 22058 صوتاً تفضيلياً وتولى العديد من المناصب الوزراية لم يقدم للمنطقة ما يحسنها ويطورها. وأتى نتيجة تحالف حزب الله وحركة أمل وخاصة أنه من السياسيين المدللين لدى الرئيس بري. كما أنه يفوز في كل استحقاق بمقعد نيابي وذلك إرضاءً لآل زعيتر كونهم من أكثر العائلات ثراءً وهيمنة في المنطقة. ويعتبر أحد أعمدة المنظومة الطائفية، ناهيك عن أنه متهم بقضية إنفجار مرفأ بيروت”.

وتلفت مصادر مطلعة على الوضع في المنطقة الى أن “الجيل الصاعد المعارض لسياسة محور الممانعة لا أمل لديه من نواب الثنائي الجدد، حتى ولو كان تاريخهم قبل تولي المناصب جيّد. فكل نائب في هذا التكتل لن يجلب الخير لمنطقة بعلبك المحرومة والمهمشة من التمثيل الصحيح. اذ أن نواب حزب الله هدفهم الأساس إبقاء البعلبكي تحت جناحهم وعباءتهم. وفي ما يتعلق بشق المقاومة هناك سيطرة عقلية وذهنية لا يمكن الاستخفاف بها خاصة وأنهم يعتبرون أن الحزب يقاتل العدو الاسرائيلي كما قاتل أهل البيت في كربلاء”.

من الواضح أن هذه العينة من أبناء بعلبك آراؤها منسجمة ومتفقة مع بعضها البعض، والثنائي يعلم جيداً من يجب ترشيحه في هذه المنطقة ويركز بشكل مباشر على أبناء العشائر والعائلات الكبيرة، ولكن يبدو أن لا خير في هذه الطبقة التي يجدد لها في كل إستحقاق.

شارك المقال