عملية تبريد الاهراءات… هل تبرّد نار الأهالي؟

حسين زياد منصور

على الرغم من كل الأزمات والمشكلات التي يعاني منها لبنان، تبقى قضية انفجار مرفأ بيروت الشغل الشاغل، خاصة خلال الفترة الماضية منذ اندلاع الحرائق في ما تبقى من اهراءات القمح، الى انهيار أجزاء منها. وعلى مدى أسابيع مضت تفرج المسؤولون على الاهراءات المشتعلة من دون التحرك وايجاد حلول لاطفائها وسط مناشدات أهالي ضحايا المرفأ بضرورة القيام بذلك وتدعيم الاهراءات والمطالبة بإلغاء قرار الهدم وحماية ما تبقى منها، علماً انهم لو عمدوا الى تدعيمها بدل المماطلة التي انتهجت لكان من الممكن تجنب ما جرى من حرائق وتهديم للاهراءات، فضلاً عن الأثر البيئي، لكن حجة الغبار والحرائق كانت ذريعة لهدمها وإزالتها.

ويواصل أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تحركاتهم الضاغطة على السلطة لحماية حقهم بمعرفة الحقيقة فضلاً عن المحافظة على ما تبقى من الاهراءات، فأمام البوابة الرقم ٩ في المرفأ رفعت صور الشهداء ولافتات تطالب بالتحرك السريع لإطفاء الحريق وحماية القسم الجنوبي من الاهراءات، وهددوا بالتصعيد واغلاق البوابة الرقم ٩ في حال عدم التحرك، حتى وصلت فرقة الاطفاء وباشرت بتطبيق الخطة.

وكان أهالي الضحايا أعطوا مهلة ١٢ ساعة لإطفاء الحريق يوم الثلاثاء الماضي، ثم عادوا ومددوا المهلة.

خطة إطفاء الحريق

باشر فوج اطفاء بيروت عملية معالجة الردميات والركام والحبوب في المرفأ وذلك من خلال إخماد النيران والبدء بعملية التبريد، وهذه العملية ستستمر لأيام ولن تنتهي في يوم واحد.

وتأتي هذه الخطوات تنفيذاً لخطة وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين التي أعلن عنها سابقاً، وتتضمن ٤ خطوات، من تحديد معايير السلامة العامة، الى تبريد الموقع، ورفع الركام ومعالجة المتساقطات بطريقة سليمة بيئياً ثم معالجة الحبوب المتبقّية داخل الصوامع الجنوبية.

جديد قضية الانفجار

يؤكد وليم نون أن الأولوية لإطفاء الحريق والحفاظ على ما تبقى من الموقع، مشيراً الى أن هناك عدداً من اقتراحات قوانين معجلة مكررة ستدرج على جدول أعمال الجلسات التشريعية، وهي مهمة لاستكمال التحقيقات ومنها يتعلق خصوصاً بطلبات الرد، كي لا يتم وقف التحقيقات بين الحين والآخر وتعطيل عمل القضاء.

وعن التواصل مع النواب بخصوص إقرارها، يقول: “هناك وعود من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب والنواب التغييريين والمستقلين الى جانب كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي، وتم التواصل أيضاً مع الثنائي الشيعي من منطلق أن قضية المرفأ قضية إنسانية بعيدة كل البعد عن الهرطقات السياسية”.

الأثر البيئي

أظهرت فحوص الهواء وجود كميات كبيرة من الفطريات، فسقوط الاهراءات نتج عنه دخان وغبار كثيف في المنطقة، وهذه الانبعاثات والأضرار لن تؤثر على المواطنين وحسب، بل ان الضرر الأكبر سيكون على الصعيد البيئي، وهو أمر طبيعي نتيجة الحرائق والغبار والدخان المتصاعد.

شارك المقال