بيان عون الحاقد ضد سلامة تغطية على منهجية تدمير المؤسسات

آية المصري
آية المصري

من يقرأ بيان الرئيس ميشال عون يتأكد أن عدواه وعدوى القاضية غادة عون مماثلتان لبعضهما البعض، هذه العدوى المخيفة التي تضرب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عدوى قاتلة وسامة تتجدد في كل مناسبة وتؤكد كرههما وحقدهما على الحاكم. فبعد الأجزاء المتلاحقة من مسلسل القاضية عون والحاكم سلامة، قرر الرئيس عون حث القضاة على أن ينتفضوا لكرامتهم وسلطتهم وأن لا يهابوا ظلم أصحاب النفوذ. واعتبر أن القضاة المعنيين بملف الدعوى على حاكم مصرف لبنان، ومنذ التاسع من حزيران الماضي، تقاسموا التهرب من المسؤولية من دون أن يتم الادعاء وفق الأصول القانونية، مطالباً من موقعه كرئيس الدولة، القضاء بالتحرر من أي ترغيب أو ترهيب. فكيف يفسر هذا البيان؟ وهل أراد الرئيس عون توجيه سهامه وضربته الى القضاة والقضاء أم الى الحاكم سلامة؟

الفرزلي: كرامة القضاة انتهكت

“اذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص” بحسب ما قال نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي لموقع “لبنان الكبير”، معتبراً أن “كرامة القضاة إنتهكت بوجود القاضية غادة عون. كرامتهم إنتهكت عندما لم يطبقوا القوانين والدستور المطلوب نتيجة الايعازات السرية. كرامتهم إنتهكت عندما لم توقع التشكيلات القضائية. كرامتهم انتهكت عندما أعلن وزيره بأنه لن يطبق القوانين. فعن أي قضاء وأي جسم قضائي يتحدث فخامته؟ المسألة المركزية أنه رفض تطبيق القانون وتطبيق التشكيلات القضائية التي هي ملزمة بعد صدورها من المجلس الأعلى للقضاء وهذا ما ضرب القضاء”.
ووصف البيان بأنه “تغطية على كل الممارسات التي تمت خلال السنوات الست الماضية والتي حملت منهجية تدمير المؤسسات وتعطيلها”.

صادر: عون يقول “دخليكن لاحقوا سلامة”

العلاقة بين الرئيس عون والقاضية غادة عون علاقة مميزة، والقاضية وضعت في صلب إهتماماتها ملاحقة الحاكم سلامة وتخطت بذلك قواعد الصلاحية وقامت بمداهمة البنك المركزي لإلقاء القبض عليه وهذا لا يجوز لأن صلاحياتها في جبل لبنان وليس في بيروت، بحسب ما أكد الرئيس السابق لمجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر. وقال: “اليوم يقول الرئيس عون (دخيلكن لاحقوا رياض سلامة)، وبالتالي لم يعد الموضوع متعلقاً بالانتفاضة لكرامة القضاة وتطبيق القوانين المرعية بل بات تقويصاً صائباً ولا يعطي نصيحة بالمطلق وهذا لا يجوز”.
أضاف: “في بيان الرئيس عون تبين أن (انتفضوا لكرامتكم) وكأن القضاة بلا كرامة، وعندما أعطى هذه الأمثلة تبين أن هذه النصيحة لها غاية معينة وتختصر بـ (دخيلكن لاحقولي رياض سلامة) وهذا لا يجوز”.
واستغرب صادر “أن يدعو الرئيس عون في هذه الظروف الراهنة القضاة الى إستعادة كرامتهم، لاسيما مع إستهداف القضاء منذ التسعينيات. واليوم الإحباط الأكبر الذي أصاب القضاء هو أن التشكيلات القضائية التي وضعها مجلس القضاء الأعلى مجتمعاً منذ 4 سنوات لا تزال موجودة في أدراج فخامة الرئيس، الذي يدرك جيداً ما يعانيه القضاة من معاناة معيشية وغيرها، ويدرك أنه منذ قراره الابقاء على التحقيقات الداخلية في ما يخص إنفجار 4 آب ورفض التحقيق الدولي، أن القضاء اللبناني غير قادر بأجهزته الأمنية والقضائية المتوافرة على التحقيق بجريمة مماثلة كهذه”.

أبو فاضل: كلامه لا يصح ممن لا يتعاطى بعدالة

المحلل السياسي سيمون أبو فاضل وصف بيان الرئيس عون بأنه “عبارة عن كلام سياسي ولا يعتد به خصوصاً أنه من أقدم على تدمير القضاء”، مشيراً الى أن عون “يعلم أن القضاء في لبنان يتم تسييسه منذ صفقة العودة التي أقدم عليها عندما تبلغ قاضي التحقيق في لبنان باخفاء الملف المالي لميشال عون من أجل تسهيل العودة، ناهيك عن الملفات الأخرى”.
وشدد أبو فاضل على أنه “في حال أراد القضاء أن يستقل فعلاً، يجب كشف ملابسات مرسوم التجنيس الذي بداخله العديد من المخالفات المالية الفاضحة، كما هناك الكثير من عمليات قبض الأموال وبيع الهويات”.
ورأى أن “كلام الرئيس عون للقضاء لا يصح من شخص لا يتعاطى بعدالة وليس فوق الشبهات وليس هو حامي الدستور، وبالتالي لم يعد رئيس جمهورية فوق السلطات اذ دخل في محاور وتدخلات قضائية فاضحة، وكل هذا الكلام هو تهيئة مناخ ضد الحاكم رياض سلامة لأن الغرفة السوداء التي كان يخصصها وموجود فيها جميل السيد وأحد النواب ورئيس لجنة في مجلس النواب وعدد من العاملين السابقين في مصرف لبنان فشلت في إدانة الحاكم سلامة، وهذا البيان أتى بعد زيارة السيد للرئيس عون، وبالتالي هو بصم على بيان من صناعة جميل السيد”.
يحاول فخامته بشتى الوسائل ضرب الحاكم سلامة، كما تحميله كل الأخطاء والذنوب، وتناسى أنه رئيس جهنم الذي أوصلنا الى كل ما نحن عليه اليوم…

شارك المقال