المجلس الجديد… أول دخوله “شمعة عطوله”!

آية المصري
آية المصري

ربما اعتقد البعض أن جلسة مجلس النواب بالامس ستكون ذات نكهة جديدة، لكن الواقع وما أسفرت عنه من نتائج كان شبه محسوم ومؤكد منذ اللحظة الأولى لصالح الرئيس نبيه بري.

جلسة مكتملة النصاب من كل النواحي، نواب جدد أو مجدد لهم في هذه الدورة قصدوا المجلس النيابي لانتخاب رئيسه ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس. ولدى الوصول الى ساحة النجمة يطالعك الطاقم الاعلامي من مختلف الوسائل والمحطات والاذاعات منتشراً في بقعة واحدة صغيرة بإنتظار تكرّم النواب عليه بتصريح قبل الإدلاء بأصواتهم لمن يروه مناسباً في الجلسة المنتظرة.

كثرت الأقاويل حول صعوبة إنعقاد الجلسة وإتمامها، وتوسعت المحادثات بين الكتل النيابية المختلفة قبل البت بقرار التصويت لرئيس المجلس، وانتخاب نائب الرئيس الذي انحصر بين النائبين الياس بو صعب وغسان سكاف. كما أن الأجواء التابعة للثنائي الشيعي كانت توحي بالايجابية قبل البدء، والأصوات الـ 65 التي حصل عليها الرئيس بري كانت محسومة قبل بدء الجلسة.

وتوزعت تصريحات النواب الجدد بين من أكد أن تصويتهم سيكون بالورقة البيضاء، وبين من حسم خياره بإعادة انتخاب الرئيس بري لولاية سابعة. وكان لنواب التغيير لفتة خاصة قبل التوجه الى الجلسة بحيث نفذوا وقفة أمام مرفأ بيروت مع أهالي ضحايا الانفجار بهدف التأكيد على عدم نسيان قضيتهم، وبعدها انطلقوا من أمام المرفأ سيراً على الأقدام بإتجاه ساحة النجمة للمشاركة في الجلسة النيابية الأولى.

وفور وصولهم كانوا يريدون الدخول من دون الادلاء بأي تصريحات لكنهم رضخوا لنداءات الاعلاميين الذين أرادوا الاستماع اليهم ومعرفة المزيد من التفاصيل قبل ممارسة واجبهم في التصويت، في حين أن قسماً منهم لم يعر انتباهه لوسائل الاعلام واكتفى بالدخول الى قاعة المجلس.

اما النائب مارك ضو فقبل وصوله الى قاعة الجلسة، رفع لافتة كُتب عليها أسماء شهداء مرفأ بيروت الذين سقطوا في 4 آب.

وأثناء كل جلسة، لا بد للنواب من أن يسجلوا مواقفهم من بعض القوانين ويتناقشوا حول القانون الانتخابي وأحياناً الاعتراض على مسار الجلسة والأصوات.

وشهدت الجلسة حالة فوضى لدقائق في ضوء سجال وقع بين الرئيس بري والنائب بولا يعقوبيان مرات عدّة نتيجة تمنع بري عن قراءة الأوراق الملغاة وبين الالحاح المتواصل حتى استجيب لمطلبها ومطلب النائب سامي الجميل.

وسجل في الجلسة تصويت بعدد كبير من الأوراق الملغاة، بلغت 40 ورقة كتب عليها “العدالة لضحايا تفجير مرفأ بيروت، ولضحايا شرطة المجلس وللقمان سليم وللنساء المغتصبات وللمودعين ولشهداء زورق الموت”. وفي المقابل، اقترع نواب “القوات اللبنانية” بأوراق كتب عليها “الجمهورية القوية”، ناهيك عن الأوراق البيضاء التي بلغت 23 ورقة.

ولم يغب إنقطاع التيار الكهربائي مرات عن الجلسة التي امتدت من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتى الثانية والنصف بعد الظهر، مع العلم أن وزراء الطاقة السابقين والحاليين كانوا متواجدين في المجلس. وكان لافتاً اعتراض أحد النواب على غياب التكييف في القاعة ليرد عليه الرئيس بري بالقول: “الناس قاعدة بلا كهربا”.

وأمام هذا الاستحقاق يبقى المواطن بانتظار حل المعضلات للاستحقاقات التالية.

شارك المقال