“البيتلز” الداعشية… ترهيب وخطف وقطع رؤوس

حسين زياد منصور

من منا لم يسمع عن جون لينون وبول مكارتني وجورج هاريسون ورينغو ستار، أعضاء ” البيتلز”، الفرقة الغنائية التي اشتهرت في ستينيات القرن الماضي وانطلقت من مدينة ليفربول في الشمال الغربي لإنكلترا، ليسمع بها العالم كله.

اليوم يعود اسم “البيتلز” ليتصدر الأخبار، ولكن هذه المرة من خلال خلية داعشية يُزعم أن أعضاءها الأربعة نشأوا غرب لندن.

إثر الجرائم التي ارتكبتها هذه الخلية حظيت باهتمام دولي خاصة بعد نشر مقاطع فيديو تظهر قتل أربعة مواطنين أميركيين بين العامين ٢٠١٢ و٢٠١٥، من بينهم موظفا الإغاثة كايلا مولر وبيتر كاسيج والصحافيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف، فضلاً عن صحافيين يابانيين وموظفي إغاثة بريطانيين. هذه الخلية متهمة باختطاف ٢٧ شخصاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا ونيوزيلندا وروسيا واليابان.

الخميس الماضي، في لندن، مثل رجل متهم بالانتماء الى تنظيم “داعش” تبيّن أنه أحد أعضاء خلية “البيتلز”. وكانت بريطانيا أعلنت القبض عليه لدى عودته عبر أحد المطارات بعد ترحيله من تركيا حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لإدانته بجرائم إرهابية.

باعتقال آين ليسلي دايفيس يغلق ملف خلية “البيتلز”، فالأعضاء الباقون قتل أحدهم واعتقل البقية.

“البيتلز”

وكما الفرقة الغنائية، تتألف الخلية الداعشية من أربعة أعضاء (آين ديفيس واليكسندا كوتي والشافعي الشيخ ومحمد موازي) ويشاع أنهم ترعرعوا جميعاً في غرب لندن، وتطوعوا للقتال من أجل “داعش” في سوريا وكانوا المسؤولين عن احتجاز الرهائن الغربيين. وقد أطلق عليهم الرهائن هذا اللقب بسبب لكنتهم البريطانية وتيمناً بالفرقة الموسيقية، ومنحوا كل واحد منهم اسماً من أسماء فريق “البيتلز”، جون وبول وجورج ورينغو.

هذه الخلية متهمة بجرائم فظيعة أبرزها قتل صحافيين وعمال دوليين في منظمات الإغاثة، فضلاً عن أعمال الاختطاف والترهيب والاحتجاز والتجويع.

بول وزوجته

في منطقة هامر سميث في لندن عاش آين ديفيس آخر من ألقي القبض عليه من أعضاء الخلية بعد وصوله من تركيا حيث قضى عقوبة بالسجن ٧ سنوات ونصف السنة لإدانته بجرائم إرهابية، وخلال محاكمته نفى أن يكون أحد أعضاء الخلية.

أطلق على نفسه اسم حمزة بعد اعتناقه الإسلام وتعرف على محمد موازي وترافقا وانضما الى احدى الجماعات الدينية المتطرفة في العاصمة البريطانية، قبل الالتحاق عام ٢٠١٣ بتنظيم “داعش”.

اما زوجته أمل الوهابي، ففي العام ٢٠١٤ أدينت بتهمة تمويل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وسجنت لمدة ٢٨ شهراً بعدما حاولت ارسال ٢٠ ألف يورو الى زوجها في سوريا، فكانت أول شخص في المملكة المتحدة يُدان بتمويل مقاتلي التنظيم.

جورج

انه الشافعي الشيخ، وسمّاه الرهائن جورج الجهادي لقيامه بمعظم عمليات التعذيب. انضم الى تنظيم “القاعدة” أولاً ثم الى “داعش”، ووصل الى سوريا عام ٢٠١٢.

وتشير المعلومات الى أنه ابن للاجئ سوداني، وفي العام ٢٠١٨ جرّد من الجنسية البريطانية.

ألقت القوات الكردية القبض عليه في سوريا وسلمته الى القوات الأميركية المتواجدة في العراق لإرساله الى بريطانيا.

وفي العام ٢٠٢٠ وصل الى الولايات المتحدة، بعد ادانته بعدة قضايا أبرزها خطف رهائن أميركيين وقتلهم في سوريا ودعم منظمة إرهابية أجنبية، ونفى أن يكون أحد أعضاء خلية “البيتلز” لكنه اعترف بانضمامه الى “داعش”.

رينغو

انه أليكساندا كوتي ذو الأصول الغانية واليونانية القبرصية، عاش كزملائه غرب لندن، وتعرف إلى محمد موازي حين كانا يصليان في المسجد عينه قبل الانتقال الى سوريا للتطوع تحت جناح “داعش”.

جرّد من جنسيته البريطانية، وفي العام ٢٠١٨ ألقى الأكراد القبض عليه مع جورج الجهادي (الشافعي الشيخ) في سوريا ولقي المصير عينه. وفي الأشهر الماضية، اعترف بقتل رهائن أميركيين منهم فولي وسوتلوف ومولر وكاسيج وأقر بالذنب في ثماني تهم وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

جون

انه محمد موازي الوحيد الذي قتل بين أعضاء الخلية عام ٢٠١٥ إثر غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة في سوريا، وسبق أن رُصدت مكافأة بقيمة ١٠ ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات عنه. اشتهر باسم “جون الجهادي”، ولد في الكويت وانتقل مع عائلته الى بريطانيا بعمر السادسة عام ١٩٨٨. وفي العام ٢٠٠٩ تخرج من جامعة “ويستمنستر” بعدما درس برمجة الحواسيب.

تعرف العالم على محمد موازي بعد مشاهدته في المقاطع المصورة التي كان يبثها “داعش” عن عمليات قتل الرهائن.

سقطت “البيتلز” الداعشية، وسقطت معها حقبة اجرام دموية بحق الصحافيين وغيرهم من الناشطين الدوليين في الاغاثة.

شارك المقال