“باسيل يحكي… وعاقل يسمع”! 

آية المصري
آية المصري

بعد أقل من شهرين ينتهي العهد “القوي”، الذي تمادى فيه كثيراً الصهر المدلل جبران باسيل، الآمر الناهي الذي يحرّك القصر وساكنه. وعلى مشارف إنتهاء هذا العهد صار باسيل يستغل كل فرصة للصراخ عالياً كي يسمعه أو يكترث له أحد، ولكن “لا حياة لمن تنادي”، فالجميع باتوا يدركون أنه طائفي وفاسد إبتلع كل السلطة ولم يشبع من دون أن يقدم أي تنازلات. 

شروط باسيل وأوامره كثُرت منذ بداية عهد جهنم حتى إنتهائه، ولم يبق له أي صديق بسبب لسانه “المتبري منو”، فبعد خلافه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ووصفه له بـ”البلطجي”، والفتنة الطائفية التي خلقها في الجبل ومطالبته بإسترجاع عظام المسيحيين، وقصة “غرامه وانتقامه” مع “القوات اللبنانية” وتناسيه إتفاق معراب مع من لقبهم بـ “الخونة”، ناهيك عن خلافاته مع “الكتائب اللبنانية”، وصراعه الدائم عبر بيانات الشتيمة والردح مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، أصبح كل الأفرقاء يدركون جيداً من أي صنف هو باسيل!

باسيل عينه على الكرسي الرئاسي، ويحاول جاهداً وعلناً الوصول الى لقب رئيس الجمهورية اللبنانية. وعلى الرغم من أنه الحاكم الفعلي لقصر بعبدا خلف الكواليس، الا أنه يستمر في وضع شروط تعجيزية تسمح له بالسيطرة على الحكم بعد انتهاء ولاية عمه الرئيس ميشال عون، فهو تارة يضرب الدستور وتارة أخرى يستهتر بالقضاء، ولا تعنيه أزمات البلاد لا من قريب ولا من بعيد، وكل همه مصلحته الشخصية والفردية.

وقد أطل أول من أمس بخطاب أقل ما يقال عنه انه إفلاس سياسي، اذ هدد وتوعد بأنه لن يعترف بشرعية حكومة مستقيلة بعد إنتهاء ولاية عون، وسيعتبرها حكومة مغتصبة وساقطة مجلسياً ودستورياً وميثاقياً، موجهاً رسالة واضحة بأن هناك أكثر من ميشال عون في الحكومة عندما يأتي وقت الجد. كما طاول في هجومه الرئيس بري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. فما رأي الجهات المعنية بخطاب باسيل وكيف تقرأه؟

قنابل دخانية لتغطية التراجع

رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هذا كله عملية إستكمال للمخطط التدميري للبلد وبات جلياً”، معتبراً هجوم باسيل “قنابل دخانية لتغطية التراجع الذي قام وسيقوم به حتماً، ومن الآن وصاعداً لم تعد هناك الا خطوات تراجعية وتنازلات”.

وأكد الفرزلي أن “كلام باسيل أقل ما يقال فيه ان لا معنى له، فماذا تعني كلمة حكومة مغتصبة؟ فليفسرها باسيل في الدستور، انه يحاول جعل لبنان دولة فاشلة”.

يحتاج الى حجر سياسي

وتساءلت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي “من هو جبران باسيل كي يقبل أو يرفض أو يعتبر أن هناك اغتصاباً للحكومة؟”، مشيرة الى أن “باسيل مكون بسيط من 128 نائباً وأكثرية التكتلات الحزبية تعتبر أن الحكومة بامكانها استلام الصلاحيات في حال الوصول الى الفراغ الرئاسي، والدستور فقط هو من ينقل الصلاحيات بصورة تلقائية الى هذه الحكومة بغض النظر عما اذا رضي باسيل أو لم يرضَ. وبالتالي، بإمكانه تسجيل اعتراض لا أكثر ولا أقل وهذا الاعتراض يؤخذ في الاعتبار أو لا يؤخذ لأن هناك غيره يعتبره عكس ذلك”.

ولاحظت المصادر أن باسيل تحدث في خطابه “منصّباً نفسه القائد الأعلى أو مرشد الجمهورية اللبنانية وهذا معيب، بحيث هناك شيء من جنون العظمة المعطوف على واقع نفسي مرير يعانيه هذا الرجل يجعله (يقطع ويشلح)”، مؤكدة أن “باسيل لم يعد يمتلك شيئاً وبالتالي اما يريد تشكيل حكومة على قياسه أو أخذ الثلث المعطل كي تبقى كلمته العليا أو ينتخبوه رئيساً للجمهورية أو ينتخب رئيساً يستطيع أن يعطيه كل شروطه، وكل هذا لن يتمكن من الوصول اليه ولن يحصل عليه”. 

ولفتت المصادر الى أنه “يلعب لعبة الأبطال والخونة وبذلك يصف نفسه وكأنه البطل والجميع خونة، وبالتالي يعتبر أن الجميع يريدون الانقضاض عليه ويمثل بأنه الوحيد الذي يريد الحفاظ على البلد وهو من يقاوم الجميع. وبالتالي هذا الانسان بات يعيش في عالمه الخاص الذي لا يحترم فيه ذاكرة اللبنانيين ولا ذكاءهم ولا يقيم وزناً للسياسة والتوازنات ولا يحترم الحليف ولا القانون ولا الدستور، ومن هنا يجب أن تأتي شخصية تلجم باسيل الذي بات بحاجة الى حجر سياسي”.

“الشمس طالعة والناس قاشعة”

وعن هجومه على “القوات اللبنانية”، أوضحت مصادر قواتية أن “الشمس شارقة والناس قاشعة، وتعلم جيداً ما حدث لها في عهده من طوابير الفقر والذل الى طوابير ترمي أرواحها في البحر لمغادرة البلد والانتهاء من عهد جهنم الذي وضعها باسيل فيه”. 

ورأت المصادر أن “باسيل يحاول بكل ما لديه من نفوذ وقوة تأخير الخروج من بعبدا، ولديه مصلحة في أخذ البلاد نحو الفراغ لأن فرصه باتت معدومة، وبقدر ما تكون هناك مدة أطول للفراغ بقدر ما يحاول خلق فرصة لنفسه من أجل الوصول الى قصر بعبدا، وبالتالي هو غير آبه لأوجاع الشعب، ولا يسأل عن الأوضاع الاقتصادية والوضع المعيشي في البلد”. 

كلما أدرك باسيل أن نفوذه يتضاءل وحظوظه الرئاسية شبه مستحيلة وكحلم إبليس في الجنة، تزداد لديه الهستيريا ويبرز جنون العظمة الذي يستنسخه عن عمه، لذلك المطلوب ردعه والإسراع في معالجته والا سيكون مصير لبنان الخراب الحتمي!

شارك المقال