لبنان يدخل الارتطام الكبير… ولا حلول قريبة

ليندا مشلب
ليندا مشلب

مجلس نيابي معطل، لا حكومة، ولا انتخابات رئاسية. هذا ما يجمع عليه معظم العارفين بالمسار السياسي في لبنان بعد الانتخابات النيابية، ولا يحتاج إلى حنكة سياسية أو رادارات قوية انما وقائع نعيشها يومياً وبعض المعلومات من خارج الحدود…

لبنان مقدم على أسوأ كباش سياسي مترافق مع أخطر أزمة اقتصادية في تاريخه، من هذا الواقع ينطلق مصدر سياسي رفيع في حديثه لموقع “لبنان الكبير”، ويقول: “لم تعد المشكلة في انتخابات رئيس المجلس النيابي ونائبه والمطبخ التشريعي انما في ما سيليها من تطورات، فلا يفرح كثيراً من حمل راية التغيير، لأن ما تغير فقط هو أن نواب الثورة أصبحوا خلف الجدران الفاصلة في المجلس النيابي الى جانب السلطة، لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وقد اتضح أن (كلنا متل كلنا) يعني لا تزال الطريق أمامنا وعرة وصعبة والحلول بعيدة بعد سفر. فما كتب قد كتب ولبنان دخل مرحلة الارتطام الكبير والله يعلم كم ستطول هذه المدة وماذا سيحل باللبنانيين فيها”.

ويضيف المصدر: “الأجواء سيئة، وتتجه الى الفوضى وسنعمل بكل ما في وسعنا لعدم حصولها أو لتخفيف وطأتها، لكن المشكلة أن الدولار تفلت من عقاله ويجرف معه كل شيء ولم يعد باستطاعة الحاكم التدخل في سوق القطع أو لا، لأنه سبق وأبلغ رئيس الحكومة أن هذا التدخل ينتهي مع انتهاء الاستحقاق الانتخابي، وثانياً لأنه لم يعد يمتلك الدولارات لصرفها على دعم الدولار ولجم سوق المضاربة، فالـsdr يكفي لأشهر قليلة جداً في دعم الخبز، وربع الأساسيات والاحتياط الذي قل جداً، لن يمس به بعد الآن، والطلب على الدولار سيزداد (ولحقوا اذا فيكن)…”.

في السياسة لا حلول، والأمور من سيء الى أسوأ ومن يقول إن التقارب السعودي – الايراني سينعكس على لبنان انفراجاً واهم، فلبنان لم يعد ورقة للتفاوض انما أصبح ساحة بحد ذاتها تتداخل فيها كل العوامل، والتعقيدات الداخلية أصعب من أن تحل باتفاق خارجي، كما أن بنيان الدولة تعرض لتصدعات هائلة من الصعب رأبها باجتماع هنا أو تسوية هناك، فليالي الأنس لن تعيدها فيينا من الخارج ولا تعويم لهذا النظام الذي سيأكل نفسه بنفسه… وفي الأثناء عود على بدء في الشلل، بفارق أن هذه المرة عصفورية وتخبط ما بعده تخبط على كل المستويات، فالمجلس النيابي لن يستطيع انجاز شيء، والتشريع فيه في مهب الريح بين أكثرية ومعارضة لم تحدد هويتها بعد وبين ثورة غارقة في الشكليات ومغريات السلطة (نمر سيارات زرقاء وحوافز ومكاتب، واستعراضات…) وتحالفات “عالقطعة”. كما أن المجلس سيضم نواباً مخضرمين ونواباً جدداً (صفر خبرة تشريع). اما تشكيل الحكومة، فهو قمة المصائب، وهذه المرة المهمة مستحيلة قولاً وفعلاً لأن زمن التكنوقراط ولى، وهناك إقرار من الجميع بأن الحكومة ستكون سياسية بامتياز كون المرحلة استثنائية الى حد المواجهة. اما الاستحقاق الرئاسي فسيكون الضحية الثالثة بعد تهشم المرشحين له ضمن نادي الأقوياء في الانتخابات النيابية.

ويتخوف المصدر من “أن يولد هذا الاحتقان السياسي الكبير في مكان ما انفجاراً دراماتيكياً وليس على قاعدة اشتدي أزمة تنفرجي…”.

ويعوّل على فترة “ستاتيكو” نسبية خلال الصيف يكرّسها مجيء المغتربين الذين يضخون بعض الدولارات، لكن هذا الأمر ليس مضموناً مع التوتر والخوف من اندلاع فوضى بشكل مفاجئ عدا عن تردي الخدمات من فقدان البنزين والكهرباء والماء وأزمة الخبز التي ستتجدد كل أسبوع، ومن يتصل لجس النبض قبل المجيء ينصح بعدمه… في الخلاصة لبنان متروك لقدره مع فارق أنه هذه الأيام ملعون وليس في مدار العناية الدولية ولا حتى الالهية.

شارك المقال