“هبة” الفيول الايراني هل تسلك طريقها الى التنفيذ؟

آية المصري
آية المصري

بعد الكثير من الأخذ والرد حول هبة الفيول الايراني، واثر العرض الإيراني الذي قدمه سفير ايران في لبنان مجتبى أماني إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي زود المبعوث بمواصفات درجة الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء في لبنان، كلف ميقاتي وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض إعداد وفد تقني يتوجه الى طهران لدرس “الهبة” الايرانية ولمعرفة المعايير ومعاينة الأوضاع عن كثب ومناقشة الموضوع مع الجانب الإيراني لتزويد المسؤولين اللبنانيين بالمعلومات اللازمة. وفي حال إتمام الصفقة، ستكون شحنات الوقود هي أول الشحنات التي ترسلها إيران مباشرة الى الحكومة اللبنانية، بعدما أرسلت في السابق شحنة إلى “حزب الله”. فهل الأجواء إيجابية في هذا الصدد؟ ومن الوفد الذي سيزور طهران ومتى؟

مشكلة في المواصفات

مصادر تابعة لـ “الثنائي الشيعي” أوضحت لموقع “لبنان الكبير”، أن “الهبة الايرانية بحثها الرئيس المكلف مع السفير الايراني، وكانت هناك مشكلة في المواصفات وتحديداً نسبة الكبريت في الفيول الايراني، فلديهم نسبة 4% ونحن نحتاج الى فيول نسبته 1%. والسفير أماني توافق مع الرئيس ميقاتي على إرسال وفد الى طهران لمعالجة هذه المشكلة من الناحية التقنية”، مؤكدة أن “الوفد اللبناني المؤلف من أربعة موظفين تقنيين ومتخصصين في هذا الملف سيتوجه في 10 أيلول الى طهران للبحث في هذه المسألة مع الجهات الايرانية، ووزير الطاقة وليد فياض لن ينضم إلى الوفد لأن ميقاتي لا يريد إعطاء هذه الهبة أي طابع سياسي، وهذه الاتفاقية ستكون مدتها خمسة أشهر قابلة للتجديد”.

وأشارت المصادر الى أن “الأجواء إيجابية إلى حد كبير وأكبر دليل على ذلك الوفد اللبناني الذي سيقصد طهران، وبالتالي نأمل كل خير في هذا الملف وأن ترتفع نسبة التغذية نظراً الى ما ستعكسه من راحة على اللبنانيين”.

رد إيران يقابله تجاوب ميقاتي

في المقابل، قالت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي: “في بداية الأمر لم يكن هناك أي عرض أو طلب من ناحية الهبة الايرانية واقتصر الموضوع على الأحاديث تمهيداً لهذا الملف، وعندما قصد السفير الايراني الرئيس ميقاتي تحدثا في موضوع المواصفات وغيرها، ويومها قال السفير مجتبى أماني دعنا ندرس الموضوع والاجابة ستكون قريبة، والرد جاء منذ يومين وكان الرئيس ميقاتي متجاوباً فوراً بتكليف فريق تقني للذهاب الى طهران ومعرفة المواصفات والامكانية والكمية وكيف ستتم عملية التبادل بين الفيول الايراني والفيول الذي يتناسب مع معاملنا في لبنان وكل التفاصيل الأخرى”.

وأكدت هذه المصادر أن “أحداً لم يكن عرض علينا الفيول وبمجرد رد السفير الايراني فهذا يعني أن الحكومة الايرانية مستعدة لاعطائنا هذا الفيول، والرئيس ميقاتي تعاطى معها بصورة جيدة وتم ارسال هذا الوفد آملين خيراً. وهذه الهبة مجانية، غير تجارية ولمدة خمسة أشهر، ومن البديهي أن تكون الأجواء إيجابية في هذا الملف، وعندما يتوجه الوفد التقني ويعاين الآليات بصورة كاملة على الأرض بعيداً عن التنظير وطق الحنك الذي حدث منذ اللحظة الأولى والمتعلق بهذه الهبة الايرانية، يجب دراسة كل نقطة في هذا الملف وفي حال تمت الموافقة سيعطي هذا الفيول خمس ساعات من التغذية اضافة الى الفيول العراقي الذي يزودنا بساعتين، وبالتالي لدينا ما يقارب 7 ساعات من التغذية يومياً”.

أضافت المصادر: “الرئيس ميقاتي رد على كل من إتهمه وافترى عليه واستهدفه. اما بالنسبة الى الوزير فياض فهو من شكل هذا الوفد التقني وفي آخر تصريح له قال ان الرئيس ميقاتي كلفني تشكيل وفد، وبالتالي هو حر في الذهاب الى طهران أو عدم الذهاب، ولكن الموضوع تقني وعندما تجري المعاملات بصورة رسمية حتماً سيتوجه الى إيران الوزير فياض من أجل التوقيع”.

وقال مصدر حكومي لـ “رويترز”: “نعمل على أن يكون هذا تبرعاً وليس شراء حتى نتجنب العقوبات”. فيما أكد مسؤول إيراني أن وفداً من لبنان سيزور طهران خلال الأيام المقبلة “لبحث مختلف القضايا” من دون الخوض في التفاصيل. وقال: “تحدثنا مراراً عن استعداد إيران لمساعدة لبنان في حل أزمة الوقود”.

يتضح من كل ذلك أن هذه الهبة الإيرانية ستأخذ طريق القبول ولكن يبقى السؤال كيف سيعالج الموضوع وهل سنلمس فعلاً التغذية التي تم الحديث عنها، لتوفير التيار الكهربائي الغائب كلياً هذه الفترة؟

شارك المقال