تقرير أميركي: غزة تتحدى إسرائيل بتقنيات وتكتيكات جديدة

حسناء بو حرفوش

سلط تقرير أميركي الضوء على تعزيز غزة تقنياتها وتكتيكاتها الصاروخية مقارنة بأحداث العامين 2008 و2014، وبالاستناد إلى تقارير نسبت للجيش الإسرائيلي. وبحسب المقال الموقع باسم ميشا كيتشيل، الباحث في أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية لعدة سنوات، يكمن التغيير هذه المرة في عدة عوامل من ضمنها الاستراتيجية الهجومية وكميات الصواريخ المطلقة ودقة تصويبها والمدى الذي يمكنها بلوغه.

وفي ما يأتي ترجمة لأهم ما ورد في المقال الذي نشر على موقع “ذا كونفرسايشن” (theconversation) الأسترالي:

” لقد أطلق حوالي 3100 صاروخ من غزة بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، في رقم يوازي ما أعلن عنه خلال المعركة التي استمرت سبعة أسابيع في العام 2014 (…) أما التغيير الأكثر وضوحاً هذا العام فهو الارتفاع في أعداد الصواريخ. وأطلق المسلحون في غزة 470 صاروخاً خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من المعارك، وبلغ متوسط الأعداد المسجلة 408 صواريخ في اليوم، مقارنة بـ 316 صاروخاً كحد أقصى في اليوم الواحد في العام 2012 و192 صاروخا في العام 2014.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز عملية القصف بالتنسيق بشكل أفضل. فقد نجح المسلحون بإطلاق نحو 137 صاروخًا في غضون خمس دقائق بدلاً من الاكتفاء بشن العديد من الهجمات الصغيرة موزعة على مدار اليوم (…) ويسجل ذلك تحسناً كبيراً على الرغم من أنه أبطأ من هجمات وحدات مدفعية الجيش النظامية. ويمكن تسطير التحسن على مستوى الدقة أيضًا. فقد هددت حوالي 50% من الصواريخ التي وصلت فوق إسرائيل مناطق مأهولة بالسكان. هذا ارتفاع كبير مقارنة بنسبة 22% في العام 2012 و18 % في العام 2014. كما انخفض عدد الصواريخ التي أخطأت أهدافها وسقطت في الحقول المقفرة. وأصبحت الصواريخ الأكبر والأطول مدى أكثر شيوعًا. فخلال المعارك السابقة، اقتصرت المعاناة على مدن جنوب إسرائيل. ولكن سجّل هذه المرة، استهداف مدينة تل أبيب، في وسط إسرائيل على بعد أكثر من 55 كيلومترًا من حدود غزة، بشكل روتيني. ومع ذلك، انخفضت موثوقية الصواريخ، حيث فشل حوالي 15% منها عند الإطلاق، مقابل أقل من 10% خلال المعارك السابقة.

وساهمت التكنولوجيا والتكتيكات المحسنة بإكساب القنابل قدرة تدميرية أكبر. أصاب 134 صاروخًا على الأقل مناطق مأهولة (…) وأشارت نتائج المعارك في الأيام الأربعة الأولى إلى أن التدمير بالصدمة والرعب هو الاستراتيجية التي يعتمدها مسلحو غزة في معارك 2021 (…) ويوفر نظام صواريخ القبة الحديدية أفضل دفاع معروف لإسرائيل التي تزعم اعتراض 1210 صواريخ الأسبوع الماضي، أو 90% من الصواريخ (…) ولكن مع ارتفاع عدد ودقة الصواريخ المطلقة من غزة، يزداد خطر خرق بعض الصواريخ للقبة الحديدية وبالتالي ترتفع نسبة التدمير من 10% إلى 20% لأن النظام قد يرد أحياناً 80% من الصواريخ. وقد حللت هذا التكتيك في بحث قمت به قبل سبع سنوات، أظهر أن صواريخ الاعتراض عالية الأداء قد تبدو أكثر “هشاشة” بمجرد تجاوز قدرتها على الصد. كما درس هذا البحث فكرة الضرب مباشرة على أنظمة الاعتراض بهدف تعطيلها (…) ومن المفارقات أنه تم تعطيل نظام القبة الحديدية لفترة وجيزة قبل يومين بسبب عطل في المعدات. وسمح ذلك لبعض الصواريخ الإضافية بتحقيق خرق.

وتمتلك إسرائيل أنظمة تحذيرية واسعة النطاق بالإضافة إلى الملاجئ التي تقي من القنابل والتي تجنب وقوع العديد من الإصابات لكنها لا تمنع الأضرار التي تلحق بالممتلكات. وتعتمد إسرائيل على الضربات الجوية كإجراء مضاد آخر (…) لكن بينما تستطيع قاذفاتها تدمير مخزونات الصواريخ، ليس لها تأثير فوري كبير على معدلات إطلاق النار. وبحسب تحليلي للعمليات السابقة، لم تقلل الغارات الجوية من معدلات إطلاق النار اليومية لأن الهجمات البرية وحدها كفيلة بذلك.

لكن ما الذي سيحصل في الفترة القادمة؟ قد تتمكن ترسانة غزة التي تضم 14 ألف صاروخ من دعم القصف قصير المدى لمدة أشهر. لكن من المرجح أن تنفد الصواريخ بعيدة المدى في وقت أقرب من ذلك، ما يرفع احتمال الهدنة. وبدورها، قد تفضل إسرائيل هدنة قريبة أيضًا بعد أن تنفد أهداف الضربات الجوية ذات المغزى. فلنأمل أن يتم الاتفاق على هدنة قريباً لأن البديل هو حرب مطولة من الاستنزاف الجوي أو معركة برية مكلفة داخل غزة”.

كلمات البحث
شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً