“هبة” المازوت الايراني الجديدة حقيقة أم فقاعة اعلامية؟

آية المصري
آية المصري

تتوالى الأزمات والانهيارات يوماً بعد يوم وتكبر معها هموم المواطن لدرجة لم يعد قادراً على تحملها، وتبقى مشكلة المحروقات الواجهة الكبيرة لهذه الأزمات، في ضوء ما عايشه منذ العام الماضي من الوقوف في طوابير الذل للحصول على البنزين أو المازوت، وسط تصاعد أسعارهما الهستيرية، ويومها أطل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله مبشراً اللبنانيين بأن هناك “هبة” إيرانية ستدخل لبنان عبر سوريا وهي عبارة عن مازوت إيراني سيكون سعر تكلفته رمزياً لأنه هدية من إيران لهم، ستنهي مأساتهم، لا سيما أنه سيوزع في مختلف المناطق اللبنانية.

وشهد العام الماضي خلافات حول هذا المازوت وطريقة إدخاله وتوزيعه، وعرض “حزب الله” عضلاته بقوة في هذا الموضوع، ولكن تبيّن أن سعره لا يختلف عن السعر في الأسواق الا بفارق بسيط، كما جرى توزيعه على فئات محددة وعلى المحطات التابعة للحزب حصراً، والأهم أن هناك فئة كبيرة جداً من المواطنين لم تحصل على هذه “الهبة” مع العلم أنها تابعة لبيئة الحزب ومناصرة له، وبالتالي لم يكن هذا المازوت سوى بروباغندا إعلامية فاخر فيها الحزب لأنها من إيران ولكنها كانت من أكثر الهبات التي وصلت الى لبنان فشلاً.

واليوم، على أبواب فصل الشتاء، بات أهالي البقاع تحديداً يحسبون ألف حساب لمشكلة المازوت في ظل إرتفاع سعره اليومي، ويفكرون في وسائل جديدة تساعدهم على تخطي البرد القارس والعواصف الثلجية وتساعدهم على التدفئة. وفي المقابل، تكثر الأقاويل والأحاديث بين أهالي البقاع عن هبة إيرانية جديدة من المازوت ستدخل الى لبنان، فهل سيفعلها “حزب الله” مجدداً ويعرض لبنان لعقوبات جديدة نتيجة هذه الهبة؟ وما هي حقيقتها؟

“حزب الله” منذ تأسيسه في البقاع يعمل إجتماعياً على مساعدة الفئة التابعة له، وعادةً يقدم العديد من المساعدات خلال فصل الشتاء ويوزع مادة المازوت على عائلات معينة لها إرتباط به وعلى فئات تعاني الفقر المدقع، بحسب ما أشارت مصادر مقربة من الحزب لموقع “لبنان الكبير”، لكنها أكدت أن لا معلومات لديها عن هبة إيرانية جديدة من المازوت، معتبرة أن “هذا الكلام مبالغ به وغير دقيق مئة في المئة”.

الجوهري: المازوت الايراني جلب “وجع الراس”

ورأى الشيخ عباس الجوهري أن “موضوع المازوت الايراني السابق فشلوا فيه كلياً ولم يستطيعوا دعم الناس بهذه المادة كما وعدوا، اضافة الى أنه لم يؤدِ الغرض المناسب. وبالتالي لم تكن تلك الهبة سوى عبارة عن فقاعة إعلامية ولا أتخيل انها ستعاد هذا العام، خصوصاً وأن المازوت الإيراني جلب الكثير من وجع الراس لحزب الله نظراً الى السرقات التي حصلت وكل هذا لن يدفعه الى إعادة التجربة”.

وقال: “المازوت المستورد لم يعد مدعوماً وبالتالي من غير المفهوم لماذا لا تسلمه الشركات الى محطات الوقود؟ وبالتالي وجوده بات نادراً، ومن هنا يجب طرح السؤال لماذا هذا الخلل والعطب؟ ومن جهة أخرى، من البديهي أن المواطن غير قادر على تعبئة هذه المادة نظراً الى ارتفاع سعرها، والناس تذهب الى الحطب وهذا يهدد الثروة الحرجية في سلسلة جبال لبنان وهنا تقع المشكلة الكبيرة”.

تكثر الأحاديث عن “الهبة” الايرانية التي يرجح ألا تتكرر تجربتها التي فشلت في المرة السابقة، من دون معلومات مؤكدة عن مدى صحتها، بانتظار ما ستؤول اليه الأوضاع في الفترة المقبلة.

شارك المقال