لوسيان عون لــ”لبنان الكبير”: مجلس النواب رد الصاع صاعين

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

اعتبر المحامي لوسيان عون أحد مؤسسي التيار الوطني الحر المستقيل منذ العام 2006 أن رئيس الجمهورية ميشال عون استخدم آخر سلاح له وأطلق رصاصته الأخيرة من خلال رسالته إلى مجلس النواب الذي رد له الصاع صاعين بتجديد الثقة بتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة.

وقال في حديث إلى “لبنان الكبير”، أن عون من خلال تقديم رسالة إلى مجلس النواب الذي ناقشها على مدى يومين واتخذ فيها قراراً بتجديد الثقة للرئيس المكلف سعد الحريري، قد استخدم آخر سلاح له وأطلق خرطوشته الأخيرة، وهو لجأ إلى هذا الخيار بإيعاز من مستشاري القصر، باستخدام صلاحياته الضيقة، ولم يصل إلى مبتغاه، فقد استطاع رئيس مجلس النواب نبيه بري بحنكته المعهودة امتصاص الأمر، وقدم “تخريجة” أدت إلى تعويم الرئيس الحريري كرئيس مكلف وأعطاه المجلس مهلة غير محدودة، أي أن الرئيس الحريري كسب براءة ذمة وأخذ تكليفاً شرعياً من المجلس النيابي مصدر السلطة التشريعية، فالذي سمى الحريري سماه من جديد”.

وبرأيه أن معالجة موضوع الرسالة في المجلس النيابي أسقطت من يد عون آخر أوراق عهده الذي تبقى منه حوالى السنة وأربعة أشهر، أي أن فرصه ضاقت وقد يستمر البلد بدون حكومة لعدم موافقته على اقتراحات التشكيلة، إذ بدا واضحاً أن الجميع التف حول الحريري بمن فيهم حليف التيار الوطني الحر أي “حزب الله” إضافة إلى حركة أمل والأحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية والمستقبل كتلة لا يستهان بها على الصعيد العددي فأخذ الحريري “بوش أب” وقوة من المجلس، فكيف حسبها الرئيس عون وماذا سيفعل وكيف سيتصرف. يقال إنه سيلقي كلمة خلال الساعات المقبلة يتوجه فيها إلى اللبنانيين فماذا سيقول بعد أن رد له المجلس الصاع صاعين”.

وعن إمكانية معالجة الشرخ بين بعبدا وبيت الوسط، قال المحامي عون أن “هذا الشرخ” تعمق بفضل مستشارين زجوا رئيس الجمهورية بحجة استخدام صلاحياته في معمعة خاسرة، بالأساس كان عليهم وعلى صهره تقدير الأمور ومعرفة مصير الرسالة، التي جاءت بنتائج عكسية، وأدت إلى تضامن مع الحريري. لقد أحرق هؤلاء عهد عون وأوراقه وللأسف أحرقوا الموقع الرئاسي ومن دفع باتجاه خيار الرسالة فاشل وحرق أوراق التيار الوطني الحر وكذلك مستقبل الصهر الذي كان يعتبر مرشحاً قوياً للرئاسة”، واصفاً ما جرى بأنه “ضربة قاسية للعهد من نواب الأمة، فالقرار الذي أراح الحريري عبر إعطائه مهلة، وأظهر أن عون ليس على حق”.

وأكد أن “جبران باسيل هو نقطة ضعف الرئيس عون، لقد تم تعلية السقف وأراد قلب الطاولة وصعد من المواقف ولكن تبين أن سقف الحريري عالٍ، وبري تفادى بحنكته المواجهة المذهبية والطائفية. ما يقومون به في الغرف السوداء بقصر بعبدا أضعف الموقع الرئاسي بالممارسة وهذا أمر غير جيد للمسيحيين”.

وقرأ في كلمة باسيل في المجلس النيابي، “موقفاً تصعيدياً” توج به توجهاته في المناكفة والمواجهة وفرض الشروط، وجاء رد الحريري بتشكيل حكومة اختصاصيين وليس فيها ثلث معطل، لقد فشل الرئيس بري في جمع باسيل والحريري فالتوتر الكبير بينهما واضح وحتى محاولة تأجيل الجلسة لم تنجح والاتصالات فشلت في جمعهما، هناك جفاء وجفاف في العلاقة مع أن الوقت ليس لفرض الشروط والتصعيد وهذا مؤشر على صعوبة تشكيل الحكومة وربما لآخر العهد وهي إشارة عاطلة”.

ولفت إلى تراجع شعبية عون والتيار الوطني الحر في البيئة المسيحية، مستشهداً باحصاء نشر منذ أسبوعين يبين أن التيار الحر خسر 15 % من شعبيته فيما علت شعبية القوات اللبنانية كما أن المعارضات داخل الوطني الحر ازدادت وهناك نواب في التكتل يتجهون إلى الانفصال والخروج منه ونحن نعيش في المجتمع اللبناني ونتلمس كم انخفضت شعبية الوطني الحر، والرئيس القوي الذي انطلق في بداية عهده كان يملك شعبية واسعة ووعدهم بالإصلاح والتغيير، ولكن إلى أين وصلنا؟!”.

وأردف: “نحن نسمع في المجالس الخاصة للتيار انتقادات كثيرة على أداء الوطني الحر بدءاً من النائب شامل روكز الذي يتزعم المعارضة داخل التيار وصولاً إلى شخصيات معروفة، مشيراً إلى أن تراجع التيار سيظهر على الأرض في الانتخابات النيابية المقبلة، فهناك انفكاك واضح في القاعدة الشعبية وهم لا يريدون أشخاصاً منفصلين عن الواقع ولا يطبقون شعارات الإصلاح والتغيير والإنماء وأوصلوا الوضع إلى ما هو عليه اليوم، إفلاس سياسي ومالي واقتصادي بفعل الفساد حتى الكهرباء التي تتالت وعود تأمينها انعدمت الآن”.

وذكر أن جبران باسيل في العام 2006 اقصى 80 شخصاً من نشطاء التيار على قاعدة الأحادية في السلطة الحزبية وهذه السياسة استمرت وأوصلت إلى الغرف السوداء في بعبدا لتصيغ مواقف وسياسات فاشلة وتأخذ قرارات وتوصيات غير شعبية تخرج باسم فخامته الذي يعيش في الظل ويكون لها ارتداد معاكس على العهد القوي”.

ونوه إلى انه بالأساس لا يريد الرئيس عون الطائف منذ 1989 وعندما انتخب رئيساً في العام 2016 بقي على موقفه وعمل جاهداً للخروج عليه وعدم تطبيق مواد الدستور ورغبته هي إحياء دستور عام 1926، السوريون أرسوا دستور 3 رؤساء أي أن البلد يدار بثلاثة رؤساء وإذا لم يتوافقوا يحصل تعطيل في البلد مثلما عطل انتخاب رئيس الجمهورية أكثر من سنتين ونصف، اليوم يجري تعطيل تشكيل الحكومة ومَن وراء التعطيل معروف رغم مخالفة الدستور أو محاولة التذاكي عليه والنتيجة يدفع الشعب الثمن غالياً”.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً