باسيل يهاجم القضاة… “وغير تقي يأمر الناس بالتقى”

آية المصري
آية المصري

“دقيقة مع جبران”، سلسلة فيديوهات يطل فيها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عبر “تويتر” بصورة مستمرة ويتناول مواضيع يعتبر أنه يحق له التطرق اليها، يكذب فيها ويكذب ويصدق كذبته علناً أمام الجمهور، منصّباً نفسه حامي البلاد والوحيد القادر على المحاسبة والتغيير. وهذه البروباغندا الاعلامية التي يستخدمها ليست سوى إحتيال جديد منه وإستغباء للشعب الذي لا يصدقه لأن “الشمس طالعة والناس قاشعة”.

اما المضحك فهو أن باسيل قرر أمس أن يطل على متابعيه ليتحدث عن القضاة، ويهاجم الجسم القضائي بأكمله، محذراً بقوله: “انتبهوا يا قضاة التقصير، الحساب جايي. هالمرة انتو ما رح تحاسبوا، هالمرة انتو رح تتحاسبوا، لن نترك القضاة يتلاعبون بالناس من دون حساب منا”…. فهل يحق لوزير الفساد الطائفي أن يتحدث عن القضاة بهذا الأسلوب؟ وهل بات الصهر المدلل يعتبر نفسه الآمر والناهي في هذا البلد؟ فليستيقظ من غيبوبته وليدرك جيداً كيف ومع من يتحدث، لأنه مع حلفائه يشكلون سطوة لا مثيل لها على غالبية الجسم القضائي. فما رأي أهل الاختصاص بكلام باسيل؟

الفرزلي: باسيل أفقر القضاة واستباحهم

جبران باسيل قام بعملية تشويه القضاء، والقضاء على القضاء خوفاً من أن يجد قضاء يحاسبه، لذلك التدقيق الجنائي لم يجرؤ على أن يقارب الوزارات كي يقارب مسألة وزارة الموارد المائية والكهربائية، بحسب ما أكد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي لموقع “لبنان الكبير”، وقال: “بئس الزمن الذي أصبح فيه جبران باسيل يهدد القضاة بعد أن أفقرهم واستباحهم، وبعد أن حال دون إجراء التشكيلات القضائية التي كانت تسمح للقضاء بأن يكون قضاء، بل كي يبقى رهينة بيده وبيد أصحاب السلطات ليحقق غايته بإدارة الإنهيار في البلد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. وأكبر دليل على ذلك الممارسات التي قامت بها مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون وكان آخرها الاعتداء على الصلاحية المكانية”.

ورأى الفرزلي أن “من يريد أن يحاسب القضاة كان أولى به أن يحاسب تلك التي اعتدت على الصلاحية المكانية التي هي صلاحية قانونية بإمتياز وذهبت الى مناطق غير المناطق التي هي، الا اذا كان يعتبر القضاء هو القضاء الموظف لدى سلطانه. على أي حال راح الكثير وبقي القليل وسنحارب هذه السلطة حتى الرمق الأخير”.

حرب: قضاة التقصير تحت أمرته

واعتبر المحامي مجد حرب أن “جبران باسيل معه حق، قضاة التقصير يجب محاسبتهم، وهم الخاضعون لامرته وإمرة عمه، ومن يدّعون بناءً على طلبه وطلب عمه في ملفات معينة والملفات الأخرى يغضون نظرهم عنها. قضاة التقصير أصبحوا هكذا بسبب التشكيلات القضائية الرافض إمضاؤها سعادته، وباتوا قضاة تقصير بسبب الطعون وعدم توقيع وزير المالية حليفهم والذين ترشحوا معه في اللوائح نفسها في الانتخابات، وبالتالي لم يوقع على التشكيلات في غرف محاكم التمييز من أجل أن يحكموا في قضية إنفجار مرفأ بيروت، هؤلاء هم قضاة التقصير الذين يتحدث عنهم باسيل”.

أضاف حرب: “تدنى مستوى الوقاحة لدى جبران باسيل الى حد غير مقبول خصوصاً وأنه يتطاول على الجسم القضائي الذي هو وعمه وحلفاؤهما السبب الرئيس لعدم عمل القضاء كما يلزم”.

نصر الله: السياسيون يرمون كل شيء على القضاء

في أيامنا هذه لم يعد معروفاً ماذا يحق لمن وصلاحيات كل مسؤول، والاشكالية الثانية أن كل الطبقة السياسية ترمي كل شيء على القضاء، بحسب ما قال المحامي أنطوان نصر الله، طارحاً عدّة تساؤلات: أين باتت مسؤولية محاسبة القضاء؟ ولماذا اليوم المراسيم القضائية غير موقعة؟ ولماذا لم تتعزز هيئة التفتيش القضائية؟ ولماذا لم تتعزز مقومات قيام قضاء، من مكننة العدليات الى تطور بعض القوانين التي تمنع التدخل في القضاء؟

وشدد نصر الله على أنه “لا يحق لجبران باسيل أو لغيره افتعال مشكلة عندما لا يكون أحد القضاة الذي يواليهم أو التابع لهم معيناً في مركز حساس، فعندما يكون هناك تدخل سياسي بهذا الشكل في القضاء لا يحق لباسيل تهديد القضاة. ولو كانت السلطة التشريعية والتنفيذية تقوم بدورها على أكمل وجه لكان يحق لها أن تلوم القضاء، ولكن هم من أوصلونا الى ما نحن عليه اليوم على مختلف الصعد المالية والاقتصادية والأخلاقية وبالتالي لا يحق لهم أن يلوموا أحداً”.

هدف باسيل من كل ذلك هو لفت الأنظار من خلال التصويب على كل من يقف في طريقه، خصوصاً أن حلمه الكبير هو كرسي بعبدا لكن حظوظه في الوصول اليه شبه معدومة، وباتت تنطبق عليه مقولة “وغير تقي يأمر الناس بالتقى، طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ…”.

شارك المقال