الوزيرة النمساوية التي اختارت لبنان على روسيا

حسين زياد منصور

كارين كنايسل، قد يبدو هذا الاسم غريباً عن العرب والأردنيين وبعض اللبنانيين. وزيرة الخارجية النمساوية السابقة وعلى هامش مشاركتها في “منتدى الشرق الاقتصادي” أول من أمس، كشفت أنها اختارت العيش في لبنان عوضاً عن روسيا، على الرغم من اتقانها اللغتين العربية والروسية، وقالت انها تتحدث اللغة العربية بصورة أفضل من اللغة الروسية، مشيرة الى وجود أصدقاء يعرفونها في لبنان.

كنايسل المولودة في ١٨ كانون الثاني ١٩٦٥ في النمسا، كان والدها طياراً خاصاً للعاهل الأردني الملك الحسين بن طلال، فقضت جزءاً من طفولتها في عمان عاصمة الأردن.

في العام ١٩٨٣، التحقت بجامعة فيينا، لتحصل على ماجيستير في القانون ودبلوم الأمم المتحدة في اللغة والدراسات العربية، لتعود وتتابع أبحاثها لرسالة الدكتوراه في القانون الدولي حول مفهوم مصطلح الحدود لدى طرفي الصراع العربي – الاسرائيلي في احدى الجامعات الأردنية والجامعة العبرية في القدس.

واصلت أبحاثها لمدة ٣ سنوات في جامعة جورج تاون (واشنطن) في مركز الدراسات العربية المعاصرة بعد أن حصلت على منحة فولبرايت الأميركية عام ١٩٨٩. وعام ١٩٩٢ حصلت على الدكتوراه من جامعة فيينا.

عملها السياسي

عملت كنايسل في السلك الديبلوماسي النمساوي بين العامين ١٩٩٠ و٢٠٠٣، وانضمت الى مكتب وزير الخارجية حتى ١٩٩٨، الى جانب العمل في قسم القانون الدولي في وزارة الخارجية وممثلياتها في العاصمتين مدريد وباريس.

خلال تلك الفترة درّست القانون الدولي وتاريخ الشرق الأوسط في معهد العلوم السياسية في جامعة فيينا (منذ العام ١٩٩٥) وأكاديميات عدة منها الدفاع الوطني والديبلوماسية، الى جانب بعض الجامعات خارج البلاد كجامعة سان يوسف الكاثوليكية الفرنسية في لبنان.

في العام ٢٠٠٣ وبعد تركها المجال الديبلوماسي عملت كمراسلة وصحافية في بعض القنوات والإذاعات الناطقة بالانجليزية والألمانية فضلاً عن بعض الصحف والجرائد.

اقترح رئيس حزب الحرية اليميني المتطرف هانز كريستيان شتراخه على كنايسل ترشيحها للانتخابات الرئاسية في العام ٢٠١٦، لكنها رفضت، لتعود وتوافق على منصب وزيرة الخارجية في الحكومة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية. وبحسب ما تقول، غادرت النمسا بسبب التهديدات المستمرة ضدها.

كنايسل التي ألقت خطابها في الجمعية العامة للأمم المتحدة باللغة العربية حين كانت وزيرة، بررت ذلك بما لهذه اللغة من خصائص الى جانب أهميتها وجمالها وحضارتها، فضلاً عن كونها احدى اللغات الست الرسمية المعتمدة في الأمم المتحدة.

أشارت في عدة مقابلات سابقة الى أنها عاشت في لبنان أثناء الحرب وتعلمت كيف يواصل الناس حياتهم على الرغم من الظروف الصعبة وأنها تكن الاحترام لهم، لافتة الى أن حسن الضيافة والكرم والعلاقات العائلية المتينة من أبرز ما لفتها في الوطن العربي خلال فترة إقامتها.

عرفت الوزيرة بمطالبتها الدائمة بإغلاق الحدود بين الدول الأوروبية خلال أزمة الهجرة واللجوء ووقف العمل باتفاقية “الشنغن” بين دول أعضاء الاتحاد الأوروبي ان لم تكن الرقابة كافية. ودعمت عدة منظمات دولية في مجال البيئة وحقوق الإنسان.

لديها عدة كتب واصدارات، وتلقت انتقادات شديدة بسبب كتاب “شرقي الأوسط” (٢٠١٢) والذي وصفت فيه الحركة الصهيونية (أسسها ثيودور هيرتزل) بأنها ذات ايدولوجية دم وتراب قامت على أسس النازية.

تجدر الإشارة الى أنها تتكلم ٧ لغات الى جانب الألمانية وهي العربية والعبرية والاسبانية والإيطالية والفرنسية والإنكليزية والمجرية.

شارك المقال