مياومو الكهرباء يصعّدون… والـKVA “يا غافل إلك الله”

آية المصري
آية المصري

لم تعد لدى المواطن قدرة على تحمل ما يعصف بالبلد من أزمات متلاحقة، فراتبه بالليرة اللبنانية لا يكفيه لتأمين حاجاته الأساسية وللعيش بكرامة، فكيف بالموظف الذي لا يكاد يتجاوز راتبه المليوني ليرة، وهذا حال غالبية العمال بعد الانهيارات المتكررة؟

بالنسبة الى العمال المياومين وجباة الإكراء الذين يعملون في الشركات الخاصة المتعاقدة مع مؤسسة كهرباء لبنان فان أزمتهم تتفاقم مع مرور الوقت، لأنهم مقسمون الى أقسام عدّة، فهناك فئة من الناجحين في امتحانات مجلس الخدمة المدنية لكن مؤسسة كهرباء لبنان اعتبرتهم من الفائض ولم تضمهم الى ملاكها بحجة عدم وجود شواغر لهم، ومن المتعارف عليه أن هذا الملف أزمته سياسية بامتياز، وهؤلاء العمال دخلوا مع الشركات الخاصة المتعددة وكل شهر هناك مشكلة تطرق بابهم، فالرواتب يحصلون عليها بعد الـ 20 الشهر، والحسومات لا تُعد ولا تحصى مع العلم أنهم باتوا يتقاضون رواتب نصفها بالدولار والنصف الآخر بالليرة اللبنانية.

اما بالنسبة الى المساعدات الاجتماعية التي طالت معظم موظفي القطاع العام والخاص، فقامت هذه الشركة بتقسيمها الى جزءين وعلى مدار شهرين متتاليين، وبعد هذه المساعدات التي حصلوا عليها، قررت الشركة في ظل ارتفاع بدلات النقل الطلب من موظفيها التزام منازلهم، وعلى من يطلب منهم مهام معينة التقيد بالدوام الرسمي للشركة على أن يطبق بتشدد القانون والحسومات على أي تأخير أو غياب وبهذا يحصلون على رواتبهم ولكن من دون بدل النقل.

وأمام هذا الواقع المرير، أعلنت لجنة العمال المياومين وجباة الإكراء في بيان أنهم “وافقوا على حسم بدل النقل الشهري مقابل عدم المساس براتبهم الشهري، وأن الدفع يحصل مناصفةً بالدولار والليرة اللبنانية، ولكن إدارة الـ kva لم تلتزم بمضمون الإتفاق وتم حسم رواتب العديد من العمال”. وبناءً على ما تقدم أنذرت اللجنة المؤسسة “وقد أعذر من أنذر”.

الأسمر: يجب إعادة تقويم العقود المبرمة

“كل شركات مقدمي الخدمات في كهرباء لبنان تعاني مع عمالها لأن الواقع العمالي صعب والشركات في بعض الأحيان لا تتجاوب”، بحسب رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي قال لموقع “لبنان الكبير”: “على سبيل المثال الفنيون في المعامل في الجية والذوق يعانون مع شركة سابا مخلوف، وعمال تراكيوم التابعة لـ(لينا متا) يعانون كثيراً لأن رواتبهم بالليرة اللبنانية والحال مثلها مع الـKVA، ويفترض أن تحصل إعادة تقويم لكل هذه العقود المبرمة مع شركات مقدمي الخدمات، وأن تكون لإنصاف العاملين في هذه الشركات”. وأشار الى أن “هناك الكثير من العمال يتقاضون رواتبهم بالليرة ويدفعون كل تكاليف حياتهم بالفريش دولار”.

أضاف: “كإتحاد عمالي عام نحن مع العمال وتنسيقنا معهم بصورة دائمة على الأرض، وندعمهم في كل الاتجاهات لأن صوتهم هو صوت الحق في هذه المرحلة الصعبة، وهناك تواصل دائم مع وزير الطاقة وليد فياض ومع رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان كمال حايك. وعندما اجتمعت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نقلت له واقع العمال في شركات مقدمي الخدمات”.

وأكد أنه “في حال قرروا اعلان التصعيد فسنكون الى جانبهم في الشارع، ونحن الى جانبهم في كل خطوة وفي الوقت نفسه على خط الوساطة من أجل إنتاج تفاهم مع الشركات ومع كهرباء لبنان”.

مطالبة بـ”كشف حساب”

وأوضح أحد العاملين في شركة الـ KVA أنه “منذ العام 2012 وقعنا العقد مع هذه الشركة وعقودنا بالدولار الأميركي وليس بالليرة اللبنانية، وبعد انهيار قيمة الليرة طالبنا واتفقنا على أن نحصل على نصف الراتب بالدولار والنصف الآخر بالليرة، وفي شهر تموز حضرنا وداومنا وتم حسم بدل النقل من الراتب، كما طالت العدد الأكبر منا حسومات كثيرة، ما دفعنا الى طلب توضيح وكشف حساب لكل منا”.

وحذر من أنه “في حال لم يتم الاستماع الى مطالبنا سنلجأ الى التصعيد والخطوات اللازمة لأن الاوضاع لم تعد تحتمل ورواتبنا لا تؤمن لنا الحد الأدنى من مقومات الحياة، وهذا كفر”.

يكفي ذلاً لهذا العامل الذي لم يعد قادراً على تحمل الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة في البلاد، براتب لا يكفيه لتأمين الضرورات الأساسية ومن بينها تكلفة مواصلاته الى العمل!

شارك المقال