السفيرة والإباحية والصراصير… في أول جلسة تشريعية

محمد شمس الدين

بدل أن تخيم أجواء التشريع على أول جلسة تشريعية لمجلس النواب الجديد، طغت عليها أحداث لا علاقة لها بالعمل النيابي، بحيث أثار حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا الجدل، ثم انتقل المشهد إلى نائبات التغيير اللواتي حصلت بينهن وبين بعض النواب التقليديين مشادات كلامية، احتلت أخبار وسائل الاعلام، بدل أن تأخذ هذه المساحة مشاريع القوانين، فماذا حصل في الجلسة؟

صرحت النائب في قوى التغيير سينتيا زرازير أنها تعرضت للتنمر من نواب حركة “أمل” في الجلسة التشريعية، وهو تنمر اسمي وقالت إن بعضاً من نواب الحركة سموها صراصير، إلا أن مصادر مجلس النواب أكدت أن النائب زرازير لا تعرف التمييز بين نواب الحركة ونواب كتلة “المشاريع الخيرية”، اذ أن النائب عدنان طرابلسي قال لزميله في الجلسة: هذه زرازير، وكأنه يعرّفه عليها من تكون، فهرعت زرازير إليهما ظناً منها أنهما نادياها باسم صراصير، ولكن مصادر عدد من النواب أكدت أن هذا الأمر لم يحصل. أما أهم ما أثارته النائب زرازير فهو أنها تتعرض لـ “التلطيش” والمضايقة في مجلس النواب، وأن المكتب الذي تسلمته في المجلس، وجدت فيه واقيات ذكرية ومجلات إباحية.

كما حصلت مشادة بين النائب فريد هيكل الخازن والنائب حليمة القعقور، التي اعترضت على النظام البطريركي في الجلسة، مما دفع النائب الخازن إلى رفض المس ببكركي، لكن القعقور أكدت أنها تقصد النظام الأبوي وليس الصرح البطريركي، وساندتها زميلتها النائب بولا يعقوبيان، وتوجهت إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالكلام، الذي اعتبره بعض نواب كتلة “التنمية والتحرير” أسلوباً غير مؤدب، فرد عليها النائب علي خريس، قبل أن يتدخل زميله النائب قبلان قبلان ويوجه كلامه الى يعقوبيان والقعقور بالقول: “أنتم صراصير ولستم نسوراً، لم نخف منكم في الشارع ولا هنا تستطيعون إخافة أحد”. وعلق قبلان لاحقاً على ما جرى بتصريح قال فيه: “إلي شاف مين كان قاعد فوق، بيعرف شو صار تحت… # كل_صورة_بفاتورة”، ملمحاً إلى استعراض نواب التغيير أمام السفيرة الأميركية.

وبالحديث عن السفيرة الأميركية، أكد الصحافي المتخصص في شؤون مجلس النواب أكرم حمدان في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه “لا وجود لأي قانون يمنع حضور أي ضيف في جلسة عامة، كل ما عليه فعله هو طلب الحضور ويوافق المجلس النيابي، وهذا أمر يحصل في كل برلمانات العالم، لا شيء يدعو الى الاستغراب، وعادة يحضر الضيوف في جلسات الانتخابات، إلا أنه يبدو أن السفيرة شيا أرادت مواكبة النقاشات، وكنا نتوقع أن تبقى إلى حين مناقشة مشروع تعديل قانون السرية المصرفية، إلا أنها غادرت عند مناقشة مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين إمدادات القمح”.

لطالما شكلت جلسات مجلس النواب مادة دسمة للتعليق السياسي الساخر، إلا أن الأمور هذه المرة تخطت المعقول، بحيث أصبحت هناك جبهتان، جبهة نواب التغيير الذين يدعون أن كل المجلس متآمر ضدهم، وجبهة النواب التقليديين بكل أطيافهم، الذين يرون أن نواب التغيير هدفهم إثارة الجدل عبر عراضات شعبوية. وبينما يلقى نواب التغيير تأييداً من العديد من الصحافيين، الذين يواكبون جلسات مجلس النواب، إلا أنهم هم أنفسهم يعترفون بأن بعض هؤلاء النواب يجتهدون للاستعراض أكثر من العمل التشريعي، أما النواب التقليديون، فلا يزالون في الأسلوب نفسه منذ 30 سنة، وربما لم يتعودوا أن يكون هناك من يشاغب عليهم.

شارك المقال