الحدود الجنوبية…عرض أم شرارة حرب؟

ليندا مشلب
ليندا مشلب

ثمانية وأربعون ساعة تسمرت الأنظار على المنطقة الحدودية المحاذية لفلسطين المحتلة، بدأت مع إطلاق صواريخ لقيطة لم يتبنَّها أحد، وانتقلت إلى تحرك مجموعات خجولة، سرعان ما توسعت لتشمل أحزاباً لبنانية وفصائل فلسطينية تحركت إثر استشهاد الشاب الجامعي محمد طحان الذي ينتمي إلى “حزب الله”. فكيف سارت الأمور وما هي حدودها؟

يؤكد مرجع أمني لـ”لبنان الكبير” أن لا مصلحة لأي طرف على الإطلاق بتصعيد على الجبهة الجنوبية، لا لـ”حزب الله” ولا لإسرائيل، ليس فقط لأن قواعد المواجهة والاشتباك تغيرت إنما أيضاً لأن “حزب الله” أذكى من أن يفتح هذه الجبهة في الظروف الراهنة، وإسرائيل من جهتها مضبوطة دولياً في التعاطي مع لبنان، وخصوصاً من الولايات المتحدة التي تعتبر أن بنك أهدافها يتلاقى حالياً مع المصلحة الإسرائيلية في حصار لبنان اقتصادياً وتحقيق ما عجزت عنه الآلة العسكرية في المفهوم الجديد للحرب… وأي دعسة ناقصة منها يمكن أن تقلب الظروف التي تعمل واشنطن على توفيرها منذ مدة فتعيد تعويم “حزب الله” والمقاومة وشد العصب حولها، خصوصاً أن فتح جبهة غزة والاستهداف العشوائي للأطفال والمدنيين أضعف الموقف الإسرائيلي وأحرج الأميركي في مشروع صفقة العصر، كما أن معاهدات السلام مع عدد من الدول العربية لا يزال بعضها طري العود، وعدم الانحياز إلى المقاومة ضد إسرائيل بمختلف وجوهها سيشكل لها إحراجاً مع شعوب المنطقة.

ويقول المصدر إنه لا شك بوجود “قبة باط” للحراك الشعبي في المنطقة المحاذية للخط الأزرق، لكن السقف مضبوط تحت رعاية الجهات النافذة في المنطقة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وذلك لعدم تخطي الخط الأزرق وخرق القرار ١٧٠١، حتى أن استشهاد محمد طحان لم يترك الأمور تنزلق وضبطها “حزب الله” سريعاً تاركاً للقيادة كيفية الرد وتوقيت عملية الثأر على قاعدة “وحدة بوحدة” التي يتبعها مع العدو منذ سنوات.

ويختم المصدر قائلا إن المطلوب الآن من إسرائيل ولبنان ترسيم الحدود في ما بينهما وليس أي آمر آخر…

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً