قيادي بـ”حماس” لـ”لبنان الكبير”: انها نكبة الصهاينة

راما الجراح

اعتاد الفلسطينيون أحياء ذكرى النكبة بأجواء من الحزن والحسرة على ما مضى وما لم يمض بعد، إلا ذكرى ال ٧٣ للنكبة الفلسطينية ستكون من نوع آخر، بعدما تفجّرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وقلبت موازيين القوة وجعلتها تترنح بين صواريخ على غزة وصواريخ على تل أبيب.

 

 ١٥ أيار ١٩٤٨ التاريخ الذي يشهد على نجاح الصهاينة بدعم من الانتداب البريطاني في السيطرة على القسم الأكبر من فلسطين وتهجير شعبها قسراً بقوة السلاح. التاريخ الذي يشهد على استشهاد آلاف الفلسطينيين في سلسلة مجازر نفّذها العدو بحقهم وطرد الآلاف منهم من مناطقهم… سيتغير أو بالمعنى الحقيقي تغيّر وتحول إلى تاريخ لا يحتوي من الحزن أكثر من احتوائه للفخر والعِزّة بعدما تمكن الفلسطينيون من فرض إرادتهم على الإسرائيليين، وأجبروا القضاء بإعادة النظر بمسألة طرد سكان حي الشيخ جراح، الحي الذي حرّك جيل الشباب العشريني الذي لم يشهد على الانتفاضات السابقة حتى، كما أنهم أفشلوا الاحتفال الذي كان سينظمه المحتل في ذكرى إتمام الاحتلال عام ١٩٦٧.

وبمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية يقول عضو القيادة السياسية لحركة “حماس” في لبنان بسام خلف لـ”لبنان الكبير”: “بعد مرور ٧٣ عاماً على النكبة الفلسطينية المقارنة والمقاربة لهذه الذكرى مع اليوم مختلفة تماماً، فبعدما خرجنا عام ١٩٤٨ من بيوتنا تحت ضغط العصابات الصهيونية وتعرض شعبنا للقتل والتنكيل والمجازر لا يهمنا ما حصل في الماضي، المهم ما يجري اليوم، ومحاولة قضم جزء وراء جزء من القدس الشريف وصولاً إلى المسجد الأقصى، ووقوف المقاومة الفلسطينية بالمرصاد”.

 يضيف خلف: “المقاومة الشعبية مطلوبة وينادي بها الرئيس محمود عباس، ونحن كحركة حماس نطالب بها، ولكن نحن أمام عدو لا يفهم الا بلغة القوة والتجربة معه تأكد ذلك، ومنذ عام ١٩٩٣ حتى اليوم فريق السلطة يخوض مفاوضات مع العدو الصهيوني ونحن كل يوم نجد أنفسنا أمام تنازل جديد، فبعد ما كان الحديث عن حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ نجد أنفسنا في المفاوضات أمام بلديات مجزئة كأريحا ورام الله، وصفقة القرن وما جرى من تبعاتها من اعتراف أميركي بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني هذا دليل على فشل المفاوضات الذي لم يجر علينا إلا تنازلات وخسارة تلو الخسارة للقضية الفلسطينية”.

زعما إذا كان خيار المعركة العسكرية التي بدأت بها المقاومة الفلسطينية صائب أم لا يقول: “نحن اليوم أمام قرار لا خاطئ ولا صائب ومجريات الأحداث سيحكم بمصير هذا القرار، ولكن العملية العسكرية بالعموم لا يمكن إدراجها تحت المفهوم الخاطئ لأنه وبنظره سريعة إلى الشارع الإسلامي خاصة ستجدون الفرحة التي تعم هذا الشارع فإسرائيل لم تتعرض لخضة في تاريخها كمثل هذه الخضة اليوم، فمطار رامون الذي فُتح بعد إقفال مطار تل أبيب بسبب ضربات المقاومة يغض اليوم بالمستوطنين المهاجرين هجرة عكسية وهذا شيء يثلج القلب، ومدير مستشفى (هاداسا) يقول: نتنياهو يكذب علينا هناك آلاف الجرحى وعشرات القتلى الصهاينة… وهم يعيشون حالة من الرعب لم يسبق أن عاشوها خلال تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فنحن الآن في حالة توازن رعب والعالم يشهد بذلك، والإسرائيليون اليوم يستقوون على الأبراج السكنية وهذا دليل ضعف لا دليل قوة بينما المقاومة تقصف تل أبيب وأبعد نقاط في فلسطين المحتلة، ناهيك عن عسقلان وأجدود وغيرها، والآن جميع المواقع الإسرائيلية في مرمى المقاومة”.

 ويرى أن “المقاومة الفلسطينية تحاول التوصل إلى إيجاد معادلة جديدة تضم القدس إلى ما عرف سابقاً ب (تفاهمات غزة)، أي القصف على غزة سيقابله قصف على الكيان الصهيوني، وهذا له بُعد استراتيجي وهو إفشال صفقة القرن أولاً، وإبقاء القدس كجزء لا يتجزأ من فلسطين وتبقى هي العاصمة الأبدية”.

 ويختم خلف قائلاً: “ما يحصل اليوم هو مسار تحول في القضية الفلسطينية ونحن ننظر إليه على أنه مسار بداية زوال دولة إسرائيل ومقدمة لنصر كبير للمقاومة الفلسطينية التي لم تكشف كل أوراقها التي بدأتها بصواريخ بسيطة ثم بدأت تطال تل أبيب ومن ثم الطائرات المسيّرة الانتحارية، وأؤكد أنها بدأت باستعمال الصواريخ ذات القدرة التدميرية العالية وما يصل من مشاهدات من تل أبيب خير دليل على ذلك، ونكبة ١٩٤٨ كانت نكبتنا، أما اليوم هي نكبة الصهاينة”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً