أهالي ضحايا “قارب الموت” على موعدٍ مع الحقيقة!

إسراء ديب
إسراء ديب

لم تخرج مدينة طرابلس من الكآبة التي رافقت فاجعة غرق الزورق قبالة شواطئها في يومٍ مشؤوم سُجّل بتاريخ 23 نيسان الماضي، ولم يتمكّن أهالي الضحايا حتّى اللحظة من تخطّي الحادثة الصادمة التي ضربت المدينة بعد غرق القارب الذي كان يقلّ ما يُقارب الـ 100 راكب من الهاربين بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا.

لم يُحالف هؤلاء الضحايا الحظ، فغرق بعضهم وارتقى إلى رتبة شهيد، فيما نجا البعض الآخر وهم 45 راكباً، وفقد ما يُقارب الـ 30 شخصاً غرقوا في البحر مع المركب ولم يتمّ انتشالهم حتّى بعد مرور أربعة أشهر على هذه الحادثة الأليمة.

في الواقع، لن يستكين أهالي الضحايا الذين شُيعوا جثث المقرّبين منهم إلّا بمحاسبة المتسبّبين بهذه الهجرة المستمرّة على الرّغم من كلّ الأحاديث التي كانت تحثهم على الصبر والثبات في أرض الوطن، لكنّهم لا يزالون يتمسّكون بحلّ كان قد رمى الكثير من اللاجئين السوريين منذ أعوام في أعماق المحيطات والبحار الغامضة بعدما نهشتهم الأزمات والحروب النفسية والسياسية، واليوم يلجأ اللبنانيون إلى هذا الخيار بعدما ضاقت بهم السبل وسط عجز رسميّ واضح لا يحلّ أزمة ولا يُنقذ غريقاً.

أمّا أهالي الغرقى فهم ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء التجهيزات التي تُرافق استعداد الغواصة Spises 6 الآتية من مرفأ جزيرة تينيرفي في إسبانيا ووصلت إلى لبنان وانتقلت من مرفأ بيروت إلى مرفأ طرابلس، للعمل على انتشال المركب الذي غرق على عمق 470 متراً، في عملية وصفها المعنيون بأنّها “إيجابية” لأنّها قد تُنهي هذا الملف الذي أظهر هشاشة الدّولة اللبنانية، مع العلم أنّ هذه العملية التي ستبدأ يوم غد الاثنين وستمتدّ من أسبوع إلى 10 أيّام وفق ما يقول مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر لـ “لبنان الكبير”، تُثير قلق العديد من المعنيين والمراجع الأمنية الذين يتخوفون من عملية إطلاق الرصاص العشوائي بعد حال الغضب التي ستُصيب الأهالي مباشرة عند انتشال أيّ جثة.

وعن الغواصة التي نشرت صورها من المرفأ صباح امس بوجود النائبين أشرف ريفي وإيلي خوري اللذين كانا قد تفقدا موقعها واطّلعا ميدانياً على الأعمال الجارية لتجهيزها من قبل عدد من الفنيين وضباط القوات البحرية في الجيش، يُؤكّد تامر أنّ الصور تُشير إلى عملية الاستعداد وبذل الجهود التي يقوم بها كلّ من الجيش اللبناني والفريق الأجنبي الذي يعمل ويستعدّ لبدء العمل والانتقال إلى النقطة أو البقعة المقصودة والتي كان حدّدها فريق الجيش اللبناني في قاع البحر، مشيراً الى “أننا سنكون على موعد مع بدء العمل بالغواصة المتطوّرة جداً والتي يبلغ ثمنها حوالي 11 مليون دولار، ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً، ونحن في حال من التفاؤل الجدّي بنتيجة البحث وسط جدية كبيرة قد تُؤدّي إلى نتيجة واضحة تُريح قلوب الأهالي الذين أرهقتهم هذه الفاجعة القاسية”.

وعن النتيجة التي قد تتوصل إليها الغواصة، يُشدّد تامر على أنّ الأمور لا تزال مجهولة حتّى اللحظة، وأنّ كلّ التفاصيل ستُكشف عندما تتجه إلى البقعة، وتحتاج الغواصة التي تنتقل بوجود 3 أشخاص داخلها لتصل إلى هناك ما يُقارب الساعتين، أيّ أنّها قد تصل عند الساعة الثامنة النصف أو التاسعة صباحاً كحدّ أقصى.

ويُوضح تامر أنّ الغواصة التي يتحكّم بها الخبراء ستكتشف بكاميراتها وبثها المباشر مكان الزورق تحديداً، “وهي تملك ما يُشبه البالونات التي ستنتشل المركب بها بعد اكتشاف موقعه، بمتابعة مشتركة من الجيش اللبناني الذي نثني على جهوده والذي سيكون جاهزاً أيضاً وفي تواصل مستمر ضمن غرفة عمليات برية وبحرية لإتمام العملية بنجاح”، متمنّياً “انتهاء هذه العملية بنجاح” لمساعدة الأهالي الذين يترقبون بحذر مستجدّات العمل على هذه الغواصة ضمن فريق سيُواكب هذه العملية قطعاً بصورة مباشرة لمعرفة أدقّ التفاصيل وسط تدابير أمنية دقيقة ومشدّدة.

أمّا عن الضحايا، فيُشير أحد المتابعين إلى أنّ الغواصة التي تمتلك قدرات تقنية ولوجيستية كبيرة، ستقوم بعد التصوير بسحب المركب مع الجثث، مع القيام بمسح شامل للمنطقة لانتشال جثث الذين غرقوا خارج المركب.

شارك المقال