قاتل وليد عيدو… ما زال بيننا!

آية المصري
آية المصري

إبن رأس بيروت… الصريح والواثق من نفسه. أحد أحرار لبنان الذي امتاز بكلماته الصادقة والجريئة… وأحد رموز 14 آذار، الذي حمل مشعل الحرية والسيادة والإستقلال من دون أي خوف أو وجل… قاتل لنصرة الحق والعدالة حتى آخر رمق، ولم يخف من الوصاية السورية فكان رفضه لها علنياً وقاطعاً. انه النائب والقاضي وليد عيدو الذي إستشهد في وضح النهار مع نجله خالد وعدد من مرافقيه بانفجار ضخم لسيارة مفخخة في منطقة المنارة في 13 حزيران 2007.

رسالة التفجير كانت واضحة من أجل إرباك لبنان أكثر خصوصاً بعد إغتيال عدد من الشخصيات المهمة والبارزة المناهضة لسوريا وعلى رأسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. الفتنة والتحريض الطائفي لم يغيبا لحظة عن لبنان منذ العام 2005 والقاتل ما عاد مجهول الهوية لكن العدالة الحقيقية لم تتحقق بعد، وأرواح الشهداء ربما لم ترقد بسلام بعد نتيجة عدم محاسبته.

الصحافي جاد الأخوي اعتبر في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الأيادي التي قتلت الشهيد عيدو لا تزال متواجدة بيننا وهي شبيهة بالخلايا النائمة التي يحيونها متى أرادوا من جديد”، مؤكداً أن “إغتيال النائب والقاضي وليد عيدو أثر في نفوس الكثيرين، اذ لم يكن زعيماً أو رئيس حزب، بل نائب في البرلمان، وكان السعي يومها الى تقليص عدد النواب كي يقوموا بانتخابات على ذوقهم، وهذا السبب الواضح وراء إغتياله بحسب إعتقادي”. 

وقال الأخوي: “في 13حزيران 2007، كنت عائداً من دبي ولدي موعد مع عيدو بعد الظهر وكان يريد أن يعرفني الى شخص ما. وحين وصلت الى المطار علمت أنه استشهد بانفجار. وليد عيدو كان مميزاً بصراحته وسقفه العالي، وكان مؤمناً بما يحدث في 14 آذار وضد الاحتلال السوري المهيمن. اما الوجه الآخر لعيدو فكان مفعماً بالحياة والحيوية ومن محبي نادي السبورتينغ ويقضي معظم أوقاته هناك، وفي كثير من الأحيان يأتي الى البرلمان من دون ربطة عنق. كان متعلقاً ببيروت ومن عشاقها، وإجتماعياً يحب الناس وقريباً منهم، وكأنه مختار. وأقول له اليوم ضيعان إستشهادك”. 

اما الصحافية لينا دوغان فقالت: “المشكلة في لبنان أنه لو اختلفت الأيادي القاتلة فلا تزال بيننا أياد مماثلة لها مع الأسف. ويوم 13 حزيران كنت في تلفزيون المستقبل وأتهيأ لوضع المكياج قبل بث نشرة الأخبار، ولحظتها سمعت الإنفجار وقلت جملة واحدة: مات وليد عيدو، لأنه كان يتواجد بصورة يومية في نادي السبورتينغ والانفجار أتى من جهة البحر”. 

أضافت دوغان: “وليد عيدو كان قدرياً جداً ولم يخف يوماً منهم، كان يواجههم بكلمته وفكره كما بجسده وهذا ما حدث، كان يقول لهم أنا لا أخاف منكم. بمواقفه وكلماته الحادة لن يأتي شخص مثل وليد عيدو، كان يخيفهم ويرعبهم بشكل يصعب وصفه. نتمنى في دعائنا لهؤلاء الشهداء وفي صلاتنا أن يرقدوا بسلام، ولكن اذا لم تتحقق العدالة فلن ترتاح أرواحهم، وقد خسرنا خسارات يصعب اليوم تعويضها”. 

وأكدت أن “جمهور 14 آذار كان صادقاً ومحباً للحقيقة ومدافعا شرساً عنها، لكنه خذل في الكثير من المواقف وكان من أكثر الجماهير تماسكاً. يا ليت فكرة 14 آذار تعود، ولكن الوحيد الذي بقيت هذه الفكرة لديه هو الرئيس سعد الدين الحريري. وهناك الكثيرون ممن سوّقوا لـ14 آذار الخاصة بهم ما أدى الى خلق العديد من 14 آذار”. 

القضية لم تنته هنا، وهناك الكثيرون من أمثال وليد عيدو الذين استشهدوا من أجل الحرية وقاوموا من أجل إحياء لبنان، شهداء قدموا الكثير للوطن ورووه بدمائهم وحان الوقت لنرد جميلهم ونحاسب الفاعل والقاتل الذي لا يزال متواجداً بيننا حتى اللحظة.

شارك المقال