الـ١٧٠١ يضبط الحدود ويلجم النفوس

لبنان الكبير

أخفق “حزب الله” في جر لبنان إلى خط النار في أتون صراع المنطقة، الذي يبدأ في سوريا ولا ينتهي في اليمن، وصولاً إلى مواجهات الفلسطينيين لجيش الاحتلال في غزة وغلافها، وجنّب بالتالي نفسه والبلد حرباً يعرف القاصي والداني كيف تبدأ ولا يعرف المنجمون كيف تنتهي .

هذا الاستنتاج بناه المتابعون على ملاحظتين: الأولى، عجز الحزب عن ترجمة تهديداته بنصرة الفلسطينيين والقدس والمسجد الأقصى وغزة، فلم يكشف غطاء عن مخازن أسلحته وصواريخه، والثانية تدثره بالكوفية الفلسطينية من خلف الستارة راعياً وحاضناً للهبة الفلسطينية الاحتجاجية عند الحدود الدولية في كل من حديقة “إيران” وقبالة المطلة وبوابة كفركلا .

المتابعون أشاروا إلى أن القوات الدولية، سواء عبر دورياتها المؤللة، أو عبر مواقعها عند الخط الأزرق، كما الجيش اللبناني باتوا يعرفون جميعاً أن الحركات الاحتجاجية وإن كانت عفوية في يومها الأول إلا أنها كانت منظمة لاحقاً، ويقف وراءها رعاية وتسهيلاً واحتضاناً ومشاركةً “حزب الله” في محاولة لزج العدو في مواجهات تنتهي بسفك الدماء، وهو ما وقع فعلاً مع مصرع أحد عناصر الحزب محمد طحان والذي لم يعلن الحزب المكان والزمان المناسبين للرد بعد.

في المقابل أثبت القرار الدولي ١٧٠١ فاعليته في لجم التصعيد ومنع انفلات الأمور من عقالها، عندما طالبت القوات الدولية الجيش اللبناني باتخاذ ما يلزم من إجراءات تحول دون تجاوز الخط الأزرق. كما أثبت نجاعته ميدانياً في حماية المدنيين،

حيث عملت القوات الدولية على إنقاذ ستة شبان دخلوا إلى المقلب الآخر من الحدود وأمضوا ليلتهم في أحد أقنية المياه جنوب هذا الخط، لتنقلهم اليونيفيل إلى الأراضي اللبنانية. كما أثبت القرار جدواه في تمكن قيادة اليونيفيل من انتزاع تأكيد الجانبين على طرفي الحدود بعدم الرغبة بالتصعيد وبالتالي ضبط النفس .

وكانت الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني والني نفذها تيار “المستقبل” عند مدخل مروحين قبالة مستوطنة زرعيت، بناء لتوجيهات الرئيس سعد الحريري، وقفة نموذجية يشهد عليها فريق الهدنة والأجهزة الأمنية والجيش اللبناني وكان تخللها رفع للإعلام اللبنانية والفلسطينية والمستقبل وكلمة للحريري أكدت الوقوف مع الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والأقصى وحي الشيخ جراح وفي كل مكان هم فيه .

وقالت “اليونيفيل” في بيان عصر أمس: “جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل موجودون على الأرض ويعملون بتنسيق وثيق مع شركائنا الاستراتيجيين، القوات المسلحة اللبنانية، الذين يعملون على مدار الساعة لتوفير الأمن في المنطقة. منذ بداية التظاهرات ونحن معاً على الأرض لتخفيف حدة التوتر والحيلولة دون تصعيد الوضع أكثر”.

أضافت: “آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها في اليونيفيل يتم استخدامها بشكل كامل. وضباط الارتباط لدينا ينسقون مع كلا الجانبين لتجنب أي سوء فهم وضمان بقاء الوضع مستقراً”

وأكدت أن “رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع كل من الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي. وقد فتحنا تحقيقاً في هذه الحوادث الأخيرة على طول الخط الأزرق، ونواصل حثّ الجميع على ضبط النفس

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً