واشنطن وطهران: حرب ظل مستمرة أم إنجاز ديبلوماسي؟

حسناء بو حرفوش

هل تخوض الولايات المتحدة وإيران حرب ظل أم توشكان على تحقيق إنجاز ديبلوماسي؟ ربما يمكن الإجابة بالقول ان العلاقة بين الطرفين متعارضة وانهما ينجرفان على حد سواء، نحو حرب مستمرة بالوكالة ونحو تحقيق اختراق أو إنجاز ديبلوماسي، وفقاً لقراءة في موقع “غريد نيوز” الأميركي المتخصص في الشؤون السياسية.

وحسب المحلل جوشوا كيتينغ، “بينما كانت الصواريخ الأميركية تطلق في 24 آب في سوريا، كان الديبلوماسيون الأميركيون يرسلون رداً على تعليقات إيران الأخيرة بشأن مسودة اتفاقية من شأنها استعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015. ولا يزال هناك خلاف كبير بين الجانبين بحيث وصفت وزارة الخارجية الأميركية في 1 أيلول مقترحات إيران الأخيرة بأنها “غير بناءة”، ولكن بعد شهور من الجمود، تحدث هؤلاء (عبر وسطاء أوروبيين) عن بعض الزخم الذي يدفع نحو اتفاق.

فهل تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران أم أنها تتدهور بصورة خطيرة؟ لا شك في أن القوات الأميركية تعرضت على نحو متزايد، لنيران وكلاء إيران. ولا شك في أن حرب الظل استمرت بطرق مختلفة لسنوات. كما وجهت أصابع الاتهام الى الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العديد من الهجمات الأكثر دموية ضد القوات الأميركية في العراق بين 2003 و2011. وفقاً لتقديرات البنتاغون، إيران مسؤولة عن مقتل أكثر من 600 جندي أميركي خلال هذه الفترة. وفي العام 2014، عادت القوات الأميركية إلى العراق ودخلت سوريا لاحقاً لمحاربة “داعش”. وسادت هدنة غير مستقرة في سياق التعاون الضمني، بين الولايات المتحدة والجماعات المدعومة من إيران.

ولكن مع انحسار “داعش”، عادت حرب الظل. وفي العام 2019، ألقت الولايات المتحدة اللوم على إيران إثر سلسلة من الهجمات الصاروخية على أهداف أميركية في العراق، وردت بالمثل وبعدها بوقت قصير، قتلت غارة أميركية قاسم سليماني، العقل المدبر لعمليات إيران الخارجية، وأطلقت إيران بدورها صواريخ باليستية استهدفت القواعد الأميركية في العراق. وأتت تلك الأحداث، الأقرب إلى حرب صريحة بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية حملة “الضغط الأقصى” لإدارة دونالد ترامب ضد إيران، والتي تضمنت الانسحاب من الاتفاق النووي وتشديد العقوبات وإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وتولى جو بايدن منصبه في العام 2021 متعهداً بالعودة إلى الاتفاق النووي واتباع نهج أكثر توازناً في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن أول عمل عسكري أمر به كان سلسلة من الغارات الجوية في شباط 2021 استهدفت الجماعات المدعومة من إيران في سوريا.

ومنذ ذلك الحين، زادت وتيرة الهجمات بين الطرفين مع زيادة المفاوضات حول الاتفاق النووي. والآن، يبدو أن الردود أصبحت “مرئية” بصورة أكبر. وفقاً لحسين باناي، الأستاذ في جامعة إنديانا والخبير في العلاقات الأميركية – الإيرانية، قد يعمل تبادل إطلاق النار هذا مع الولايات المتحدة على تعزيز مصداقية النظام في طهران. ولكن هل يمكن أن تصل حرب الظل إلى أرض الولايات المتحدة؟ لا تزال التفاصيل غامضة، ومع ذلك زعمت الولايات المتحدة أن الجيش الإيراني كان وراء مؤامرة لاغتيال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون. ويشير ذلك إلى احتمال تصاعد العنف بصورة صارخة.

وبينما يحدث تبادل إطلاق النار بين الولايات المتحدة وإيران في العراق وسوريا، أصر الجانب الأميركي على عدم ارتباط ذلك بالمفاوضات الديبلوماسية. ويعتقد معظم المراقبين أن الحرب بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ستستمر بين إيران وخصومها، ومع ذلك، هذا ليس حتمياً. وبقدر ما يصعب التنبؤ بالوضع في المنطقة، من الممكن أن نتخيل أنها قد توصل قريباً إلى اتفاق نووي وإلى تمديد للحرب بالوكالة في الوقت نفسه. وبالتالي، يجب أن يستعد أي شخص يراقب المنطقة لتوقع نتائج متعددة ومتناقضة، قد تتزامن أحياناً في الوقت نفسه!”.

شارك المقال