في مرفأ طرابلس: رحلة سفينة “لاودسيا” لم تنته بعد!

إسراء ديب
إسراء ديب

أثار إعلان سفارة كييف في بيروت عن رسو سفينة سورية قيل إنّها تخضع للعقوبات الأميركية وتحمل سلعاً مسروقة من أوكرانيا في مرفأ طرابلس، جدلاً واسعاً في المدينة ومراجعها التي ضربت “أخماساً بأسداس”، متسائلة عن مصدر هذه السفينة وكيفية دخولها إلى المرفأ الذي يتمتّع بنشاط كبير تطوّر في الفترة الأخيرة بصورة واضحة مع كلّ ما يتمتّع به من مميّزات تجعله مقراً جاذباً لأبرز النشاطات الاقتصادية والتجارية.

في الواقع، هذا الخبر لم يمرّ مرور الكرام رسمياً وعلى النطاق الديبلوماسي، بل تحوّل إلى “جبهة وحرب بيانات” بين السفير الأوكراني لدى لبنان ايهور أوستاش والسفارة الروسية في لبنان التي قيل إنّها المسؤولة عن سرقة هذه البضاعة من أوكرانيا، في وقتٍ تُواجه فيه البلاد أزمة طحين غير مسبوقة.

ولمعرفة تفاصيل سفينة “لاودسيا”، أشار أحد المصادر في المرفأ إلى أنّ هذه السفينة عادية كغيرها من السفن، وأتت بصورة طبيعية وقانونيّة بعلم وخبر. وقال لـ “لبنان الكبير”: “أرادوا إفراغها في المستودعات العامّة في المنطقة الحرّة، وكان قسم منها سيتوجه ترانزيت إلى سوريا وفق المعطيات، وقسم آخر هنا”.

وإذْ أكّد أنّ السفينة (التي انطلقت من ميناء في شبه جزيرة القرم المغلق أمام الشحن الدولي، واشتبهت أوكرانيا بأنّها مأخوذة من مخازن أوكرانية)، تحمل 5 آلاف و12 طناً من الطحين، نفى وجود مادّة أو بضاعة مختلفة عن الطحين كما تمّ التداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

أضاف المصدر: “الرئيس نجيب ميقاتي هو من أبلغ المعنيين في المرفأ بهذا الأمر، وقيل لنا إنّها سفينة سورية ببضاعة مسروقة، لكن لا أحد يعرف حقيقة ما إذا كانت مسروقة أم لا، ولا دليل حتّى اللحظة يُشير إلى هذه النتيجة التي توصلوا إليها، فأوراقها صحيحة وقانونية مع فواتيرها وغيرها من التفاصيل القانونية الضرورية، لكن مدير المرفأ أحمد تامر يُصرّ على عدم إدخال أيّ بضاعة من هذا النوع إلّا بعد إجراء وزارة الاقتصاد الفحوص اللازمة، لكن بسبب التزام موظفي الوزارة بالاضراب العام وعودتهم إلى العمل ابتداءً من الثلاثاء، فهذا يعني أنّه تأجل فحص السفينة ومعها مئات البضائع التي تنتظر أخذ العيّنات اللازمة للفحوص إلى يوم الثلاثاء، ما قد يُعرّض الكثير منها للتلف بالتأكيد مع مشكلة إضافية تكمن في غياب الكهرباء وغلاء المازوت للتكيييف وغيرها…”.

وفي التفاصيل، أبلغ السفير الأوكراني رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ بأنّ “واردات ​​الحبوب​​ الأوكرانية التي سرقتها ​روسيا​ قد تضر بالعلاقات الثنائية”. كما أصدرت السفارة الأوكرانية بيانين تدين فيهما ما أسمته بعملية السرقة “التي تحدث لأوّل مرّة في لبنان”، لتردّ السفارة الروسية في لبنان عليها، بأنّ “السفينة السورية الي قيل إنها تحمل حبوباً (مسروقة) من أوكرانيا، وترسو في ميناء ​طرابلس​ تحمل شحنة تجارية خاصة، وليس لدينا أي علم أو علاقة بها”. وأكدت أنّ اتهامات السفير الأوكراني لروسيا حول “سرقة” القمح والطحين من المخازن الأوكرانية، “باطلة ولا أساس لها”.

فيما أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​عبد الله بو حبيب​، أنّ “السلطات لم تتمكن بعد من تحديد مصدر الحبوب التي تحملها سفينة سورية راسية في ​مرفأ طرابلس”​، لينفي مسؤول في شركة لتجارة الحبوب، ومقرّها تركيا، أن تكون شحنات الشعير والطحين على متن سفينة ترسو في ميناء طرابلس، “قد سُرقت من أوكرانيا”، قائلاً إنّ “مصدر الدقيق هو روسيا”. وكشف المسؤول في شركة “لويال أغرو” لـ “رويترز”، أنّ “الشركة سعت الى استيراد 5000 طن من الطحين إلى لبنان، لبيعها لمشترين من القطاع الخاص، وليس للحكومة اللبنانية”.

شارك المقال