الجيش يطارد “أبو سلّة”… والمداهمات من الشراونة الى جبعا

آية المصري
آية المصري

قصة “أبو سلة” أثارت إهتمام الرأي العام بأكمله، نظراً الى الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية وتحديداً الجيش اللبناني وفرقة المغاوير للقبض عليه، خلال مداهمات لمدينة بعلبك وتحديداً حي الشراونة قبل أن تصل شرارتها الى منطقة جبعا غرب بعلبك صباح أمس. وتصدر علي منذر زعيتر الملقب بـ “أبو سلّة” الترند عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثت عنه معظم الوسائل الاعلامية المحلية.

وكان أهالي بعلبك والجوار استيقظوا في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة على أصوات الرصاص والقذائف والأسلحة الثقيلة، في حين لم تغب المروحيات وطائرات الإستطلاع لحظة عن سماء بعلبك. وهنا لا نتحدث عن مداهمة لساعات، انما عن مداهمات تجاوزت الـ 48 ساعة. ولا يزال الجيش يفرض طوقاً محكماً عند مداخل مدينة بعلبك مع حالة إستنفار تامة في المنطقة وحواجز ثابتة ومتنقلة على طول طريق بعلبك الدولية ومداخل المدينة في اطار متابعة عمليات البحث عن “أبو سلّة”، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة صباح امس في بلدة جبعا غربي بعلبك بين مطلوبين من آل زعيتر وقوة المغاوير. وكثرت الأقاويل حول مداهمة منزل لجأ اليه “أبو سلة” وآخرون بعد فرارهم من حي الشراونة، الا أن ما يمكن الجزم به هو أن “أبو سلة” لا يزال فاراً.

وفي اطار عملية الدهم، تمكن الجيش أمس من ضبط معمل لتصنيع المخدرات ومصادرة محتوياته في الشراونة، اضافة الى ضبط كمية كبيرة من الأسلحة الحربية والذخائر وكاميرات المراقبة وكمية هائلة من المخدرات بمختلف أنواعها وأصنافها: الكوكايين، الماريغوانا، حشيشة الكيف، حبوب الباز ومادة الكابتاغون.

وكان النائب غازي زعيتر أثار إستفزاز عدد كبير من المواطنين نتيجة إصراره على دخول منزله الواقع في منطقة الكيال التي تبعد أمتاراً عن الشراونة، ما دفع الجيش الى وقف تنفيذ عملية الدهم جزئياً منعاً لسقوط ضحايا من المدنيين.

معارك ومواجهات متتالية أعلن عنها الجيش في وجه المطلوبين للعدالة والمسطر بحقهم العديد من مذكرات الجلب. وسادت حالة من الغضب لدى الجيش خاصة بعد استشهاد العريف زين العابدين شمص وإصابة عدد من العسكريين منذ بضعة أيام. وقامت عناصر من الجيش بجرف بيت المطلوب “أبو سلّة” وعدد من المنازل لمطلوبين آخرين، لكن نساء آل زعيتر وقفن في مواجهة الجيش وشكلن درعاً حامية للمنازل ومنعن العناصر من جرفها.

وتمكنت القوة منذ يومين من توقيف اثنين من المطلوبين اللذين يُعتبران اليد اليمنى لـ”أبو سّلة” ويلقبان بـ “النينو” و”البيبو”. ولا يزال أبو سلّة المصاب مختبئاً ولم تتمكن القوى الأمنية من إلقاء القبض عليه، مع العلم أن الجيش استقدم المزيد من التعزيزات العسكرية من خارج المنطقة. وفي المقابل تمكن من توقيف المسعف خ.ط عقب تقديمه الإسعافات الطبية لـ “أبو سلّة” أثناء فراره، وبوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص.

بعد سلسلة متواصلة من المداهمات يبقى مصير “أبو سلّة” مجهولاً حتى اللحظة، فهل سيستمر الجيش في المداهمات؟ وهل سينجح في إعتقال أكبر عدد من المطلوبين حتى يعود الهدوء الى مدينة بعلبك في القريب العاجل؟

شارك المقال