إميل لحود… اشتقنالك!

علي نون
علي نون

قبل سنتين أو أكثر بقليل، قال لي أحد الأصدقاء الثقاة ما معناه أن ميشال عون لم “يظهر” مثل إميل لحود وممارساته… وإنه، أي الجنرال السابق والرئيس الحالي، أثبت بشكل لا لبس فيه أنه ممارس ناجح لدوره وأنه حريص على نجاح عهده… وأن الإنجازات التي تحققت في أول سنتين من عهده تدل على ذلك! أي أننا في لبنان “زمطنا” من قطوع كبير كان يمكن أن يوصلنا إلى كارثة تامة.
بعد سنتين من ذلك الحديث المنقول ببعض التصرف، وبعد أربع سنوات على ولاية عهد عون وشركاه، يتبين أن لبنان أكل الضرب وأن اللبنانيين دخلوا في متاهة لم تكن أحلك سنوات إميل لحود شبيهة بها .
والمفارقة أن اللبنانيين في هذه الأيام العصيبة وصلوا إلى حد من الانحطاط في اوضاعهم وأحوالهم وماليتهم واقتصادهم وأمنهم الغذائي، وعلاقاتهم بدول الجوار العربي والبعيد الغربي، وفي كل شأن حياتي ومعيشي يخصهم ويُعنى بهم… وصلوا إلى حد الترحم على أيام إميل لحود! وهو ما كان ليخطر في بال الكثرة الغالبة منهم باعتبار أن عهد ذلك المخلوق شهد أكبر جريمة في حقهم وحق بلدهم، عندما اغتيل رفيق الحريري بطنين من المتفجرات، وبأطنان من الكيد والتآمر والأوساخ والافتراءات ومحاولات إلباس الملائكة أثواب الشياطين والشياطين أثواب الملائكة! وخصوصاً أكثر أن لبنان برمته، بمحبي ومؤيدي خط الرئيس الراحل المغدور، وكارهيه ومناوئيه والحاقدين عليه وعلى سيرته وإنجازاته… لبنان هذا في جملته وتفاصيله، أصيب بضربة لم يتعافَ منها بعد ولم يتمكن من تجاوز تبعاتها وتأثيراتها ولن يتمكن من ذلك قريباً، مثلما تدل إليه وعليه كل ظواهر دنيانا وباطنها .
ما كان أحد يتصور أن تصل مواصيل هؤلاء اليائسين والمقهورين والمكسورين من جراء تلك الجريمة، إلى حد “تذكر ” مخلوق اسمه إميل لحود واطلاق سيل من المقارنات بينه وبين ميشال عون! أو بين أتباعه وخدمه وأتباع عون وخدمه! لكننا وصلنا! وصار التأسي رديفاً لأيامنا وحالتنا وساعتنا ودنيانا بالإجمال والإكرام!
أحد الأصدقاء الاعزاء اللطفاء الظرفاء قال لي إن إميل لحود كان خفراً بعض الشيء! ويحترم أو يظهر أنه يحترم الدستور اللبناني! وأنه في عز تمرده وتوتره وأمراضه، المتأتية من حقده المركب على رفيق الحريري وما يعنيه وما يمثله وما يظهره ويستطبنه، لم يصل إلى ما وصل اليه الرئيس الحالي من ازدراء بكل القيم التي قام ويقوم عليها الوطن اللبناني، لا نظرياً ولا عملياً، ولا دستورياً ولا سياسياً، ولا على مستوى اللغو بالفساد ومحاربته.
… وصل الأمر بلبنانيي هذه الأيام العصيبة والعويصة والظالمة والكئيبة إلى حد “الترحم ” على أيام لحود! ورئاسة لحود! وخصال لحود، وهذا لعمري ذروة في الظلم لا يستحقه أي شعب ذكي وكريم ومحترم في هذه الدنيا، ولا يستحقه اللبنانيون بكل تأكيد عنيد وهم الذين عركوا ما لا يعرك، ومروا في أودية ما مر فيها شعب غيرهم، أقله قبل ثورة السوريين وبعيداً عن نكبة الفلسطينيين.
يكفي اللبنانيين يأساً وقنوطاً وأزمات كبيرات نافرات، أن يعود بهم الزمن إلى أيام لحود… الحقود الحسود! وإلى أن “يشعروا” بأنهم “يشتاقون “إليه!! وإلى طلاته وعبقرياته وخبرياته وذكرياته وبطولاته مع مادلين أولبرايت!! ومآثره الكبيرة مع صنوه الراحل حافظ الأسد!! وكيف تمكن حتى عندما كان قائداً للجيش من إنقاذ لبنان من “مؤامرة “إدخال الجيش اللبناني إلى الجنوب!!!! وغير ذلك الكثير مما لا يسعه المكان ولا الزمان… يكفي اللبنانيين ذلاً أنهم وصلوا مع ميشال عون إلى تذكر “فضائل ” إميل لحود .
وأي ذلً؟؟!!

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً