خطط باسيلية لتهريب تمديد “العهد الجهنمي”

محمد شمس الدين

فيلم رعب جديد سيعيشه لبنان هذه الفترة، فعلى الرغم من كل الويلات التي شهدناها في عهد جهنم، يسعى الى التمديد لنفسه، أو على الأقل يسوّق لذلك، وكأنه يريد للبنانيين أن يخسروا ما تبقى من أعصابهم كل هذه الأيام الباقية لنهايته. يلعب أولياء العهد لعبة العصب المسيحي، ويبدو أنهم شدوا بكركي بها الى صفهم، بحيث يحذرون من الفراغ في الموقع المسيحي الأول، مقابل بقاء رئيس في الموقع السني. وعلى الرغم من أن بكركي ليست على وفاق مع العهد، إلا أن الموقع المسيحي يحظى بأولوية عندها، وهي ترفض رفضاً قاطعاً حصول فراغ في موقع الرئاسة، ولكن، لطالما كان ملف الرئاسة الأولى موضع تشابك محلي – إقليمي، فهل يكفي أن تكون بكركي على موجة التمديد كي يتحقق؟ وما هو رأي الدول الاقليمية المعنية بالشأن اللبناني؟

يعلم ولي العهد، الصهر المدلل أن حظوظه في الرئاسة معدومة تماماً، لذلك يبدو أنه يقلب الطاولة أمام حليفه “حزب الله” في موضوع وصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي يرفض أن يكون رئيساً مقيداً بنفوذ باسيلي في عهده، وبالتالي توترت العلاقة بين الحليفين وفق معلومات “لبنان الكبير”، واتجه باسيل إلى لعبة تضييع الوقت، في محاولة لاصابة هدف من اثنين، ابتزاز حليفه “حزب الله” ليضغط على حليفه الآخر، فرنجية، كي يقبل بطلباته، أو الوصول إلى خط النهاية ورفع ورقة الفراغ في الموقع المسيحي الأول، وبقاء عمه في قصر بعبدا، وفق فتاوى دستورية غب الطلب، تصدر عن دستوريي البلاط.

المقاربة الاقليمية يبدو أنها اختلطت قبيل الاستحقاق الرئاسي، بحيث أشارت مصادر ديبلوماسية في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “التسوية التي تم التسويق لها مع دخول السنة الأخيرة من عمر العهد يبدو أنها اهتزت، وكانت تقضي بوصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، مقابل تولي سيدة رئاسة الحكومة، والسيدة هي شخصية لها باع طويل في السياسة والاقتصاد اللبناني، ومقبولة عند كل الأطراف تقريباً. واعتبرت الدول المعنية بالشأن اللبناني أن موازين القوى اختلفت في لبنان عن السابق، ولا يمكن أن تكون الرئاسات الثلاث من نصيب الممانعة، ولذلك يجب أن تكون الرئاسة التنفيذية الأهم بيد شخصية غير ممانعة، بل يجب أن تكون قريبة من الخط المناوئ للممانعة، وفي الوقت نفسه تكون شخصية لديها الخبرة الاقتصادية، إضافة إلى الكفاءة. ورأت الدول الاقليمية أن الوقت حان لرفع دور المرأة في لبنان، وعلى هذا الأساس اختيرت هذه الشخصية، وكانت التسوية تطبخ على نار هادئة، إلا أن الارتباطات الاقليمية للعديد من القوى المحلية، وتحديداً القوى المارونية منها، ستحرق الطبخة، اذ أن لكل من هذه القوى ارتباطاتها في أميركا وفرنسا والدول العربية، ولكل منها جماعات ضغط تستطيع التأثير في موقف هذه الدول، وهذا التخبط الإقليمي سيحاول باسيل الافادة منه، إما لفرض مطالبه على فرنجية وحلفائه، أو لتهريب التمديد وهو السيناريو المرعب الذي يرفضه الجميع”.

يعلم باسيل جيداً أن غالبية القوى في البلد ستكون معارضة لوصوله الى الرئاسة، ومعارضة أيضاً للتمديد لعهده، وعلى رأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وطبعاً القوى المسيحية الأخرى، ولكنه يراهن على إحراج هذه القوى باستعمال ورقة الفراغ في الموقع المسيحي، الأمر الذي تبغضه بكركي، وقد يدفعها الى الاصطفاف خلف رؤية منع الفراغ، وهذا سيشكل إحراجاً للقوى المسيحية الأخرى في البلد، وقد يدفعها إلى اتخاذ موقف الصمت من ملف التمديد.

75 يوماً يعدها اللبنانيون بالثواني، وقد نشهد في ليلة ٣١ تشرين الأول المقبل حفلات في مختلف المناطق اللبنانية، تشابه احتفالات رأس السنة، لجهة العد التنازلي لمنتصف الليل، ولكن في حال نجحت الخطط الباسيلية في التمديد، سيكون المشهد مختلفاً، وعلى الأرجح الحدث سيكون قصر بعبدا. يبدو أن عهد عون يأبى أن ينتهي إلا بافتعال مشكل دستوري – طائفي، ستستمر مفاعيله لسنوات طوال، مكرراً تاريخه في التمرد على الشرعية عام 1989 ويبدو أنه سينفذ توقع شخصية سياسية مرموقة، قالت عند انتخابه: “عرفنا كيف بدأ عهد عون، ولكننا لن نعرف كيف سينتهي”.

شارك المقال