بعد “إسكوبار البقاع”… “أبو سلّة” في مصيدة الجيش؟

آية المصري
آية المصري

قصة علي منذر زعيتر الملقب بـ “أبو سلّة” مماثلة لقصص الكثيرين من شباب البقاع وتحديداً الصادرة بحقهم مذكرات جلب. ولقب “أبو سلّة” لم يأت من عبث بل نظراً الى بيعه المخدرات لزبائنه عبر سلّة كان ينزلها من شرفة منزله السابق في الفنار. واشتهر “أبو سلّة” ببيع مادة “السيلفيا” التي تجعل من يتعاطاها يعاني حالة إنفصام تام عن واقعه ويشعر بغرابة عن المكان الذي ينتمي اليه اضافة الى أنها تجعله شخصاً فاقد السيطرة على إنفعالاته، ناهيك عن الحشيش والماريجوانا والكوكايين والباز التي يوزعها عن طريق شبكته المتواصلة والمتواجدة في مختلف المناطق اللبنانية.

وهي ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها “أبو سلّة” لمداهمات من الجيش اللبناني، فقد انتقل منذ 5 سنوات تقريباً من منطقة الفنار في بيروت الى منزله في البقاع وتحديداً في حي الشراونة نتيجة المداهمات والملاحقات التي تعرّض لها، اما اليوم فالبيع والتجارة في البقاع “على عينك يا تاجر” نظراً الى الغطاء السياسي والشرعي لهذه الفئات من الشباب.

البارحة استيقظ أهالي البقاع منذ ساعات الفجر الأولى على أصوات الرصاص والقذائف والمروحيات على أنواعها، وبعد ساعات من المعارك المتتالية تبيّن أن المواجهات بين الجيش اللبناني وعصابات مسلحة في حي الشراونة على أثر مداهمة منزل “أبو سلة” في الحي. وعملت آليات تابعة للجيش عند السادسة مساءً على جرف منزله.

ومن يسمع أصوات القذائف والرصاص يعتقد أن الحرب العالمية الثالثة بدأت، ومن يرى الأسلحة الثقيلة المستخدمة يتأكد أن هذه العائلات الخارجة عن القانون والمدانة محمية من “الثنائي” وبالقوة.

علي منذر زعيتر الملقب بـ “أبو سلّة” الذي ألقي القبض عليه من قبل الجيش اللبناني

أجل، انها معارك ومواجهات لا يمكن الاستخفاف بها، و”أبو سلّة” في حقه “سلّة” بالعديد من مذكرات التوقيف بتهم المخدرات وحيازة أسلحة غير مرخّصة والتعرض للجيش. ومن يعود الى العام 2018 يتذكر العملية الأمنية التي طالت يومها علي زيد إسماعيل الملقب بـ “اسكوبار البقاع” وأسفرت عن مقتله مع عدد من أفراد عائلته. العملية لم تكن متوقعة يومها وجذبت الأنظار وطالها العديد من الاعتراضات من أهالي المنطقة، واليوم تبدّل “إسكوبار” وحل مكانه “أبو سلّة”، مع العلم أن هناك العديد ممن يشبهونه وربما ورقة تصفيتهم لم تحن بعد.

والمعروف أن هذه المداهمات لا تخلو نتائجها من سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وقد تعرضت قوة الجيش لاطلاق نار كثيف من المطلوبين، ما استدعى استقدام الجيش المزيد من التعزيزات العسكرية من خارج المنطقة وعمل على تطويق الحي بأكمله بحثاً عن المطلوبين، كما أقفل مداخل مدينة بعلبك وعمد الى تسيير دوريات فيها اضافة الى إقامة الحواجز.

وكثرت الأقاويل والأخبار حول مقتل “أبو سلة” أو توقيفه، الا أن أياً منها لم يتأكد حتى وقت متأخر، في حين نفت مصادر عدة ذلك نتيجة إنتشار رسالة بصوته عبر تطبيق “واتساب” يقول فيها انه بخير وتمكن من الفرار. فيما أعلنت قيادة الجيش عبر حسابها على “تويتر” عن استشهاد عسكري وإصابة خمسة آخرين أثناء عملية الدهم في الشراونة والتي أسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين. ولم تغب المروحيات وطائرات الإستطلاع عن سماء مدينة بعلبك طيلة اليوم، في إطار البحث المستمر عن المطلوبين ومطاردتهم.

تظهر هذه الحادثة أن هناك سيناريو يحضر لمنطقة بعلبك – الهرمل وبدأت معالمه تتضح وتترجم اليوم على أرض الواقع، ويبدو أن الأحزاب التي تحمي هذه العائلات لم تعد قادرة على تأمين المزيد من الغطاء لها، وقد أبرمت إتفاقات مع الأجهزة المعنية لإلقاء الضبط على المطلوبين للعدالة وهذا ما تؤكده المداهمات المتتالية اليومية لمنطقة بعلبك والجوار. فهل بات المطلوب إنهاء هذا الفساد المتفشي أم إنهاء كل “إسكوبار” بقاعي جديد؟

شارك المقال