السلاح المتفلت في بعلبك يؤجج الفتنة الطائفية!

آية المصري
آية المصري

مشكلة المشكلات في بعلبك – الهرمل يمكن إختصارها بالسلاح المتفلت وغير الشرعي. أجل، من يملك غطاءً شرعياً من “الثنائي الشيعي” يحق له ما لا يحق لغيره ويكون سيد الموقف في كل الأوقات والأزمان. وظاهرة وجود السلاح داخل كل منزل بعلبكي إجتاحت المنطقة، ولم يعد بالامكان الاستخفاف بأي عائلة سواء كانت تابعة للعشائر أو غيرها، ودماء الشباب أصبحت حامية وجاهزة لافتعال مشكلة في أي وقت ولأي سبب كان.

ما حدث في بعلبك – الهرمل منذ أيام جعل هذه المدينة تعيش كابوساً لم تصح منه، بعد إشكال فردي تسبب بمقتل شابين أحدهما من آل الرفاعي والآخر من آل بيان فيما أصيب ثالث اصابة خطيرة. ونجمت هذه الحادثة عن إشكال لفظي تحول الى اطلاق نار ليس في الهواء بل على الأشخاص أنفسهم. وتم تسريب فيديوهات عن احتجاجات لأهالي القتيلين وسط تخوف من تحول هذه الحادثة الفردية الى حادثة طائفية ومذهبية بين السنة والشيعة. لكن ما أثار الانتباه التظاهرة التي قامت بها نساء من بعلبك في اليوم التالي رفضاً للواقع الهجين الذي يكاد لا يغيب عن هذه المنطقة.

بعلبك مستباحة فعلاً من عصابات لا يمكن التحدث معها وغير خاضعة للقانون، لأنها محمية من قوى الأمر الواقع، وهدفها الدائم الشخص “الآدمي” الذي لا يهمه الا لقمة عيشه، هذا ما أكدته منسقة تيار “المستقبل” في المنطقة ميادة الرفاعي لـ”لبنان الكبير”، مشيرة الى أن “السلاح المتفلت يتسبب دائماً بسقوط العديد من الضحايا، وباتت بعلبك تشهد بشكل شبه متواصل أحداثاً ومشكلات يومية، وبالنسبة الى آل الرفاعي فهذا ليس شهيدهم الأول بحيث خسرنا العديد من شبابنا نتيجة هذه الخلافات”.

وتشدد الرفاعي على أن “بعلبك كلها ترفض هذا المنحى ومطلبنا اليوم تسليم الجناة لأنهم معروفون بالأسماء ومعروف مكان تواجدهم، وبعد ذلك نتحدث في الشق الآخر. اما المشكلة فتكمن في أن هذه الفئة محمية بصورة مباشرة ولا تعترف بالدولة، وعندما نطلب من قوى الأمر الواقع التدخل لا تقوم سوى بالاستنكار وعملياً لا تتحرك”. وتقول: “أنا كمنسقة التيار وكإبنة آل الرفاعي صرختي اليوم كبيرة وهذه الصرخة تمثل معظم أطياف المدينة، لأنه من غير المقبول هذا التعدي على أشخاص لا ذنب لهم وهمهم حماية كرامتهم، اضافة الى أن دور الدولة مفقود والقوى الأمنية عاجزة عن حماية الناس”.

“المال السائب يعلم الناس الحرام”، هكذا تصف الناشطة مايا الشل الوضع، وتعتبر أنه “طالما ليس هناك أي نوع من أنواع العقاب أو الحساب فسيبقى موضوع السلاح المتفلت ضمن إطاره الطبيعي في المنطقة خاصة للأشخاص الذين يملكون أساساً فائض قوة بسبب حيازتهم السلاح وعملهم في تجارة الممنوعات على اختلاف أنواعها، ناهيك عن الغطاء السياسي من الأحزاب المهيمنة على المنطقة، وبالتالي معركتنا ليست مع العشائر بل في الضغط على القوى الأمنية وعلى الأحزاب والنواب الذين يجدد لهم في كل دورة”.

وتضيف الشل: “السلاح المتفلت أساس المشكلات ويخيف جميع المواطنين بحيث لا يمكنك التحدث مع أي شخص على الطريق اذا كان يحمل السلاح. هناك مصالح ومحال تجارية تقفل بشكل دائم ومناطق لا يمكن المرور فيها نتيجة الرصاص الطائش، وكل هذا يساهم في تأزيم الأوضاع أكثر على مختلف الصعد السياحية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية”.

وتؤكد “أننا أبناء وطن واحد ومدينة واحدة، والطائفة السنية جزء من مدينة بعلبك وتتعرض لما يحدث مع جميع العائلات البعلبكية. ويبقى المستضعف الأكبر في المنطقة من لا ينتمي الى العشائر بغض النظر عن طائفته، ونحن نشدد على أننا ضد السلاح المتفلت بكل أنواعه مهما كانت طائفة حامله”.

تظهر هذه الصورة حرص أهالي بعلبك وخاصة الفئة الشبابية المثقفة على عدم إفتعال مشكلات طائفية في المنطقة، واعتراضها على حاملي السلاح مهما كانت هويتهم وميولهم. ومن الواضح أن هذه المشكلات كلها ناتجة عن الغطاء السياسي والحزبي لعائلات إنتماؤها وولاؤها لـ “الثنائي الشيعي”. ويبقى السؤال هل يندم أهالي بعلبك على انتخابهم من يحمي هؤلاء الأفراد؟

شارك المقال